محاكمة جني

20 2 0
                                    

  لماذا علي ان ارى وجهي البائس كل يوم... مللت من هذا... اطوف كل يوم حول كعبتي السوداء.. اعذرني يا رب... اعلم انني أناني لعين... لا يحب سوى نفسه.. فإن وضع نفسه في مأزق... يكرهها بغية تجنب تحمل مسؤوليتها...  لا رائحة و لاطعم لكوني... انقسم لأشلاء فترممني يا رب...

  إعذرني يا رب... لما علي ان اكون انا و بعدي كلاب ينتظرون توقفي فيصلوني... لينقضو علي... انا بريئ... لما علي ان احاكم... اليس لي الحق في الدفاع عن نفسي اللعينة.... لا تسألني لما قتلت... اسألني من قتلت... ساعترف قتلت نفسي لانها استحقت الموت... فلتقومو بالقسم.  فلتعدمو جسدي هذا... انا انا... و انا قتلت نفسها.. ما الخطأ في هذا... فاين العدل يا سيادة القاضي.. ما هذه المهزلة التي تدعونها عدلا يا قوم....

  سألت القاضي سرا : كم دفعو لك سيادتك.. لا لن أدفع لك أكثر .. فقط أتسائل بكم بعت العدل للبشر... هأنا الآن في زنزانتي... لا بأس فقد إعتدت  على هذا في غرفتي مسبقا... أ قتل نفسي خطيئة؟.. كنتم ستقتلونني على أية حال.. اللعنة كيف سأقابل امي هكذا.. الرب يراني لكنه لا يتدخل .. 16 سنة و لازلت في زنزانتي تلك  احاول الوصول لك يا رب... اغفر لي يارب... لقد أمنت نفسي لفاجر مثلي.. فخنتها.. تبا لي... تبا لتفاهاتي..
 
  كنت استطيع العيش بدون حلم منذ البداية... لما اصبحت قاتلا.. اعذروني..  لحضة... حلمي ؟... لحظة ماذا كان؟ اظن أنني نسيته... ربما لم أملك حلما منذ البداية.. لم أملك كابوسا أيضا.. كنت واقعيا حد النكحة.. لم اؤمن بأحلام ولا كوابيس ..

  اذا لما انا الوحيد الذي يبدو المخطئ هنا!.. انا و الكل يعلم انني لست بشخص سيئ . ربما هاته هي المشكلة.. في هاته الارض اما ان تكون الاسوء او لا تكون.. اذن انا و طيبتي لسنا سوى حشرة في هذا العالم... تبا لي

أتذكر يوما كنت في سن السابعة.. كنت اؤمن بالجنيات... انا جاد.. كنت اؤمن ان لكل منا جنية تحميه و تحرسه... كنت اؤمن اني سألاقي خاصتي حينما يشتد بي الحال... فتنقذني و تعيد ابتسامتي لي...

انتظرت فأمنت بالنصف الآخر.. امنت أنه في موضع ما من هذا العالم الضيق.. أنه يوجد شخص غيري يكون أنا.. يستطيع فهمي.. يستطيع قراءة ما بداخلي... تحول إيماني بالجنيات... لإيماني بوجودهم على شاكلة بشر...

لم أنتظر طويلا.. حتى أدركت أنني كنت أؤمن بأوهام لا وجود لها من الأساس .. نصفنا الآخر موجود فينا منذ خلقنا.. علينا أن نتعرف عليه .. أن نمنحه الحرية لإبداء رأيه.. أن نسمح له بإكمالنا .. نحتاج أن نعلمه انه منا منذ الأزل.. إنه غباء التفكير انك ناقص و أنك تحتاج شخصا آخرا لعين مثلك .. يكملِك

حاولت فعل ذلك و لا أزال .. و لم أفشل كل ما في الأمر أنني لم أنجح بعد.
لا أزال أحاول فهم ماهيتي .. ماهية وجودي و الحكمة منها ..

أستطيع تأكيد أننا هنا .. أستطيع التأكيد أننا لم نخلق لننال السعادة في هذا العالم .. لا الحزن .. سبب وجودنا أبعد ما يكون من  أن نكون سعداء او العكس.. هو بعيد عن المشاعر الكاذبة التي نتاولها نقع فيها و نشعرها يوميا  ..  نحن هنا لنعلم و نشعر  أننا هنا.. لنتذوق طعم الحياة بمذاقيه .. ان نعلم أنه بإمكاننا أن نكون ما نريد .. أن نغير ما نريد .. نحن هنا لمعرفة و تدبر عظمة الخالق .. أن نحبه لإعطائنا حق الشعور أننا هنا .. الشعور بالحياة .. الشعور بالحزن و السعادة .. أن نخشاه ونخافه و لا نعصي له أمرا .. هو الرب .. ليس ربا للشمس و فقط؟ .. هو رب كل شيء .. ليس بموجود بل هو الموجد ..

علمت أيضا في سن الثالثة عشرا .. كي تعيش قويا .. عليك بقتل نفسك بنفسك  لهذا قتلتها  سيادتكم .. أخبرتكم نفسي شريرة أمارة سوء جشعة .. وجب قتلها  .. لم و لن اكرر خطيئة ابينا آدم .. لن اترك الملعون يلمسني..

في النهاية لم يسجد ابليس لآدم بسبب خلقه من طين .. لا بسبب نفسه .. أنفسنا في غالب الأحيان ستكون نصيرة و حليفة له .. لذا تأكدت أنه لن يسعد لقتلي لها ..

هيا أخبرهم بتنفيذ قصاص نفسي علي .. لحظة .. لما علي ان اعذب و اسجن و أموت مرتين؟ .. بحق الرب  أين الضحية .. أنا لم أره .. أخبره أن يتكلم .. أم هو بأبكم؟    أين هذا الذي وجب علي المعاناة بسببه .. اين هذا الذي اذيته اريد رؤية وجهه  ..

اه تذكرت لا ضحية أخرى غيري هنا  .. كنت المجرم و الضحية منذ البداية ..
كنت بريئا منذ ازلي المحدود ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 09, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مجرم نفسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن