نص القصة :

67 2 0
                                    


تحركات متباطئة, ظلام دامس ينقطع عند أنين باب الشقة وصوته المزعج, تضاربات كعب أحد الأحذية مع أرضية الغرفة المصنوعة من خامة السيراميك ببعض الرسومات الروتينية, تمرر تلك الفتاة أصابعها بين خصيلات شعرها البنية المصففة والمزينة, صمت طويل, والمزيد من الصمت ولا شيء غيره يعتلى اللحظة, بضع أصوات صغيرة من طقطقة الأصابع, نغمات متباطئة تنطلق وسط الظلام الحالك تتغني بالأغنية الشهيرة " سنة حلوة يا جميل ", المزيد من البطء وصدى الصوت يتبعه فى إثارة, ذلك الجسم المتكلم المتغني يقترب منها رويدًا رويدًا, يحيط الفزع بتلك الفتاة المتأنقة, ثم يتم إشعال الأضواء فجأة, ويقطع خوفها وتعرقها المحاط بالتوتر صوت العديد من الأصدقاء

-" سنة حلوة يا جميل! "

ضحكت "يارا" قائلة:

- "آواه! تبًا لكم, هل تودّون قتلى يوم عيد ميلادي!"

توالت ضحكات الحضور, ومن ثم اقتربت صديقتها "أشرقت" منها تصورها وتحثها لتقول شيئًا قائلة:

-" هذه "يارا", أقرب الأصدقاء إلىّ, وهذا "حاتم! "

ثم سارعت بإخفاض صوتها:

-" سأقول لكم على سر ما!, سيتزوجون قريبًا! "

ضربتها "يارا" فى مزاح ثم أكملت "أشرقت" رحلتها قائلة:

-" وهذا "ياسين", صديق "حاتم" المقرب, مثلما ترون, ليس لديه فتاة تحبه على الإطلاق!"

أثار الجمع ضحكات أعلنوا فيها حفلًا مميزًا بعيد ميلاد "يارا", ولكن فى حين, تم تبديل القناة وفتح قناة الأخبار أمام "يارا" و"حاتم" وهما يشاهدان التلفاز –مقطع عيد ميلادها- فاعترضت "يارا" ذلك فى سأم, وجلست "أشرقت" فى هدوء على طرف الأريكة منصتة لما يقال فى التلفاز:

" تم العثور على جثة مذبوحة في منزله قيل أنه منزل رسام مشهور "

قالت "أشرقت" فى سأم:

-" ماذا يحدث حيال هؤلاء الناس؟ "

-" ومالنا نحن بذلك؟ "

ثم أدارت "يارا" وجهها نحو "حاتم" ساخرة:

-" الرسامون يُقتلون اليوم كثيرًا, سيكون الدور دورك حتمًا المرة القادمة"

قطعت ضحكات "يارا" نظرات "أشرقت" المتضجرة, فزادت "يارا" فى ضحكاتها المتوالية قائلة:

-" ماذا؟ "

عادت "أشرقت" أدراجها ضاربةً كفًا على كفٍ و"يارا" لا تعلم لماذا.. وورائها, ودعت الأخيرة "حاتمًا" ودخلت غرفتها لتنام, احتضنت وسادتها, وقلبت بأصابعها بين الصور والذكريات, ابتسمت , وتركت ذهنها يشرد بعيدًا, إلى حيث تلك اللحظات التى أخذت لُبها بعيدًا عن ناظر العالم.

بعض من كل شيءWhere stories live. Discover now