بائدة... مستحيل!

13 1 0
                                    

لا أريد أن أكون بائدة.
لا أريد أن أنطوي بين صفحات التاريخ وأفني عمري بدون أي مردود يذكر... لن تكون هذه نهايتي!
كم أريد أن أعلوا فوق هذه السحب التي تغيم على حياتي وتجعلها كئيبة بمنظرها ولونها الرمادي!

أتمنّى أن أفنى وأنا منتصرة عليهم، أولئك اللذين جرّموا أفكاري وعاتبوني بسبب عفويتي، أولئك اللذين حاولوا سجن عقلي وروحي خلف القضبان المتعارف عليها.

أنا لا أخالف القانون ولا أدعو للرذيلة قط، أنا أريد أن أعيش ببساطة كما أريد. أنا لم أؤذهم أبدًا ولن أفعل، سأثبت لهم أنني الصواب المكروه.

تمردت بلساني وأنا طفلة، فقط لأنني خالفت مبادئهم، غزاة الطفولة. بنيت حولي خنادق عميقة ملأتها بالصمت والضحك حتّى لا أعنّف مجددًا، تعلمت أن أحاورهم بلغتهم، وأن أتجرّع مرارة أفكارهم.

لقد خدشوا قلبي الأملس وحفروا فيه الحقد والكراهية والخداع والدسائس، بنات حواء المخطئة. وعندما ابتدأت في النضوج رموني بنظرات أحسست بسببها أن جسمي هو قنبلة موقوتة ستنفجر وتزعزع استقرارهم.

لماذا؟

لقد وددت لو لم أحس بغرابة تلك المرحلة؛ فصرت شرسة لأبعد الحدود. واليوم أقف أمام مرآتي وأنظر لنفسي بحب، وأبتسم كثيرًا وأضحك من حين لآخر، على الأقل صرت أحلم بما أريد، وأفعل ما أريد، وسأفنى منتصرة كما أريد.

لن يوقفني اي شيء عن تحقيق مرادي، فماهي إلا فترة وجيزة من الوقت. ولكن لم يكن مكتوب في العقد الذي وقعته مع الحياة أن فترة الإنتظار هذه سوف تكون خالية من النزاعات، الصراعات والتحديات التي سوف تواجهني، بالعكس!

سوف أعرف معدني الحقيقي! سوف يكتشفون معدني الحقيقي...
سوف يرون لون ريشي الذي ظلوا ينبذونه ويكرهونه وفعلوا المستحيل حتى يقطعونه!

سوف يرون...

يتفكروحيث تعيش القصص. اكتشف الآن