كنت جالسة أشعر بمجموعة من المشاعر المختلطة .. وفي كومت هذه المشاعر جائتني تلك الرغبة الملحة لكي أكتب.. و دون أدنى تفكير أمسكت بلعنة حياتي ، هاتفي وقد أوصلته بسماعة الاذن لأستمع لإدماني و أبدأ أستشعر في الحياة بين تلك الأحرف اللقيطة النازفة كما العادة...
وفي ذروة عدم تحملي و ثوران تلك المشاعر شعرت بصدري ينتفض هبوطا و نزولا و كأن الأكسجين قرر أن يضرب ليتركني ، و دقات قلبي قررت أن تثور، مرارة لعينة تجمعت بثغري و إختناق لعين بدوره حل بي و كأن يد مظلمة عملاقة تضغط على قفصي الصدري لتحطم ضلوعه، عبرات العين تجمعت و كأن أمطاري ترغب في الهطول، شيء فشيء بدأت أثمل ، لتفتح بوابة عالمي الخاص فألج إليه تاركتًا جثتي الهزيلة في هذا العالم البائس ...
صور و مشاهد ضبابية متقطعة بدأت تجول برأسي تضهر تارة و تختفي أخرى ، صور تتحدث عني، عن أبنائي، عن هواجسي اللعينة، عن الماضي، الحاضر و أحينا المستقبل.. حائرة لست أدري تحديدًا أين أنا و من أين قد أبدأ ..
لكن منذ متى كان الشخص الثمل يرى في صورة واضحة، أو يعي ما حوله؟!.. فقط كتل ضبابية...
بدأت أشعر بنزيف حاد مصدره قلبي ..
ولج مسمعي صوت صراخ حاد لطفلة خارج من أعماقي ..إنها أمل الصغيرة تناديني..
أطفالي كذلك ينادونني ..
باب الذكريات المتقطعة قد فتح..
وريشة خيالي قد رفعت لتكتب..هل ترغبون في التماهي و الإنسجام معاً؟..
حسنا لكم ذلك يا قطعة مني.. دعوني فقط أخذ نفس عميق.. سأجلس في زاويتي.. أستمع لهذه اللعنة التي أعشقها متجهمة الوجه.. ففي الواقع كل هذه الصرعات لن تجعلني سعيدة.. عيناي نصف مفتوحة .. أشعر بثمالتي تزداد و النزيف بقلبي يحتد.. مشاعري السلبية المضلمة في ذروتها.. عضضت شفاهي من قوة ما أشعر به من جنون و دون أن أعي وجدت نفسي قد ولجت إلى أعماق عالمي لأصل إلى زاوية بعيدة و عميقة للغاية لم تطأها أقدامي من قبل، ليحل من بعدها الظلام بكل المكان و يبتلعني راسلًا إياي إلي حيث يشاء...
بدأ الظلام يتلاشى ليتحول إلى رماد، شيء فشيء بات نور ساطع فجأة ليجهر عينايّ...
هناك أصوات تأتي من أجسام صغيرة من حولي، أين أنا الصورة ضبابية و غير واضحة!؟..
مهلًا بدأت تتضح، جسمي بات صغير ، هذا هو الفصل الدراسي ، أضنني قد عدت للوراء على الأغلب أمل الصغيرة هنا عمرها في حدود الثامنة...
إنتشلني من حواري و إستنتجاتي الذاتية ولوج صوت أحد التلاميذ الصغار من حولي وهو يقول برعب مشيرًا إلي المبنى المقابل لي و الذي أراه من خلال النافذة التي أجلس بجوارها...
"لقد سمعت أنه في ذلك المبنى المهجور تختبأ عصابة تخطف الأطفال!.."
إسترقت نضرة عميقة لذلك المبنى، بدى مبنى بائس يبدو كئيب و كأنه مهجور ، نوافذه مظلمة و محطمة، وقد علق بأحدهم كيس من البلاستك الأسود الذي ضل الهواء يتلاعب به يمينًا و شمالًا ليرفرف مصدرًا صوت بدى لي ساعتها صوت كئيب مخيف، و كأنه أنين لشخص موجوع و ذات الوقت غاضب...
أنت تقرأ
هَوَاجِسِي الْمَلّعُونَة!!💀
Contoكتاب أسود، إن كنت صغير فلا تقترب!!.. خيالي المريض.. بهذا الكتاب المنوع سوف أكتب تفاصيل تعيش صداها بداخيلي .. ليست مجرد خواطر، أو قصص تعيش بي سأخرجها كرواية .. لا بل قصص أتخيل أنها من الممكن أن تحدث لي، أو أشياء في لحظة جنونية أفكر في فعلها.. تابعوها...