#شقة_مشبوهة31
بقلم ... شيماء عثمان
🔞كورقة خريف صفراء ذابلة ... اتتطاير مع رياح الأيام يمينا .. يسارا .... تأرجحني عواصف الزمن ... تارة صعودا و تارة أخرى سقوطا ... تقودني رغما عني ولا سبيل لدي سوى الأستسلام للأقدار ... لا أدري الى أين و لا متى تحين النهاية .
نهاية أوجاع سطرت بأحرف من نار .... تحرق القلب تفحمه ألما .... أعتق الحزن و أشربه حنضلا مرا من كأس أوجاعي ... غصات ... غصات ... أتجرعه ... كأسهم شهب تشق الروح و الحشا ... ترسلني جثة خاوية إلى قدري المحتوم .. وتأتي الالام بعدها لتأخذ العزاء تهديني صحيفة من الدموع تنعي بها أيامي .....
........ أوليس أنه من الزوق أن يأتي القاتل بكفن كهدية للقتيل .....مرت سنه ...
غزل في بيت ناس حبوبة زينب .... الحجه طيبة و بتعاملها زي بتها ... ابدا ماشعرت بغربه معاهم .. بتقضي يومها بين الجامعة الدراسه والاهتمام بحبوبه .
الجو في البيت مليان فرح وضحكات بسبب حركات الحجه ظرافتها .. في المسا بعملو قهوة وبقعدو في الحديقة جنب النافورة هي و خديجه يسمعو حكايات حبوبه و قصصها المابتخلص وتعليقاتها الساخرة ... غزل كانت بتعتبرها جرعة فرح تخفف عنها الحزن شويه و تديها امل ان الحياة لسا بخير .
في يوم وقت العصر الجو كان خريف نزلت مطره خفيفه رطبت الهوا .. السما مغيمه وريحة نسمه المطر ترد الروح و تشفي العليل ...
شالت ملزمتها و طلعت الحديقة تقرا ... ضربت ليها سماح ..
سماح : سلام ياقلب
غزل : اهلين
سماح : الجو خرافي تعالي نطلع شارع النيل كلمي حبوبه وتعالو ... خلينا نفرق شويه مع ونستها و حكاياتها
غزل : شايفاك من المره الفاتت علقتي
سماح : اي والله .. ياخ ما مخليه زول في حالو والعجب لما مشت للولد والبت القاعدين في الظلام قالت ليها ماتضيعي زمنك معاو ... دا ما بعرسك بلعب بيك ساي لو دايرك بسوقك في النور ويمشي بيتكم عديل يكلم الرجال ... خلعتهم خلتهم يتلفتو
غزل : طيب ماشفتي الاسبوع الفات برضو في ولد وبنت قاعدين مشت ليهم قالت ليه ياولدي انت كل يوم مع واحدة أركز حبة جهجهتنا معاك
سماح : واااي لكن ماجادة خالص
غزل : اما صاحب الكشك حكاية تانية ... بشاغل فيها طوالي مره قال ليها كان نتقابل قبل 30 سنة
سماح : ياختي حبوبه سوقها حاااار ... واحنا لسا بايرات ... هسي امرقي قبل مانتأخر
غزل : قاعده اقرا ياخ
سماح : بذمتك دا جو قراية ... المزز الكسارين حايمين واحنا مدفونين بين الورق بطريقتك دي نصل الستين عوانس
غزل شعرت بزول واقف قدامها ... رفعت راسها شافت شاب في نهاية الثلاثينات طويل قمحي فاتح حواجبو غزيرة عيونو نعسانه لابس نظارة نظر .. عندو سكسوكة .. و ملامحو من النوع الهادي ....
بعاين ليها وعلى وشو ابتسامة هاديه تحسس بالاطمئنان ... اتخلعت ومع خلعتها التلفون من يدها وقع على الارض و انكسر ... بقتت تتلفت تفتش طرحتها ... اخدتها سريع وغطت شعرها ....
بنبرة غضب ... أنت هيي الدخلك شنو
الشاب : وعليكم السلام والرحمه
غزل : في حاجة اسمها باب يا استاذ بدقوه قبل يدخلو بيوت الناس وبعدين البيوت عندها حرمه ولا ماعلموك
الشاب : بخير و الحمدلله انتي كيف
غزل : لا انت بالجد مابتفهم لو سمحت اطلع برا
الشاب : ماطالع
غزل : تطلع بالذوق و لا هم خيارين ارفع صوتي ناس الشارع والجيران كلهم يتلمو ولا اضرب للشرطة
الشاب : تلفونك اتكسر صعب تتصلي .. من رايي تصرخي تلمي الخرطوم كلها و انا بساعدك بكورك معاك لكن حتقولي شنو
وهي منططه عيونها مندهشة من برودو ... جات خديجه مسنده حبوبه
خديجه : اووو دكتور حاتم حمدلله علي السلامة
حجه زينب مبتسمه فرحانه ولدي اخيرا جيت
غزل اتجمدت مكانها مخلوعه زي الصابين فيها مطرة .... هو عاين ليها وابتسم ... مشى على حجه زينب حضنها باس راسها و يدها وهي حاضناه بقوة قالت ليه .. حلفتك تاني ماتطول الغيبة كده
حاتم : غصبا عني ... ما انتي عارفه الشغل و ماعايزة تجي معاي
حبوبه : مابطلع من بيتي كلمتك ... هسي مالك واقف برا ما دخلت البيت
حاتم : مش لما اخلص اجراءات الدخول ... نظام الامن عندكم متشدد خلاص ... عاين لغزل ... رفع حاجبو وابتسم
حبوبه : ناس المطار مش ... ياخ كرهونا البلد كل يوم قرارات جديدة
حاتم : ناس المطار هينين الكلام ناس الامن الداخلي ... وقعد يضحك .
حبوبه : دي غزل ... عرفتها صح
حاتم : عرفتها و استقبلتني أحر استقبال
قربت بخجل وعينها على الارض ... حمدلله على السلامة دكتور ... دخلت غرفتها طوالي .... بعد دقايق خديجه جاتها الغرفه .. دي سماح ضربت ليك في تلفوني ..ردت عليها ..
سماح : تلفونك وين ليه فجأة قفل
غزل : اسكتي انا خربت الدنيا شديد
سماح : في شنو
غزل حكت ليها كل الحصل ....
سماح : وااي منك و من لسانك يداب عرفت القصار ربنا عوضهم الطول وين
غزل : ماوقتك خالص ... منظري بقى زبالة قدام الراجل
سماح : للضمان جهزي شنطتك وانا بعمل حسابك تبيتي معانا
غزل : الله يطمنك
قعدت الوقت كلو في غرفتها لحد المسا ... طلعت عشان مواعيد دواء الحجه لقتهم في الهول بتونسو ... سلمت و ناولتها الحبوب
غزل : مواعيد الدواء ياحبوبه
حبوبه : احيي انا ماتقولي ديل الصفر الكبار .. مابحبهم طعمهم حنضل و كريهات غزل : عشان كده عملت ليك عصير برتقال فريش بدون سكر
حبوبه : هو بدون سكر فايدتو شنو
حاتم كان بعاين ليهم وساكت ... عاين ليها ... اخبار زنوبه معاك شنو
حبوبه : ياولد اختشي ... صحبتك انا لما تقول لي زنوبه ... قعد يضحك
غزل : زنوبه ماعايزه تفهم انها عسل شديد و مامحتاجه سكر خارجي
حبوبه : اصلا حلوة و عسل عارفه روحي بس انتو خلوني على راحتي
حاتم : راحتك دي معناها تخربي الواطه ... الاكل ليه نظام معين واساليب صحيه في الطبخ لازم تتبعيها ... فاكراني ناسي حلة الملاح برطلين زيت و مديدة الحلبة ام تلاته ارطال سكر
حبوبه : هووي ياولد ...حركات الدكاترة خليها .... الكلام دا تقولو للعيانين في المستشفى ... هنا عندي تسكت و تسمع الكلام ... انا الربيتك و شلتك في صفحتي كنت بتعملها علي امشي اشطفك واغير ليك ملابسك و مابتنوم الا في حضني وبرضو تعملها في سريري
حاتم : يااااحجه هسي في داعي للفضايح
حبوبه : تلم نفسك .... اسكت واحدة بوحدة
حاتم : عمري ماقدرت عليك
غزل واقفه بتعاين ليهم وبتتبسم ... حاتم عاين ليها .... عاجبك الغسيل البتنشر دا ...... ابتسمت وقالت ليه ... عادي كلنا عندنا ماضي .
في الصباح وهي طالعه الجامعه لقتو بشرب شاي في الحديقة ... شغال بتلفونو .. مشت سلمت عليه ...
غزل : صباح الخير
حاتم : صباح الخيرات .. الاحوال
غزل : الحمدلله
حاتم : على الجامعه مش
غزل : ايوا
حاتم : بالتوفيق ... باقي ليك كتير
غزل : باقي سنه
حاتم : شدي حيلك ولو محتاجه اي مساعدة ... شرح .. مراجع انا جاهز
غزل : شكرا دكتور
حاتم : العفو ... بعدين احنا مفروض نشكرك كونو قدرتي على حبوبه دي براها معجزة
غزل : دا الواجب ... ممكن استأذن
مشت الجامعه لقت سماح وقعدت تحكي ليها ..
سماح : قلتي لي دكتور مغترب وجيه وظريف .. اتعمقي طوالي و اكسبي زمنك
غزل : انتي مجنونه .... انا شغالة مع الناس ديل .... بعدين موضوع الحب والزواج شلتو من راسي زمان ..مابفكر الا في مستقبلي ومتين اتخرج عشان اخد المنحه واسافر ... تانيا انتي ناسيه ظروفي مافي راجل في العالم بقبل بي
سماح : اطلعي من مسلسل البؤساء العايشاه وطلعي النظارة السوداء كفايه البتعمليه في نفسك .. ربنا بحاسبك .... و هم رجال العالم لاقين واحدة بجمالك و اخلاقك
غزل : بتقولي كده لانك صحبتي
سماح : بقول كده لانها الحقيقة .لما رجعت البيت في المسا .... غيرت ملابسها ... جهزت اكل حبوبه و ادتها الدوا ... دخلت غرفتها تقرا .... الباب دق ... سمعت صوت حاتم من برا ...
لو سمجتي غزل .... عايزك دقيقة ..... اتناولت توبها لبستو و فتحت الباب .لنا لقاء أخر ......
أنت تقرأ
شقة مشبوهة
Romanceالظروف ...... الشماعة الأزلية للمخطئين ... كل البشر عندهم ظروفهم الخاصه .... أصلا الظروف أتوجدت كأمتحان ... يبقى الخيار في يدك ... أما تخليها تقودك وتستسلم لمسار التيار المجهول ، هو ممكن يوصلك بر الأمان و ممكن كمان ينزلك للدرك الأخير . و أما تستلم...