الخاتمة

17.3K 381 14
                                    

بصت سارة ناحية الشباك .. سرحت في عالمها الخاص .. العالم اللي اتشدت له بدون رغبة منها ، لا وكمان قاومته وبكل شدة انها تكون جزء منه .. ولكن (( ليس كل ما يتمناه المرء يدركه )) .. كان للواقع راي اخر ..
قرب منها ادهم وقعد كرسي جنبها .. بص لها بنظرة حنونة .. نظرة وجع علي وضعها الصحي السئ .. شكل جسمها اللي اغلبه مربوط ، او الكدمات ..
ادهم في نفسه : ياااااه يا سارة ، انتي التعامل معاكي هيبقى صعب اوي ، انتي شيلتي جبال
فوق كتفك ، خسرتي كتير ، واكبر خسارة ليكي كانت روحك ، ربنا يقدرني واعوضك عن كل معاناتك ...
حست سارة ان ادهم مراقبها .. بصت ناحيته بابتسامة ..
سارة بضحك : انا لو مكانك ارجع في كلامي ، المنظر ده كفيل انك تكره تبص في وشي ..(( بصت سارة بعينيها علي جسمها ))
ادهم بحب : مش بيقولوا مراية الحب عامية ، فما بالك مراية العشق ، سارة انا معشقتش غير عنيكي ، وقلبك ، وروحك الحلوة ، هعمل ايه بكام جرح يعني مش هيفرقوا معايا في حاجة ...
بعد ما لاحظوا كلهم الهمس بين سارة وادهم قرروا يخرجوا من الاوضة عشان يسيبوا لهم المجال انهم يتكلموا مع بعض ..
سارة : يابني انت هتتعب معايا اوي ، متحاولش ، ارجوك يا ادهم ابعد ..
ادهم : ينفع الانسان يعيش من غير روحه ، انتي روحي يا سارة ، وبعدين اسكتي بقى وبلاش الكلام ده ، وقولي لي كنتي سرحانة في ايه ؟؟!
سارة بضيق : سرحانة في اللي راح مني .. ( بدات تنزل دموع سارة ) اهلي ، انا عايشة فعلا وسط اهلي وربنا عوضني ب بابا ابراهيم وماما سهير وخالد ومحمد ، ده غير اكبر سند ليا في الحياة دي ابية سيف (( بدات ملامح الغيرة تبان علي وش ادهم بمحرد ما سمع اسم سيف )) ،، لكن دايما كنت حاسة بحاجة نقصاني ، حاجة وجعاني ، بردو هم ربنا يخليهم ليا ، بس بابا احمد وماما سعاد موتهم كسر فيا كتير اوي ، محتاجة بجد اني ....
قاطعها ادهم : محتاجة بجد انك تنسي ، وجع قلبك ده مينفعش يفضل علطول وانتي متحاوطة بكل الحب ده ، سارة ربنا عوضك بحاجات غيرك معندوش كمية الحب والسند ده ، متحاوليش تزودي عذابك لنفسك ، اسمحي لقلبك انه يعيش ، عارف ان الكلام سهل ، والفعل صعب وصعب اوي كمان ، بس انا معاكي لحد ما تقفي علي رجليكي من تاني ، ولا هزهق ولا هتعب ، المهم انك تفضلي جنبي ..
سارة بحزن : ادهم انت بتوهم نفسك بحاجات ممكن ماتحصلش ، انا عشت مع ماجد كام يوم مروا عليا كانهم سنين ...
قاطعها ادهم : انسي بقى يا سارة ، انتي مصرة تعذبي نفسك ، سيبي لي انتي نفسك بس وانا هديكي الحب ده حقن ..
ضحكت سارة وبصت ادهم بحب ، فبالرغم من محاولاتها لابعاده عنها الا انها بتحبه ... وحاسة انه املها بعد ربنا سبحانه وتعالي في تعديل حياتها للاحسن ..
....................
بعد مرور يومين ...
بدات حالة سارة الصحية تتحسن ولكن ما زالت تعبانة ، ولسه في جسمها جروح كتيرة جدا ، بسبب اخر مرة ضربها ماجد فيها ..
دخل كريم مع الممرضة عشان يغيروا لها علي جروها ،وقفت الممرضة بتبعد لبس المستشفي عن ظهر سارة ، وكريم بيقفل الستارة اللي بتفصل بين سرير سارة والمكان اللي قاعدين فيه اهلها ، واقفة الممرضة بتطهر لها جرح كبير من اول ظهرها لاخره ..لمحه كريم وهو ماشي ..
كريم بصوت منخفض : حسبي الله ونعم الوكيل فيك ، الله يحرقك اكتر ما انت محروق ..
سارة : في ايه يا ابية ؟!
كريم بضيق من ورا الستارة : مش عارف ازاي بيحب وازاي قلبه يطاوعه يعمل في اللي بيحبها كده ؟؟
سيف : ماجد وعاصم دول كانوا شخصيات مريضة ، الحمدلله خلصنا منهم ..
سارة بألم : ااااااه براحة شوية ..
الممرضة : اسفة ..
سارة : ابية سيف هو سيلفيا دي مين ؟!
اتنهد سيف : بصي يا ستي ، سيلفيا دي متفرقش عنك كتير ، تار ما بين زعيم عاصم وابوها،، دبحوا ابوها قدام عينيها وكمان ماكتفوش بكده ، طبعا كانت اسهل حاجة عندهم الخطف ، خطفها واعتدى عليها وطلب من عاصم انه يقتلها ، طبعا عاصم وكل المهمة دي ل ماجد وماجد عجبته سيلفيا وحبها ، وانقذها من الموت ، فضلت عايشة سنين معاه وبعد ما كانت كارهة عيشتها ، بدا ماجد يعوضا ويحبها وخباها عن عيونهم كلهم حتي عاصم ، بعد موت زعيمهم رجعها ماجد لعاصم وواجهه بحبهم وطبعا عاصم مرفضش طلب اخوه وعاشت معاهم لا وكمان شغلوها شغلهم وبقت واحدة منهم غصب عنها، قعدت سنين تحاول تنتقم منهم معرفتش لحد ما قدرت اتواصل معاها ولاقيت عندها رغبة شديدة الانتقام بس مستنية الفرصة .. سيلفيا كان كل هدفها في الحياة انها تنتقم ولما وصلت ل هدفها رفضت انها تصمد وعشان كده وقفت قدامي واخدت الرصاصة مكاني ..
سارة : يعني هي كانت معاك ؟!! امال ليه كانت بتتعمد تأذيني ؟!
سيف : عاصم كان قال ل سيلفيا انه اكتشف الخاين اللي بينهم وهي افتكرت انه بيتكلم عليها ، ولما اتاكدت انه مركب كاميرات مراقبة في اوضتك قررت تعمل اي حاجة تثبت انها لسه معاهم عشان مايشكوش في امرها ، وفي الاخر طلع عاصم مكشفهاش وكان بيتكلم علي شخص تاني ..
سارة : لما جت وادتني دبلتك ؟! كنت انت اللي باعتها ؟!
خلصت الممرضة ونيمت سارة علي السرير تاني وفتحت الستارة ..
سيف : ايوة ، وعارفة لو كنتي صدقتي اني مت كنت هزعل اوي ..
سارة : انا كنت مستنية وجودك معايا كل ثانية واللحظة اللي هتيجي تاخدني من وسطهم ..
كريم : يا جماعة انسوا بقى ، انتوا مصرين توجعوا قلبكم ليه ، افرحوا .. وبعدين يا ست سارة قومي البت رشا خللت وعايزين نفرح بقى ..
......................................
بعد مرور خمس شهور .....
خلصت السنة الدراسية علي سارة بخير ونجحت ومحاولات ادهم الكتيرة انه يكسب قلبها...
خلصت ندى السنة الاخيرة واتخرجت ، اصر خالد يعملوا فرحهم علطول ولكن هي كانت خايفة جدا من الخطوة دي ولكن قررت تتحدى نفسها وخوفها واتجوزوا ...
كريم كتب كتابه علي رشا .. واتفقوا علي الجواز بعد سنة .. وعدها كريم انه هيساعدها في دراستها ومش هيعطلها ..
محمود خطب رانده وحبوا بعض جدا ، مع الرغم من شخصية محمود الرزينة الا ان رانده جننته باسلوبها وضحكها وحبها للحياة ..
اتناقش اسلام مع سارة واقتنع بفكرتها ان شقتهم هي المكان الوحيد اللي بيربط بينهم وبين عيلتهم وقرر يحافظ معاها علي ذكرياتها دي عشانهم وعشان ولادهم ..
هو كمان اتجوز هو وياسمين ...عاش هو وخالد في شقق للايجار لحين انتهاء البيت ..
في قطعة ارض كانت جنب بيت ابراهيم عبارة عن مصنع ملابس قديم، اتهدم من الحكومة بعد ما اكتشفوا ان عاصم كان عامل ممر بين المصنع وبيت ابراهيم واللي كان بداية الممر ده في بيت ابراهيم والناحية التانية كان بيخرج للشارع من الناحية التانية بعيد عن الكاميرات .. قرر ابراهيم يشتريه ويبنيه لاولاده الخمسة ( محمد ، محمود ، خالد ، اسلام ، سارة ) ..وكل واحد يبقى ليه شقة ..
يئس الاطباء من حالة شاكر ، وعرفوا انه مش هيمشي تاني .. خسر كل فلوسه وفلوس اخواته البنات ، مبقاش ليهم اي دخل ، رجعوا في حياتهم من الصفر ، مسك ابراهيم شركة شاكر وبدأ يوقفها علي رجلها من تاني ولكن بفلوس حلال وبيدي لكل واحد فيهم مرتب شهري ...
مريم وسيف اتجوزوا بعد ما مريم عاقبت سيف علي اللعبة اللي عملها فيها برفضها للارتباط طول الخمس شهور ... ولكن في الاخر مقدرتش تقاوم اكتر من كده واتجوزوا ..
اما ابطالنا الحلوين سارة وادهم ، عملوا حفلة تانية عشان يجددوا ارتباطهم بعد المشاكل اللي مروا بيها ... رفضت سارة الارتباط غير لما تخلص جامعتها .. وكلهم وافقوها الراي .....................
اخد ادهم سارة وسافروا اسكندرية يوم واحد ...قضوا يوم جميل جدا وكانت سارة مبسوطة جدا .. قعد سارة وادهم علي البحر ..
ادهم : عارفة يا سارة اول مرة بصيت في عنيكي حسيت روحي اتسحبت مني ، خطفتيني جننتيني .. مش عارف
سارة بخجل : ايه الشعر ده كله ؟
ادهم : مبعرفش اقول شعر ، انا عمري كله مقضية شغل في شغل عمري ما فكرت في اني الاقي نفسي ، اول مرة اصلا اركز في ملامح بنت ، ملامح ايه دي هي عيون اللي جابتني الارض ..
سارة : ولو قلت لك ان قلبي عمري ما هيكون لحد وانك متعلق ب وهم واحبال دايبة ؟
ادهم : هصبر واستحمل ، لو عدى شهور سنين هستنى . بس للوقت ده ارجوكى متسبنيش تاني ، خليكي معايا ، كفاية وجودك في حياتي ... اوعديني انك تبقي حياتي الجاية .
سارة وبصت في الارض من الخجل : وعد .. ادهم .. انا هعترفلك اني ب..... لالالا خلاص ..
ادهم :خلاص ايه ؟
سارة : لا ولا حاجة
ادهم : طيب قولي لي بحبك ..
سارة بخجل : لا ... وسابته ومشيت ....
اتمشوا شوية لحد ما وصلوا للكورنيش ...
وقفت سارة قدام الكورنيش والهواء بيلاعب وشها بخفه وقفت واخدت نفس طووووويل اوووي وخرجته .. قرب منها ووقف جنبها بيتأمل ملامحها الجميلة اللي سحرته ووقعته في شباكها ومبقاش عارف يهرب منها .. وعنده استعداد يدفع عمره لمجرد انه يشوف ضحكتها ...
ادهم : مبسوطة يا سارة ؟!
سارة بابتسامة : جدا جدا جدا فوق ما تتخيل ...
ادهم : طيب ده عشان فسحة النهاردة ولا عشان انا معاكي ..
بصت له سارة بخجل شديد ورجعت بصت للارض ...
ادهم : لا ارحميني انا كمية الخجل ده ممكن تخليني اتهور وافعل مالا يحمد عقباه ..
بصت له سارة بخوف : هتعمل ايه ؟!!
بص لها بمكر وقرب منها وهي خافت وعدى من جنبها ووقف علي السور بتاع الكورنيش .. وبكل صوته : اشهدوووووووا يا نااااااس ، انا بحب ساااااارة ، بحبك يا احلي بنت في الدنيا .... بدات الناس تتجمع حواليهم وكل الناس واقفين يتفرجوا عليه وهو بيعترف بحبه قدامها وقدام الناس كلها ...
حطت سارة ايديها علي وشها من الخجل ومشيت بعيد عنه ..
نزل هو بسرعة من علي السور وبيجري وراها ..
ادهم : استني هنا يا مجنونة رايحة فين ؟ ده انا بقولك بحبك ،،(( وجري بسرعة ووقف قدامها )) مش هتنازل عن الاعتراف اللي كنتي هتقوليه ها بقي قولي ،، بليز بليز بليز ، اقعد علي ركبتي واترجاكي ..
سارة بضحكة شديدة : بس بقى بطل جنان ، هقولك بس ما تضحكش عليا .. انا حاسة اني .. اني .. ب .. ب.. بحبك ....
وقف هو بكل فرحة وقرب منها ومسك ايديها ...
ادهم : احلفي ،، قولي وربنا ، لالا ، انا مش مصدق ،، ( بدا يلف حوالين نفسه وسارة هتموت من الخجل ) ايوووووووة يا جدعان ، اخيررررا ابو الهول نطق ، ما انتي طلعتي حلوة اهو امال منشفاها عليا ليه ؟!
سارة بغضب مصطنع : لا امشي انت وحش ، انت بتتريق عليا ..
ادهم : لا ابوس ايدك خلاص هسكت خالص ، بس وحياتي عندك لتقوليها تاني ،
هزت سارة راسها ب ( لا ) ..
ادهم.: عشان خاطري مرة واحده بس اعيش علي ذكراها يومين ثلاثة ..
سارة بضحك : يومين ثلاثة ، امممممم ، احلم .. بحبك ، وطلعت تجري من قدامه ..
ادهم : لا انا خلاص قلبي مش مستحمل يخربيت حلاوتك يا شيخة ، استني يا بت
رايحة ....فين ؟!!
.......................................
تم بحمد الله ...

تائهة بين دوائر الانتقام الجزء الثانى - الكاتبه اسراء احمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن