الفصل الخامس عشر (جزء ثاني)

39.5K 1.4K 186
                                    



الفصل الخامس عشر(جزء ثاني)

استشاطت نظراتها نحوها بعد تهديداتها الصريحة لها، اشتعل وجهها بحمرة غاضبة، فإن كانت تتعمد تلك السمجة استفزازها فقد نجحت في ذلك وببراعة، أوصلت فرح لقمة غضبها المستعر منها، فلم ترغب في تركها دون الرد عليها، لذلك انتصبت في وقفتها الشامخة، رمقتها بنظرات مهينة شملتها من رأسها لأخمص قدميها قبل أن تستطرد حديثها قائلة بقوة لا تعرف من أين أتتها لكنها نبعت من حنقها عليها:

-شوفي بقى يا ... ديما

نظرت لها الأخيرة شزرًا مبدية انزعاج طفيف من لكنتها التي تحوي القليل من التهكم، تابعت فرح بثباتٍ قوي:

-إن كنتي فاكرة بالكلمتين دول هاخاف، تبقي غلطانة

ابتسمت ديما قائلة بتهكم:

-لك شو....

قاطعتها مشيرة بسبابتها وقد احتدت نظراتها:

-سيبك من الهري اللبناني ده، ولا يأثر فيا

تحركت خطوة للأمام نحوها مكملة بشجاعةٍ:

-بس اعرفي كويس إني لا بأخاف ولا بأتهدد، مش عشان أنا صحافية ولا غيره

رمقتها ديما بنظرات متحدية مستمتعة بما تردده فرح من تهديدات غير قابلة للتصديق – من وجهة نظرها – متعمدة السخرية منها، ابتسمت بتهكم أكثر لتتأكد من وصول المغزى من استخفافها بها إليها، لم تكترث فرح بما تفعله من تصرفات غرورية تستفزها واستأنفت حديثها قائلة بثقة أكبر:

-اللي بتكلمي عنه ده يبقى جوزي، ومش هاقولك ده خط أحمر ولا حتى خطين حُمر، كفاية إنك تعرفي كويس إن اللي هاتقرب منه هاقرقشها بسناني، جايز إنتي مجربتيش الست المصرية اللي بتحب جوزها وبتغير عليه ممكن تعمل ايه، فاحسنلك إنتي تخافي مني!

كركرت ديما ضاحكة كتعبير عن استهزائها بها وهي تقول:

-بالله، راح انجلط من الرعبة

لكزتها فرح بكتفها بقوة وهي تندفع للأمام هاتفة لها بازدراء وقاصدة تقليدها:

-شور يا بيبي، هتنجلطي وعلى إيدي!

تأوهت ديما من الألم المباغت، وتابعت بأنظارها الحادة فرح وهي تنصرف مبتعدة عنها حتى اختفت من أمامها، كتفت ساعديها أمام صدرها محدثة نفسها بتحدٍ سافر:

-إنتي ما بتعرفيني بعد

توقفت عن تحديقها بها حينما سمعت صوتًا يقول من خلفها:

-اتفضلي معانا يا أستاذة

التفتت ديما برأسه لتجد أحد الضباط يشير لها لتتبعه، سألته مستفهمة:

هي والربان ©️ (فراشة أعلى الفرقاطة 2)  كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن