وجدت نفسي بمعسكر الحملة، ويبدو أنه لا يراني أحد حيث عبر خلالي أحد الجنود وكأني شبح، دخلت الخيمة السلطانية لأجد السلطان جالسًا يتفحص بعض الرسائل فدخل عليه رستم باشا
- فخامة السلطان
- رستم؟ ألم آمرك بالعودة وأني من سيقود الحملة؟
- نعم ياسيدي، لكني هنا لأمر هام هلا أتيت معي يا سيدي وسأشرح كل شيء
خرج السلطان مع رستم من الخيمة وبعد أن ابتعدا قليلًا دخل الخيمة سبعة ملثمين، يرتدون زي الجلادين ولكنهم لم يكونوا كذلك، استطعت رؤية عيونهم فهي حمراء كالدم يبدون كمجموعة من الشياطين خرجت لتوها من قلب الجحيم، هذا عمل روكسلانة بلا شك،
رأيت الشاهزاده يقترب من خيمة والده كي يحييه، لم أستطع إيقافه، أخذت أصرخ وأحاول تحريك أي شيء لتحذيره، لو كنت شبحًا كان من الممكن أن يراني لكني لم أكن حتى هناك، يقترب ويقترب وأشعر بالغضب يندفع إلى رأسي يا إلهي رأسي سينفجر، دخل الشاهزاده الخيمة فلم يجد السلطان فقط هؤلاء الملاعين، حاول المقاومة قدر المستطاع، لو كانوا بشرًا لقضى عليهم وحقًّا لا أعرف حتى الآن ماهية هؤلاء، قاوم وقاوم لكن سرعان ما أحاطوه وقاموا بخنقه، أخذت أصرخ وأصرخ كي يتوقفوا، ثم ظللت واقفًا هناك لا حول لي ولا قوة أنظر له والحياة تفارق عينيه، دموعي تنهمر بغزارة وفجأة سُحبت من هناك لأجد شمس الدين قد سحب يدي من الدائرة وكنت أدمع حقًّا فقال لي
- أظن أن ذلك يكفي
تمددت على الأرض محاولًا التقاط أنفاسي، ثم أخذت أصرخ لا أعلم غضبًا أم ألمًا أم مزيج مُر لكليهما فقال شمس الدين ملطفًا
- لم تكن لتتمكن من فعل أي شيء، لقد كان محتمًا
- ..
- ما حدث هو جزء من التاريخ، فقد حدث بالفعل بالنسبة للزمن الذي تنتمي له، أنت هنا زائر تشاهد وتعيش دون القدرة على تغيير أي شيء لأنه لا أحد يستطيع تغيير ما حدث بالفعل
- مازال هذا مؤلمًا، أنا لم أحظَ بصديق مثله حتى في زمني الحقيقي، لقد كان أخًا لي أكثر من آخر لي في زمني، كنت أفكر حقًّا في البقاء هنا، لقد قررت ذلك بالفعل لقد جئت لك فقط لأني أشعر بالفضول ليس إلا، ثم حدث ما حدث
- ليس من حقك أن تتخذ قرارًا كهذا، كان من الخطأ الارتباط بأشخاص ليسوا من زمنك، أنت لست هنا لعقد الصداقات، كان يجب أن تعرف ذلك، أنت هنا في مهمة..حل اللغز والعودة إلى حيث تنتمي
ظللت ممددًا هناك على الأرض أحدق بالسقف أشعر بأسى شديد لما رأيته،
واأسفاه على الشاهزاده واأسفاه
أنت تقرأ
العين الثالثة
Abenteuerهل ستفتقده.. ذلك العالم الذي تعيش فيه؟ أستطيع أن أحكي لك قصتي.. قصة مليئة بالشجاعة والبطولات، لكني سأكون كاذب.. أنا لستُ بطلاً. انتظار.. وانتظار.. وانتظار.. هذا ما تجمدت عنده أفعالي قصر محاط بالظلام.. هذا ما تقلص إليه عالمي. آسف أنا. .لقد أطلقت شيئا...