من أعلى قمة في الألم، رأيت ذاك النور يظهر على استحياءٍ بين جموع الوجع واليأس، تقدمت إليه بحذر سألته عمن يكون وماذا يفعل هنا؟، وأخبرته أن وجوده هنا بين هذا الظلام الدامس خطأ فكيف للنور أن يقطن بين براثنِ الظلام؟!
قال بصوت جهوري:" أنا التفاؤل إنني النور لكِ ومنقذكِ من كومات اليأس تلك،ووجودي هنا هو الصواب بعينه فأنا من سيحييكِ بعد موتتكِ هذه "
أمسكته بيدي وشددت القبض عليه باليد الأخرى ثم تقدمت به الى ان وصلت بين الجموع فأطلقت سراحه لينتشر في عالمي ويحيل ليلي نهاراََ وعتمتي نوراََ فكان كما الشمس إن سطعت قشعت ظلام الليل ونشرت بريق وحسن ضياءها.
التفاؤل يا صاح هو أن تزرع بين الشوك زهراََ وتكون على ثقةٍ بأنه سيزهر، أن تغرس بين اليأس أملاََ وأنت واثقاََ من أنه سيثمر. أن تنظر إلى المشاكل بعين الإيجابية، فتحول مثالبها إلى محاسن، ومحاسنها إلى فضائل ثم تتوقع بعد ذالك أفضل النتائج لتستمر.
التفاؤل يا صاحبي إنعكاس فكري ونفسي لحسن ظنك بربك، وقود شعري لتعمل طاقاتك على أشدها لتحقق مبتغاك من الحياة فإن أنت فشلت لا تركن للخنوع أو اليأس بل تعيد المرة تلو المرة وتقول في نفسك: لا بأس من تكرار التجربة إن لم أكسب فلن أخسر.
إذا أغلقت المنافذ أبوابها بوجهك،وأحكمت الحياة همومها عليك،وتراكمت أكوام الجليد أمام ناظريك، فما عُدتَ تُبصر مخرجاََ ولا متنفساََ، فتفاءل بقدوم الربيع، وأفتح نوافذك ليدخل الهواء النقي إليك، وأنظر إلى الأفق البعيد لترى أسراب الطيور قد عادت تغني لتدرك أنه بالفأل نصنع يوماََ جديد، وحلماََ جديد وعمراََ جديد، وتكتسي بالفأل لبساََ جديد. المتفائل يقول: إن كأسي مملؤََ إلا نصفها والمتشائم يقول: إن نصف كأسي فارغ. إذاََ فالتفاؤل جُرعة حياة ومزيداََ من الرضا والقناعة والإنسان دون فألٍ كنبتةٍ دون ماء. في غمرةِ العمر لا تغفل عن الأفقِ ورافق الفجر وارسم لوحةَ الشّفقِ. لوِّن خيالكَ. فالآمال دانيةٌ. ما أقربَ الْحُلْم لولا شُرفَة القلقِ.
الكاتبة: أسماء خالد الشمري 💕
