..بدون قلب ينبض بالأمل..يكون يائسا من الغد..ويتلهف غروب الشمس ولا ينتظر شروقها..عندما يجد الأمل في قلبه مشقة في فك قيود اليأس..وتموت السعادة في قلب مخنوقة من يأسه..هنا يصبح الإنسان جثة..نمر بجوارها دامعين قائلين:كان في يوم ما إنسان...
************************في يوم..أردت فيه مغامرة جديدة..أتحدث عنها لأقراني..دخلت لمستشفي يتحاشى الناس مجرد السير بجوارها..وبينما كنت أخترق البوابة رأيت الحارس يضرب كفا بكف ويتمم بكلمات لم أتوقف لأسمعها...
ووصلت سريعا لغرفة المدير وتقدمني السكرتير إليه بعد أن عرفته بنفسي..
وفور دخولي..عاملني المدير بكل احترام وبعد جلوسي بقبالته سألني بأدب:
-ولماذا مستشفي الإيدز؟...
أجبته قائلا:
-لأن هنا يكمن الموت كما يظن معظم الناس..وفضول الناس وشغفهم بالمجهول ما دفعني لاختيار هذا المكان...
ابتسم المدير وهو يقول:
-ألا تخشى الموت؟!..
باغتني السؤال..فلم أفكر في الموت..ولماذا أفكر فيه فلدي في الحياة ما يشغلني...ولكني أجبت:
-لا...بل أخشى الله...
ابتسم راضيا عن إجابتي وهو يقول:
-بارك الله فيك..
ثم قال بجدية:
-حديثك الصحفي سيكون يسيرا...فعدد مرضي الإيدز لدينا محدود..فالقسم ليس به سوي ثلاث رجال وامرأتان..
قلت بسعادة:-الهذا الحد المرض محدود في مصر.؟..
قال بأسي:
-لا..لكن من النادر الإبلاغ عن وجود حالة ايدز..لارتباط اسم المرض بالخطيئة وليأس الناس من العلاج..وظنهم أن تواجدهم في المستشفي مثل الحبس في زنزانة..
-وهل يلقي المرضي هنا علاجا فعالا؟..
-لا..فلا علاج قاطع للإيدز..كل ما نقوم به بمعني عام هو إطالة عمر المريض ببعض المقويات أو بمحاولة علاج بعض الأمراض التي قد تؤدي بحياة المريض...والتي يسهل الإيدز تواجدها..
-هل بإمكاني مقابلة بعض المرضي؟..
-سألني بنبرة غريبة:
-ألن تخشي العدوى؟!..
ضحكت وأنا أجيب:
-مالي أنا والعدوي..فلن أقترب من أجسادهم..فقط سأقترب من قلوبهم وعقولهم...
نهض المدير وربت علي كتفي وهو يقول:
-حسنا أيها الفتي الشجاع..فأنت أول صحفي يدخل هنا وأتمني لو أوضحت للناس الحقيقة...
أومأت برأسي...كي أطمئنه..
****************************