XIX

210 24 0
                                    


{ لا تبكِ على من لا يبكي عليك }

--------------------

أحس باضطراب تلك الحسناءِ النائمة ، أزاح رأسها عن كتفه محاولًا إيقاظها مناديًا باسمها " ليلي ، ليلي ، هيا إستيقظي "





فتحت عينيها الخضراوتان الناعستان ببطء و نظرت نحو تلك الفيروزيتان لمدة طويلة ثم عانقته بشدة .


لا زال يوجين يستذكر أيام ماضيه مع كريستيان الذي كان دائمًا ما يتجاهله ،

في الواقع من كان يظن أنه تجمعهما علاقة صداقة هو يوجين فحسب ، فلم يكن كريستيان يحادثه أو يلعب معه أو يجلس برفقته .


طار الشرار من عينيه عندما رأها تعانق فرانس ، فليحمدا الله أنه لم يسمع فرانس عندما ناداها باسمها المختصر " ليلي " لكان قتلها و أقام حفلًا في جنازتها .


وقف كالسبع المتأهب و صرخ بصوت تهتز له الأبدان كدوي المدافع " ماذا تفعلين ؟ إبتعدي عنه "



فزعت من صوته فاعتدلت في جلستها و ابتعدت عن فرانس ثم وقفت .


أخذت تمشي ببطءٍ شديد نحو البركان الثائر ، أحطت ذراعيها حول خصره و عانقته بشكلٍ حميمي و همست في أذنه " أكنت تغار منه ؟ "



دفعها بعيدًا عنه ، صرخ بها " هل أنت بكامل قواكِ العقلية ؟ "


إكتفت بهز كتفيها دلالةً على عدم معرفتها ، أعلنت لهم ذهابها " سوف أذهب إلى دارك ، فرانس هل ... "


صمتت عندما رمقها يوجين نظرة الصقر نحو فريسته فأردفت " فرانس رباط حذائك مفتوح "


بعد إلقائها آخر كلاماتها ولت هاربة . تأفأف جوفاني منهما داخليًّا ، فهما يبدوان كأميرين يتصارعان من أجل أن يظفر أحدٌ منهما بحب أميرته .


و بينما هي تسير نحو الحديقة حادثت نفسها " حقًّا ، ألم تجدي أفضل من تلك الكذبة ؟ أعني حذائه لم يكن به رباط حتى ! "




ذهبت متجهةً إلى دارك و بدأت باللعب معه و الركض .


نست أنها متهمةً بالإعتداء بطلق ناري على مغتصب و أنها تعرضت لمحاولة قتل ، فقط إستمتعت بتلك اللحظة .


كل ما كان يسمع هو صوت قهقهاتها و هي تسبق الكلب العجوز . ركضت معه لفترةٍ طويلة إلا أن نعست مجددًا فاستلقت على العشب الندي تحت ظل شجرةٍ محاطةً بعدة شجيرات .


  وجه البوكر || Poker face  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن