-أعزائي ، قد يحتوي هذا الفصل على بعض المشاهد المؤذية .. أتمنى حقاً أن يبتعد من هم دون الرابعة عشرة من العمر عن هذا الجزء ..
ظللنا ننظر إلى بعضنا البعض و نحن نبتسم حتى قلت :
- لقد حان دورك الآن .. هيا أخبرني ما تريد .. أنا سأستمع لك جيداً- هناك الكثير لأقوله يا ريم .. هل فعلاً لديكِ الوقت لتسمعيني ؟
- أجل .. ليس لدي أي ارتباطات اليوم
ابتسم ثم قال :
- هل علي أن ابدأ منذ البداية إذاً ؟- أنت حر تماماً فيما ستقوله
- إذا تعلمين أنني أصغر فرد في عائلتي .. صحيح ؟
- أجل
- لقد حصلت على طفولة جيدة لسبع سنوات .. لا تعتقدي ابداً أنني حظيت بأوقات صعبة على الدوام .. كنت مثل أي طفل في العالم .. ألهو و ألعب طوال الوقت و أكبر همومي هو حلول الليل لأن أمي ستطلب مني أن أنام .. كل شيء بدأ حقاً حينما انتقلت جارة جديدة لتقطن بالقرب منا .. كانت كبيرة في عمر أمي .. لها زوج مشغول أغلب الأوقات .. و لا تملك أي أطفال .. نساء الحي تعاطفن معها كثيراً فكانوا يرونها و هي تلاعب أطفالهم برفق في الحارة ..
ضحك بسخرية قبل أن يقول :
- لقد أحببتها أنا أيضاً في بداية الأمر .. كانت أشبه بباقي الأمهات .. هل تفهمين ما أعني ؟- أجل
- لم يكن يتجاوز الأمر حديثها معنا نحن الأطفال بكل ود .. لم يذهب أحد غيري إلى منزلها قط .. كانت كما يبدو لي الآن أنها تختار ضحيتها بعناية قبل أن تُخرج شيطانها عليه ! و قد وقع الاختيار عليّ كما يبدو
قال جملته الأخير و هو يبتسم بسخرية .. بدا كما لو أنه يهزأ بأحزانه حتى لا تبدو أقوى منه !
- زارت أمي في منزلنا لوحدها و أخبرتها أنها ترحب بي في أي وقت إذا ما أرادت أمي الذهاب إلى أي مكان و لم يكن إخواني و أخواتي في المنزل ليعتنوا بي .. أخبرتها أنها ستكون سعيدة بوجودي معها و أنها لطالما شعرت أنني الابن الذي لم تنجبه من رحمها العقيم .. شكرتها والدتي كثيراً و أكدت لها أنها ستأخذني لأبقى في رعايتها إن هي اضطرت للغياب يوماً .. هل تصدقين أنني كنت سعيداً جداً لهذا ؟
- أنت لم تكن تعلم أنها امرأة سيئة .. ذلك هو السبب وراء سعادتك .. لقد كنت طفلاً
أنت تقرأ
بعد كل شيء
Romanceمن يتحمل خسارات المرء حين تفيض عن احتماله ؟ من يشد أزر أنثى تركت كل شي لتبحث عن نفسها و لا تجدها ! من يملك الصبر العظيم لاحتمال كل ما لا يحتمل ؟ هل من شجاعة المرء أن يكتب قصته البشعة أم هي دناءة منه ؟ هل التخلي عـمن نعتقد أننا نحب و متيقنين تمام ا...