33- خوف

378 21 294
                                    

بقيت لدقائق طويلة أحدق في سقف غرفتي بعد انتهاء المكالمة .. أنا أشعر بالسوء عليه .. على حاله المتقلب معي .. لو أنه فقط أحب فتاة بلا تجربة قاسية .. فتاة تحبه مثلي و لكنها لا تخشى الحياة من غيره ! معه حق فيما قال .. لو أنني كنت أي فتاة أخرى كانت لتكون سعيدةٍ جداً .. لكنني أخاف مما قد يحدث .. من الإلتزام الذي قد يفرض علي .. و من حياتي من دونه .. أنا أريده إلى درجة أخاف منها أن لا أكون من تستحق الوجود في قلبه فيرحل .. أو أشعر بظلمي له فأهرب .. هذا الخوف يحيل التقدم في حياتي إلى الجحيم !

أرسل إليّ رسالة كتب فيها :
" لا تفكري كثيراً .. استغلي هذا الوقت في الوقوع بحبي لا بالوقوع في بئر القلق "

ضحكت .. إنه مجنون حتماً .. لكنني فعلاً أحب هذا المجنون .. كتبت له :
" حظاً موفقاً لك غداً مع والدتك "

غرقت في نوم عميق لم أستيقظ منه إلا عند الحادية عشرة صباحاً .. يا إلهي .. لقد اشتقت للنوم حقاً .. ربما عليه أن يبقى هناك لوقت أكثر قليلاً حتى لا يقاطع نومي و يوقظني مبكراً .. ذلك ما كنت أفكر به حتى تشجعت لأنهض من السرير و اذهب لأخذ حمام ساخن و غسل أسناني .. أخرجت الحلوى من الثلاجة و قررت تناولها كإفطار لتمدني بالطاقة اللازمة اليوم .. ألتقطت صورة للحلوى بعد أن أكلت منها قليلاً و أرسلتها لطارف و كتبت له :
" صباحك جميل ، كجمال هذه الحلوى "

لا تزال الساعة الثامنة عنده و أتوقع أن ينام لوقت أطول لأنه لم يرتح بالأمس من عناء الرحلة .. أخذت أشاهد حلقات من مسلسلي الكرتوني المفضل حتى حلت الساعة الواحدة ظهراً .. وصلتني رسالة منه :
" مساءكِ أجمل "

ابتسمت و قررت النزول للجلوس مع الجميع قبل أن أذهب للعمل التطوعي في مركز السباحة الرياضي للمدينة و ذلك لتنظيم احتفالية يقومون بها ..

الجميع متواجدون بالفعل على مائدة الطعام .. جلست أتبادل الحديث معهم .. أعلم أنني لا أقضي الكثير برفقتهم لكنني أقدر لهم احتمالي و بشدة طوال حياتي .. احتمال نمط حياتي لوحده يحتاج إلى صبر عظيم و تجاهل أعظم .. كنت أناقش بعض الأفكار معهم حين اتصل محمد ليذكرني أنه سيأتي عند الحادية عشرة ليلاً ليسلمني الصور .. إنه أول يوم عمل لي .. هذا يجعلني متحمسة بالفعل ..

بعد حوالي ساعة أرسل لي طارف رسالة جديدة يقول فيها :
" هل الوقت يناسبكِ لأتحدث معكِ ؟ "

" هل أنت بخير ؟"

" أجل أنا كذلك .. إذا كنتِ ستتأخرين عن التطوع فلا بأس .. دعينا نتحدث بعد أن تعودي "

" امنحني خمس دقائق فقط "

انسحبت فوراً إلى غرفتي .. لقد كنت قلقة من أنه قد يكون حزيناً أو مصدوماً من ردة فعل والدته .. كان ليعبر عن سعادته لو أنه كان سعيداً .. يا إلهي ، بالتأكيد قد حصل أمر ما .. اتصل بعد خمس دقائق و أجبته :

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن