أغلقت الهاتف و بقيت أحدق في السقف .. لا أعلم حتى لما تطرقت إلى الأطفال في هذا الحوار .. كنت أشعر أنه يسلبني مني شيئاً فشيئاً .. أنا اتحدث بلا وعي معه .. حدودي التي أشيدها مع الجميع تتهاوى أمام صوته .. إنه بالتأكيد ساحر ليحرك قلبي هكذا بعد ركود طويل!
أنارت شاشة هاتفي ظلام الغرفة الدامس
" أشعر أن الحياة بأسرها ابتسمت لي .. و هذا شعور عظيم "
ابتسمت و لم أجبه .. بالحقيقة ، لم أجد رداً يضاهي كلماته .. إن له بقلبي مكانة مختلفة عن أي أحد .. أنا أعلم هذا و أعاند نفسي قبل أن أعانده .. إنه يظهر ضعفي الذي أحاول إخفاءه في كل مرة
عدت إلى النوم حتى أزعجني ضوء الشمس الذي احتل الغرفة بأسرها مستغلاً نسياني لإقفال ستائر الغرفة البارحة .. نهضت من فراشي بتثاقل و قمت بتغيير ملابسي و غسلت وجهي و أسناني و نزلت لتناول طعام الإفطار .. وجدت أمي و أبي و خلود و سعود جالسين على الطاولة ..
- صباح الخير
- صباح النورجلست بجانب سعود .. حسناً قررت أن أحسن معاملته .. و أن أصلح ما أفسدته .. ألتفتت إليه و قلت :
- شكراً لاعتنائك بابن تلك المرأة المهملة التي تجلس بمقابلتي البارحة- ابداً .. لقد قضينا وقتاً ممتعاً أنا و هو
قالت خلود مدافعةً عن نفسها :
- أنا لست مهملة .. هو يحبكِ كثيراً- و أنا أحبه أيضاً
سأل أبي :
- أين ماجد ؟قلت :
- يبدو أنه لا يزال نائماً .. لقد أنهك نفسه بالجلسات طوال الأسبوع الماضي- أيقظيه عند العاشرة و أخبريه أننا سنتناول طعام الغداء بالخارج سوياً .. جميعنا
- حاضر
قال سعود :
- محمد اتصل بي و طلب مني الذهاب معه بعد قليل لقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء .. سأكون متواجداً وقت الغداء- استمتع بوقتك
- شكراً
قلت لسعود :
- سأذهب لعملٍ تطوعي اليوم عصراً .. هل تريد مرافقتي ؟- أجل بالطبع
ثم فاجئنا صوت من الخلف قائلاً :
- لا أعلم متى ستدرسين !- عاااادل !!
نهضت من مكاني و حضنته بقوة .. لقد كانت خمسة أيام و لكنها طويلة جداً جداً جداً هذه المرة !
أنت تقرأ
بعد كل شيء
Romanceمن يتحمل خسارات المرء حين تفيض عن احتماله ؟ من يشد أزر أنثى تركت كل شي لتبحث عن نفسها و لا تجدها ! من يملك الصبر العظيم لاحتمال كل ما لا يحتمل ؟ هل من شجاعة المرء أن يكتب قصته البشعة أم هي دناءة منه ؟ هل التخلي عـمن نعتقد أننا نحب و متيقنين تمام ا...