بابا سامي

76 8 0
                                    

في الصباح طلبت مونيك من سعدية إيقاظ الأطفال كي يتناولوا الإفطار والاستعداد لرحلتهم إلى باريس. أييقظت سعدية (نادية) وعندما دخلت حجرة الصبي لم تجده.

اجتمعنا أنا ومونيك وماتياس حول مائدة الإفطار في انتظار الأولاد، نزلت ناديه على استحياء كالطفل الذي بلل فراشه للتو..

سحبت مقعدًا وجلست بهدوء دون أن تنطق ببنت شفاه فسألت مونيك سعدية

- أين آدم؟ ألم يستيقظ بعد؟

- لا يا (ست منى) أنا لم أجده في حجرته من الأصل

- أين هو إذًا؟

- لا أعرف يا سيدتي

- ...

فقال ماتياس

- لابد وأنه في الحديقة

جلست وكأني لست جزءًا من الموضوع فقالت مونيك

- إبراهام! اذهب وابحث عنه

تنهدت بضجر قائلًا

- حسنًا.

"هذا الشقي التعيس، سأنتزع شعره الناعم ذاك وأطعمه إياه، فقط عندما أجده"

عدت إليها صفر اليدين فلم أجد أحدًا، بدأت مونيك تساورها الشبهات حول نادية فسألتها

- عزيزتي.أنتِ تعرفين شيئًا أليس كذلك؟

- ..

- نادية! أين أخوكِ؟

بكت الطفلة منهارة قائلة

- آسفة يا أمي لقد طلب مني ألا أخبر أحدًا

مازالت مونيك تحاول ألا تجزع سائلة الطفلة بهدوء كيلا تخيفها

- عزيزتي! أين آدم؟

- ذهب ليحرق الرجال السود وينقذ القرية

وهنا صرخت مونيك

- إبراهااااام، ذهب آدم للقضاء على الكامبيون

- لكن كيف؟ هل يستطيع رؤيتهم؟

- لا أعرف، اخبرني أنت.أنت الوسيط

" ما كنت لأجزم فأنا لم أنظر لوجه الفتى أكثر من مرة، وشعر هذا الفتى الناعم يغطي جبهته."

- إبراهام! أفعل شيئًا

فسألت الفتاة

- ألم يخبرك أين هم؟

- قال إنهم في مخزن القمح القديم عند أرض سالم

......

على الفور اتجهت وماتياس إلى هناك، بمجرد وصولنا تسلل إلى أنفنا رائحة كيروسين فقلت لماتياس

- لقد حاول إحراق المكان لكن لسبب ما لم يتم الأمر

دخلنا المخزن فلم يكن هناك أحد على الإطلاق لكني وجدت قطعة من ملابسه وبعض الدماء فقلت بقلق

- لقد كان هنا، هذه قطعة من ملابسه

شعرت حينها بوخز في معدتي عندما تيقنت أن الصبي في خطر.. تُرى لم هذا؟

كان يراودني نفس الإحساس عندما كان يتعرض أحد أفراد عائلتي ( كسامي) لخطر ما عندما كنت أنا.

أيُعقَل أني قلق لأنه فرد من عائلتي المؤقتة والافتراضية؟ أم أن أبوّة إبراهيم طغت على برود ولبادة سامي؟

قال ماتياس

- أيُعقل أن آدم وسيط ولم تعرف ذلك؟

- يبدو أنه لم يعرف أيضًا وليس لديه أي فكرة عن مسألة الوساطة ومخلوقات الظلام تلك

" يبدو أن إبرهيم وزوجته وماتياس أخفوا عن الأطفال مسألة الوساطة تلك. يجب أن أعثر على ذلك الفتى"

العين الثالثةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن