أجبرتني دموعي أن أكتب أجبرتني همومي أن أبكي ويجبرني قلبي أن أفكر ويجبرني التّفكير أن أتألم ويجبرني التّألم أن أنزف ويجبرني النّزف أن أموت ويجبرني الموت أن أتحسّر ولكن اسأل نفسي لمن أبكي؟ وكيف أبكي؟ ولماذا أجعل دموعي رخيصةً لكي تذرف هنا وهناك؟ وتتكاثر الأسئلة والإجابات حائرة تكثر الآهات وتزداد التنهيدات ولكن لمن يا ترى؟ لا أدري ولا أعلم لمن!.. قمّة ألمي أنّي لا أعرف سوى ابتسامةً حزينةً. ليتني حينما أبكي أجد حنان والدتي أجد دفئها يحيطني .. لكن ...
يبقى هذا مجرد امنية .اغلقت مذكرتها و ابتعدت عن المتكتب بكرسيها الدوار لترجع برأسها للوراء متنهدة التنهيدة الألف .... كل ماكتبته كل ما باحت به من مشاعر جعلها تفرغ ما بقلبها .... ليس الكل لكن هذا خفف عليها قليلا
" انا احزن على نفسي هنا " قالت بنبرة ساخرة و هي تقف ماسحة دموعها .
سمعت صوت اغلاق باب المنزل لتقف و تخبئ ذلك الدفتر بين طيّات سريرها
فُتح باب غرفتها بسرعة لتفزغ"تعالي لمكتبي لدينا ما نتحدث به " قال والدها الصارم بنبرته الآمرة لتهز رأسها بخفة و تعدل ملابسها ثم تسير خلفه لمكتبه
جلس ليشير لها بالجلوس ففعلت ذلك
"قمت بخسر رهان مع احد العصابات " قال ببرود
"و على ماذا تراهنتم ؟" قالت بنبرة متعجبة لاستغرابها من تصرفات والدها التي لا تبشر بالخير
" عليكي "
سكب كأس نبيذ لنفسه ليشربه دفعة واحدة
اما هي فقد تجمدت مكانها بغير تصديق
" ماذا تعني بانك تراهنت علي ؟؟ هل جننت ؟؟" قالت بغضب ليرمقها والدها بنضارت حارقة جعلتها تنزل نظرها للاسفل" عليكي الزواج برئيس تلك العصابة "
نهضت من مكانها "لن افعل ذلك لست بدمية لديكم لتتراهنوا علي "
سارت باتجاه الباب ليتكلم والدها "ان لم تفعلي... سانهي حياة والدتكي... و بمكالمة واحدة فقط ،"
جمعت اصابها لتشكل قبضة هو الان يهددها بنقطة ظعفها الوحيدة
" انتظر قرارك المساء صغيرتي " قال بنبرة باردة لتخرج و تطبق الباب بقوة تنفس عن غضبها...
" اللعنة عليك " همست و هي تصعد الدرج بخطوات سريعة و غاظبة
دخلت غرفتها لترتدي معطفها و تاخذ حقيبتها و تخرج...