Chapter 4

88 12 0
                                    

"ريبيكا! أينَ هِيَ جِيسْ، لقد كانت تنتظرني هُنَا" تحدَّث هَارِي بينما كانت عَيناه تتجوَّل في المكان باحِثةً عن جِيسيكا "هَـ هـَاري لقد...لقد رحلت و تركت هذه الورقة" نَاولتهُ رِيبِيكَـا الورقة ليلتقطها وًيقرأ ما كُتِبَ بداخِلها بينما كانتْ الرَّعشة تجتاحُ يداه.

حصل أمرٌ طارِئ في العمل متعلق بمشهد الغد .. أعتذر لأنني رحلت ، سوفَ أُعوِضُها، أُحِبـُــك

- جِيسيكَــــا

تجعَّدت الورقة بداخِل قبضةِ هـَاري ،تلكَ هِي جيسيكا دائِما ما يكون عملها هُوَ الرَّقمُ وَاحِد، ألقى هـَاري الورقة في حاوِية النُّفايات ثم توجَّه للخارِج في غضَبٍ شديد ليقُودَ سيَّارتهُ بسرعةٍ فائِقة.

كانت السرعة تزداد شيئاً بعد شيء حتى وجدَ سيارة تقِفُ على جانب الطريق ، هدَّأ هـَاري سرعتهُ حتّى توقَّف بِجوارِها ، كانتْ فتاةٌ ذو شعرٍ أسود اللون و عينان زرقاوتان تقِفُ بفستانِها القرمُزي و يبدو على وجهِها الذعر ،خرجَ هـَاري لينظر إلى الفتاة التي بدت للحظة أنها مألوفة "تريدين المساعدة؟" سأل هـَاري لتومِئ الفتاة بخجل، خرج هـَاري ليقترب منها ، نظر إتجاه عيناها ثمّ همس "هل تقابلنا من قبل؟"

"لا ، هل تساعدني في تغيير العجلة الأمامية؟" أومأ هـَاري بينما ينحني ليغيِّر العجلة و تلك هي اللحظة عندما وقع هـَاري أرضاً ليجِدَ نَفْسَهُ في مكانٍ آخر ،المكانُ الذي فتح أبوابَ الجحيم في وجهِه.

________________

هـَاري

"آه ، رأسي"  نهضت بينما كنتُ أشعر بألم شديد في رأسي، تجوَّلت عيناي في المكان حتى توقَّفتا اتجاه النَّافذة ، لم أستطع رؤية شَيْءٍ سِوى الأشجار و العتمة، يدايَ الإثنتان مكبَّلتان بتلكَ الحِبال التي كانت تلتفُّ حول جسدي مسببةً بعض الحرقة و هُنَا حيث بدأ عقلي يربِطُ كلَّ تِلكَ الأحداث سوياً .... لقد تمَّ اختِطافِي.

حاولتُ جاهِداً فتح تلكَ الحبال ولكنني لم استطِع، سمعتُ صوت أثارِ أقدام من الخارج، لقد كان الصوت يقترب أكثر و أكثر حتى توقّف أمام الباب.

ظهرت فتاةٌ ترتدي ذلك البنطال الأسود الجلدي مع قميص طويل الأكمام باللون الأسود ، اتصلت عينايَ بخاصَّتِها لأرى أنها نفسُ تلكَ الفتاة التي طلبت مساعدتي ،شعرتُ بالذَّعر بينما كانت تقترب ،سحبت كرسيً خشبي لتجلِسَ عليه بينما كانت تَنْظُر اتجاهي دُونَ حتى أن ترمش، لقد كانت تبدو مخيفة ليست كما كانت تبدوا بذلك الفستان القُرمزي ، جميلة و هَادِئَة.

"حسناً ، لديكَ عينان جميلتان و تبدو من عائِلةٍ راقية لذلك لِـنُبرِم اتفاق، سوف أسأل و أنت سوف تعطيني الإجابة و بهذا سوف ينتهي عملي معك و بكلِّ سرور سوف تعود لحياتك بينما أفعل المثل ... اتفقنا؟"  أومأتُ لأراها تُخرِج سيجارة و تضعها بينَ شفتيها ،من الغريب أن تكونَ سيئة بهذه الطريقة و هِيَ تمتلِكُ عينان بريئتان.

"إذاً ستايلز، أينَ تضعُ المستندات الخاصة بوالدك؟" قطَّبتُ حاجِباي لأُحرِّك رأسي نفياً فأنا بالفعل لم أعلم أينَ أو ما هي هذه المستندات "آه لماذا تفعلُ هذا ،صدقني لا أريد أن أفعل بعضُ الْأُمُور التي سوف تغضِبك لذلك مُجدَّداً سوفَ أسأل أين تخفي هذه المستندات؟" كانت تبدو منزعجة هذه المرة "أقسمُ أنني لا أَعْلَمُ أينَ هِيَ المستنداتُ اللعينة" صرختُ بصوتٍ عالٍ هذه المرة و قد كانَ الصَّبِر قد نفذ  "مممم ، لا ستايلز إياكَ و رفعُ صوتِك مجدداً فَـ أنا لا أرغبُ أبداً بجرح هذا الوجه الجميل"  تحدَّثت بصوتٍ هادئ بينما تُمرِّرُ أصابع يدها على وجنتي لترسِل لي موجة من القشعريرة ،أبعدت يدها لتخرِج شيئاً من جيبِ بنطالِها الخلفي.

"هل تعرِف ما هذا الشيء هـَاري؟"  سألت بينما تضعُه أمام عيناي ،تنهدت بينما قلت  "خـ_خَنجر"  ابتسمت لتضعَ شيئاً آخر أمام عيناي و تسأل مجدداً  "و هذا؟"  تنهدت ثُمَّ همست  "وردة"  ابتسمت بينما تَنْظُر اتجاهي ثمَّ تحدَّثت  "هل ترغب بأن أستخدم الخنجر لأمزِّق تلكَ الشرايين الخضراء بداخِلِ جسدك؟  أم __ أعطيكَ هذه الوردة عندما سوفَ أودِّعك لتعودَ بسلام؟ إنه اختيارك ستايلز و أتمنى أن تختار بحكمة"  حركتُ رأسي نفياً بينما أتحدَّث  "صدقيني أنا لا أعلم مَـ__"  قاطعتني بضربة على وجنتي و بما أنني مُكبَّل على هذا الكرسي فلم أستطِع حتَّى الدِّفاع عن نفسي ليسَ و كأنني سوف أضرِبُ فتاةً ولكن على الأقل كُنت سأوقِفها عن التصرف بِحماقة.

فرقعَتْ أصابِعها ثمَّ همست قبل أن تخرج من الغرفة  "أرجو أن تُعيدَ النَّظر في أقوالك هـَاري و نصيحة__ لا تجعلني عدوتك لأَنَّنِي إِنْ فعلت حينها لن يُهمني سوى أن أدفنكَ حياً و أستمِعُ إلى صوتك و هُوَ يختفي عن الوجود"

وضَعَتْ شريطاً لاصقاً على شفتاي ثمَّ خرجت من الغرفة بينما تُغَلِق الباب بشدَّة ،لقد كنت أستمِعُ إلى صوت الذِّئاب في الغابة ،كُنتُ أشعُر بالجوع و العطش و الخوف و تمنَّيتُ حينها إِنْ بقيتُ في المكتب مع ريبِيكـا بينما أتناول بسكويت اللوتِس المفضل لدي بدلاً من بقائِي في هذا المكان الموحِش.


🥀🗡

وردة و خنجر | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن