طوال الليل لم يتوصل أي منا إلى شيء، بدأ التعب يتمكن منا جميعًا فقال ماتياس
- لا شيء؟ طوال الليل ولا شيء؟!
علقت مونيك
- هذا ليس عدلًا
واضعًا رأسي الذي أشعر أنه ضعف وزني على الكتاب الذي أمامي، فقلت بصعوبة وإرهاقٍ واضح
- إذا قرأت سطرًا آخر سأنفجر وأتحول إلى أشلاء
طَرْق مُلِح وعنيف صدر من باب المنزل انتفض ماتياس ومونيك بينما لم أمتلك أنا تلك الطاقة مكتفيًا باتخاذ الكتاب وسادة.
أسرع ماتياس لفتح الباب ليجد أمامه الخفير مسعَد والذي بدا في عَجَلة من أمره قائلًا له
- مرحا يا خواجة، أين الأستاذ إبراهيم؟
فناداني ماتياس بقلق
- إبراهام! هناك من يريدك بالخارج
لم ترغب رأسي عن مبارحة وسادتها الجديدة فقلت له
- سأقابله بعد أن أغيب عن الوعي لبضع لحظات
اندفع مسعد قائلًا
- النجدة يا أستاذ. إنها كارثة
- المزيد؟ لا أريد سماع أي شيء
- إنه أمر هام..إنه سالم (صاحب السبعة قراريط القبلية)، لقد مات منذ لحظات، النواح يصدر من كل مكان بالمنزل
- سيكون هناك نواح بالفعل إذا لم أنم في الحال
عنفتني مونيك قائلة
- لا تكن بارد الأعصاب هكذا، هناك كارثة في القرية، إذا لم تتصرف فلن يقوم أحد بذلك
تنهيدة طويلة صدرت عني، غسلت وجهي ببعض الماء ثم خرجت وماتياس مع الخفير
....
النواح بالفعل يصدر من كل مكان بالمنزل، الزوجة يجب أن توفِّي دينها للزوج بتلك السيمفونية الجنائزية الصعيدية ويصطحبها بعض المؤثرات الصوتية كاللطم على الوجه وبالطبع انضم إليها الجارات والأحباب يَنُحْن بجانبها..
" هذا لا يُحتمل."
طوال الطريق كان قد قص علينا الخفير ما يكفي كي أكوِّن فكرة عامة عما حدث، لاحظت بعض المياه بجانب حجرة القتيل فسألت
- ما هذا؟
فأجاب (عيد) جار المتوفي..
- إنه (سيد) الطفل ذو الثلاثة أعوام، تبول على نفسه عندما وجد أمه تصرخ وتنوح لوفاة أبيه
" يبد أن هناك ما هو أكثر من ذلك، حدسي الوسيطي يخبرني بأن الطفل رأى شيئًا، يجب أن أرى الفتى"
أنت تقرأ
العين الثالثة
Aventuraهل ستفتقده.. ذلك العالم الذي تعيش فيه؟ أستطيع أن أحكي لك قصتي.. قصة مليئة بالشجاعة والبطولات، لكني سأكون كاذب.. أنا لستُ بطلاً. انتظار.. وانتظار.. وانتظار.. هذا ما تجمدت عنده أفعالي قصر محاط بالظلام.. هذا ما تقلص إليه عالمي. آسف أنا. .لقد أطلقت شيئا...