#شقة_مشبوهة9
بقلم .... شيماء عثمان
🔞تم الاربعين .... لمت حاجاتها يودعت جيرانها ... طلعت من البيت بحسرة .. البيت الاتولدت واتربت فيه ... البيت التفوح فيه ريحه امها ... بتلمح صورتها في كل زاوية .. بتسمع صوتها في كل ركن ..... كل حته فيه بتحمل ذكريات كتير .. في كل شبر عندها ذكرى إما دمعه أو إبتسامه مابتفرق كتير طالما ... فيها ريحة الحبايب ...
سماح بتودعها وبتبكي اعيش كيف وانتي بعيده عني ياصحبتي من قمنا ما افترقنا
ردت عليها ... هي الحياة كده محطات استقبال و وداع ... قاطعتهم انتصار ... على فكرة انتي ما مهاجرة .... مشوار عربيه خمس دقايق و تتلاقو ... يلا ياغزل اتأخرنا .. شالت شنطتها وركبت العربيه .....
اتوجهو لمنطقه من ارقى مناطق الخرطوم .... وقفو قدام عمارة كبيرة وفخمه ... انتصار فتحت الباب وعاينت ليهة وصلنا انزلي .... وهي في دهشة من المنطقة و العمارات العاليه الحوليها ... والعربات الفارهة الواقفه قدام البيوت .... وفي سكون وهدوء غريبين مخيمين على المكان .... انتصار التفتت عليها ... يابت مالك
غزل : خالتي انتي ساكنه هنا
انتصار : ايوا شقتي في الدور الرابع .... حتعجبك شديد .... كمان وصيتهم يجهزو غرفه جديدة ليك مخصوص عشان تاخدي راحتك و وقري بمزاج .... غزل عايزه تشيل حاجاتها ... قالت ليها خليهم البواب بجي يرفعهم .... دخلت العمارة ... ركبو الاصانصير .... ولسا هي في حالة ذهول ... هو بلدنا فيها اماكن كده ... في ناس عايشين بالطريقة دي !!
انتصار فتحت باب الشقة...... كانت مبالغة الاثاث شكلو مستورد .. الديكور والاضاءة حاجه زي حقة المسلسلات ..... نادتها تعالي اوريك غرفتك .... هنا في 4 غرف بس حقتك اخر الممر اخترتها مخصوص لان فيها حمام داخلي عشان يكون ليك مطلق الخصوصيه .... لما فتحت الغرفة وشافتها غرفه نوم راقية فخمة جدا ... التسريحه كلها عطورات و مكياجات ماركات .... فتحت ليها الدولاب مليان ملابس .. اتخلعت .. خالتي عملتي دا كلو متين ..
انتصار : لما طلعت قبل اسبوع جهزتهم ليك .... هو كم غزوله عندنا
غزل : بس ماعايزه دا كلو
انتصار : يعني ازعل منك ..... مامصدقه احنا مع بعض ... يلا اخدي راحتك ... ماشه اطلب لينا ديلفري لحد بكرة البت الشغالة تجي
قعدت و تمت يومها داك في عالم غير عالمها .... و دنيا غريبه غير دنيتها .... انتصار طول الوقت تعاين ليها تتعمد تقعد جنبها تمسك يدها تلمس شعرها ... لما استنكرت تصرفاتها ..... قالت ليها خليني اشبع منك من زمان و نفسي كلنا نعيش مع بعض لكن الظروف فرقتنا يلعنها من ظروف ..... ردت عليها ... لو امي معانا كان فرحتنا اكتملت.... عدو كم يوم و قررت ترجع الجامعه .... الفاتها كتير ..... اول ماوصلت شافتها سماح جرت عليها بلهفه و حضنو بعض ....
سماح : بالجد فاقداك كل يوم اتذكر طلعاتنا سوا ... قعدة القهوة والقرايه ... ساره كمان راجعه الامارات تخليني مع نهى مره سامح الدمها تقيل
غزل : ماقدر شوقي ليك ... وللحله للبيوت البسيطة ولمرسال الدكان ... اصوات الاولاد بلعبو كورة جنب الباب ونسوان الحله بتيابهم حايمين بين البيوت
سماح : في واحدة ساكنه في المنطقة الراقيه ديك و تفكر كده ... ياشيخه روحي بلا حله بلا وجع قلب
غزل : بتقولي كده عشان ما عشتي في المنفى داك عبارة عن زنزانات مصنوعة من دهب ..... بيوت جامده مافيها حياة مجرد طوب واسمنت بدون روح ...
رجعت من الجامعه لقت انتصار في الصاله معاها مرتين عمرهم في نهايه الثلاثينات .. واحدة بيضاء حلبيه و التانيه سمراء لابسين تياب فخمه عاملين ميك اب كامل و ريحة العطر فايحه في المكان ... نادتها انتصار تعالي سلمي ديل صحباتي سميره و وصال جايين يعزوني
سميرة : دي بت المرحومه ..... عاد ماشالله البت زي فلقة القمر
انتصار : غزوله بتقرا صيدله ..... بكرة تبقى لينا احلى دكتورة
وصال : فيها ملامح منك
انتصار : اكيد مش خالتها
غزل قاعده و متضايقه ما عاجباها طريقة كلامهم استأذنت و دخلت جوا ... وهي ماشه في الممر سمعت وصال بتقول ... الحال واقف يا ناني شوفي لينا حل ... ردت عليها قريب اصبرو هسي خليكم تيك أوي .... وقعدو يضحكو بصوت عالي لما استغربت ......
مر اسبوع ... وفي يوم بعد المغرب غزل قاعده في الصاله بتلعب بتلفونها... الجرس ضرب ..... جات الشغالة و فتحت الباب ... دخلت بت عشرينيه طويله ضعيفه لونها قمحي عيونها كبار لابسه بنطلون ضيق و تيشيرت نص كم راميه الطرحه على اكتافها ..... بصوت عالي نهرت الشغالة ... ساعة عشان تفتحي .... رفعت راسها عاينت لغزل ... بتتفحصها من فوق لتحت ... انتي منو .... قبل ماترد عليها .... انتصار طلعت من غرفتها .... سمعت الجوطه عرفتك وصلتي اصلا مابتخلي عادتك ..... حضنتها وسلمت عليها ..... التفتت عليها .... دي سمر بت صحبتي بتقرا هنا وقاعده معاي لان اهلها مغتربين .... سلمي على بت اختي المرحومه ... سلمت عليها و بتعاين بطريقة غريبه .... ابتسمت قالت ليها شكلنا حنتسلى كتير مع بعض .... ماشه اغير ملابسي و اجيكم
انتصار : حاجاتك في غرفتي ... الغرفه الكبيرة بقت حقه غزل
وهي لسا مندهشة .... هي ليه بتتصرف كده
انتصار: ما تشتغلي بيها من يومها مجنونه
تمت ربع ساعه وجات طالعه لابسه فستان قصير فوق الركبه ضيق و بدون اكمام ... فاكه شعرها و بتطقطق باللبانه ... ياخ الجو في الخرطوم مولع نار ماشفتي مدني الجو فيها كيف ياناني ..... انتصار غمزت ليها ..... غزل مستغربه قالت ليها ناني منو
انتصار : معقول ماعارفه صحباتي بدلعوني ناني ... هنا نادرا تسمعي اسم انتصار
سمر : الهانم الاسمها رهام ناويه تشرف متين
انتصار : بكرة بترجع من بورتسودان ... وعاينت لغزل.. برضو رهام دي بتقرا هنا و حتقعد معانا ... بت طيوبه حتحبيها
سمر : وانا مابتحب يعني
انتصار : انتي ستهم
سمر : قلبي اليمين انتي .... وقعدو يضحكو اما غزل بتعاين ليهم و ساكته
سمر : هي بت اختك دي طوالي ساكته
انتصار : رايقه قايلاها زيكم
سمر : بكرة بنعلمها ليك
انتصار: ابعدي منها بعيد البت دي ماقدرك
اتضايقت من كلامهم وشعرت بروحها غريبه ... استأذنت دخلت غرفتها .... ضربت لسماح ... حست انها محتاجاها شديد ...
في اليوم التاني ... بعد رجعت من الجامعه لقت انتصار معاها سميرة و وصال قاعدين في الصاله .... في نصهم طربيزه القهوة والبخور معبي المكان ... اخر ونسه وضحك ... سلمت من بعيد وعايزه تدخل جوا .... سميرة نادتها غزوله ماتجي تقعدي معانا تطري الجلسة بوشك السمح
غزل :اعذريني تعبانه حابه ارتاح ... دخلت غرفتها ......كانت عايزة تشرب مويه سامعاهم ماشين و انتصار بتودع فيهم .... قالت ليهم بكرة بدري ماتتأخرو ....
بعد العشا... الباب ضرب دخلت بت بيضاء حلبيه قصيرة عمرها 20 تقريبا ملامحها هاديه و جميله صوتها ناعم ...لابسه عبايه و معاها شنطه .... سلمت على انتصار .... ناني الحوووووب مشتاقييين ...
انتصار : طولتي الغيبه المره دي
- عارفه الشغل في بورتسودان كيف... ادخل حاجاتي وارجع ليك .... وهي في الممر صادفتها ..... اكيد انتي غزل .... ايوا ..... انا رهام سمعت بخبر وفاة امك ربنا يرحمها ..... اللهم امييين ..... عن اذنك .... ودخلت غرفه سمر ...
في اليوم التاني بعد مارجعت من الجامعه ..... انتصار جات داخله الغرفه وراها و قفلت الباب .... غزوله عايزة اقول ليك حاجه ... طبعا انتي عارفه انا سيدة اعمال وبجوني ناس مهمين.... مرات بكون عندنا اجتماعات بتصل لوقت متأخر عشان كده بنعملها في البيت هنا .. زي مابقولو عشا عمل لكن منزلي ... اها بعدين جايين ضيوف مامطلوب منك شي غير تدخلي غرفتك و تقفلي بابك عليك كويس عشان الازعاج .. اقري ونومي اعملي اي حاجه بس ماتطلعي من غرفتك ... مالك ومال الجوطه .... استغربت كلام خالتها ... هو الجاي منو بالظبط ...
انتصار : رجال اعمال بس ..... وهي طالعه وقفت جنب الباب .. اقفليه بالمفتاح كويس زي ماقلت ليك ...... طلعت خلتها في حيرتها بالها يودي ويجيب ....
زي الساعة 9 .... سمعت اصوات سميرة و وصال العالية .... وضحكاتهم المريبه ... مشت قفلت بابها و مافاهمه حاجه .... بعد ساعتين ... كل شويه تسمع صوت الجرس بضرب .... واتعالت الاصوات ... سامعه اصوات رجال بضحكو .... خطوات في الممر ... ريحة شيشه وسجاير داخله من تحت الباب .... قلبها ما اطمن مشت على الباب واقفه من جوا و بتسمع اصوات الضحكات و الهمهمات .... فتحتو براحة ... فتحه صغيرة طلعت عين واحدة بس .... شافت سمر لابسه فستان قصير بدون اكمام وفي راجل ماسكها من خصرها وبترنح ... بقول ليها اشتقت ليك سمورتي .. جاوبتو .. اطفي ليك نار شوقك بليلية حمراء عيوني ..... وصال طالعه من الغرفه المقاصداها ... لابسه قميص نوم احمر قصير و شفاف ... بتتكلم مع واحد جوا اجيب لينا شراب واجي عايزين نعدل المزاج ..... سميرة واقفه في الممر لابسه قميص نوم اسود ضيق فيه فتحه بالجنبه لحد الفخذ ... رفعت صوتها ماتفضو لينا غرفه معاكم ننتظر دورنا لمتين الزبون زهج ..... سميرة ردت عليها شوفي رهام من قبيل قاعدين بكونو خلصو احنا لسا ليلتنا في اولها .... وصال قالت ليها لو الغرفه الحجزتها ناني لبت اختها ماكان حصل لينا كده .....
غزل قفلت الباب سريع ..... بترجف و مصدومه من الشافتو و الكلام السمعتو ... نبضات قلبها اتسارعت ..... مخنوقه و نفسها بقى مكتوم .... حاسه بروحها واقعه من مكان عاااالي والدنيا كلها بتلف بيها ..... ختت يدها في فمها ..... مذهولة قالت
انا في بيت دعاااااارة !!!!!! ........لنا لقاء أخر ......
أنت تقرأ
شقة مشبوهة
Romanceالظروف ...... الشماعة الأزلية للمخطئين ... كل البشر عندهم ظروفهم الخاصه .... أصلا الظروف أتوجدت كأمتحان ... يبقى الخيار في يدك ... أما تخليها تقودك وتستسلم لمسار التيار المجهول ، هو ممكن يوصلك بر الأمان و ممكن كمان ينزلك للدرك الأخير . و أما تستلم...