دحرجت تابى الكرة الطرية باتجاه امبير التى جلست في ظل شجرة سنديان قديمة وارفة تدحرجت امبير إلى طرف البساط و في عينيها اللامعتين نظرة مرح لرؤية مساحة الحرية الخضراء الواسعة التى تمتد امامها.
اندهشت تابى للسرعة التى تعلمت بها الطفلة الصغيرة كيف تتحرك بحرية. إنها تتطور بسرعة بالنسبة إلى طفلى الكاد تجاوز عمرها السبعة اشهر لكنها طالما كانت قوية البنية و لطالما كان نموها طبيعياً, و لم تتفاجأ تابي كثيراً لأن امبير اكتشفت بشكل سابق لاوانه كيف تتحرك من دون مساعدة اى شخص راشد.
و فيما هى تراقبها, اقتلعت الطفلة القليل من العشب و حاولت وضعه في فمها
"لا..... لا."
وصلت ماليندا في هذه اللحظة بالذات لتعرض عليها ان تأخذ استراحة.
اعترفت تابى بحزن "نعم, و على الرحب و السعة. لا امانع إذا ما حصلت على استراحة لاستفيد من اشعة الشمس و اقرأ. لم يعد من السهل السيطرة عليها."
فقالت المربية الشقراء بنعومة "يمكننا ان نتعامل مع هذه المسألة. سأضعها في العربة لنقوم بنزهة معاً. المكان هنا رائع و قد احببته."
رمقت تابى المرأة الشابة بنظرة تساءل لما تجد صعوبة في ان تحبها و تملكها شعور بالذنب حيال ذلك. فـ ماليندا تجيد التعامل مع امبير و هى امرأة ودودة و تحب عملها و لا تتوانى عن بذل اى جهد. لعل النظرات التواقة التى غالباً ما ترمق آشرون بها هى ما يمنعها من ان تعزز علاقتها بالشابة. و راحت تابى تقنع نفسها بأن المسألة ليست مسألة غيرة, لكنها لا تشعر بالراحة مع امرأة مستعدة لأن تُظهر هذا القدر من الاهتمام برجل متزوج تعمل لحسابه. على أي حال, و احقاقاً للحق, لم يبدِ آشرون اى اهتمام بـ ميليندا الشقراء, صاحبة المفاتن البارزة.
سألت ماليندا و هى تجمع العاب امبير و تضعها في الحقيبة "هل لديكِ فكرة متى سنغادر المكان؟"
"ليس بعد.... أنا آسفة.... فزوجى لم يقرر بعد إلى متى سنبقى هنا.
ردت تابي بذلك و قد تفاجأت للطريقة التى خرجت تلك الكلمة التى تعكس التملك من بين شفتيها. لكن هذه الطريقة هى الاسهل كى تشير إلى آشرون امام الموظفين.
و اعترفت بحزن انه زوج بقدر نمر مسجون في قفص في حديقة الحيوان, ثم حملت كتابها و نظاراتها و توجهت إلى الفناء حيث بركة السباحة. بالكاد رأت آشرون في الاسبوع الفائت إذ حبس نفسه في مكتبه و غرق في العمل معظم النهار و نصف الليل تقريباً.
كان ينضم إليها من حين إلى آخر كى يحتسيا القهوة معاً عند الفطور, و يغرق في الصمت عند تناول العشاء, فيأكل بسرعة و من ثم يعتذر بتهذيب قبل ان ينسحب. كان مثالاً للرفيق البارد و المتحفظ خلال هذه الوجبات كما لم يظهر في عينيه او في حديثه اى اثر للتأثر بوجودها قربه. بدا و كأن ذاك الشغف في ليلة زفافها نتاج مخيلتها هى, لكن تابي بقيت تواجه صعوبة في معاملته كشخص غريب ما ازعجها و اربكها و سدد ضربة لكبريائها و إيمانها بقوته و استقلاليتها فما من امرأة قوية تستمر في التشوق للفت انتباه رجل قرر ان يعاملها كورق جدران.
إلا ان الغريب و المثير للسخط هو ان آشرون يلعب لعبة مختلفة مع أمبير, إذ اقسمت ماليندا انه لم يمر يوما ببا غرفة الطفلة من دون ان يدخل ليلاعبها و يتحدث إليها. و قد تعلمت امبير ان تلفت انتباه آشرون كلما كان في مكان قريب منها. في الواقع, اعتبرت امبير انها مرحب فيها عندما يتعلق الأمر بـ آشرون. لعل اهتمام الطفلة الزائد به يُرضى غروره. او لعله اكتشف متأخراً انه يحب رفقة الاطفال و يستمتع بها؟ كيف يمكن لها ان تعرف ما الدوافع التى تحركه؟ مرّ عليها اسبوع من دون ان تذوق طعم النوم اكتشفت خلاله انها لا تعرف سوى اقل القليل عن آشرون ديميتراكوس. يشكل زوجها لغزاً بالنسبة إليها في كافة النواحى الممكنة.
وقف آشرون عند النافذة و اطلق تنهيدة عندما رأى تابى تستلقى بجسدها النحيل على الكرسي الطويل كوليمة تُسيل لعاب الجائع. ابرز ثوب السباحة الزهرى المؤلف من قطعتين كل شبر من جسمها الممشوق. تململ منزعجاً, و كافح ليكبح الرغبة التى اثارتها فيه, هذه الرغبة التى جعلت لياليه طويلة و محبطة للغاية.
و بقى يراقب كما ينبغى على الرجل الحريص ان يفعل حسبما راح يُقنع نفسه, فرأى تابى تنزع الجزء العلوى من لباس البحر لئلا يترك أثر على جسمها. قطب منزعجاً إذ لم يكن يرغب في ان تكشف هذا القدر من جسمها امام العاملين في المنزل الذين يتجولون في المكان. من المستغرب ألا تعجبه فكرة ان يرى اى شخص عداه جسد تابي. اعتبر ان ثمة شيئاً من التملك الغريب جداً في داخله و وضع اللوم في ذلك على انه اول رجل في حياة زوجته.
اعترف في سره و قد اظلمت عيناه بانه ما ظن يوماً انه سيستخدم كلمة (زوجتى). لو كانت تابى زوجته فعلاً لبقيت في سريره خلال ساعات النهار الطويلة الحارة, مستسلمة لمتطلبات شغفه و مطلقة العنان لمشاعرها. و التهب جسده شوقا و رغبة بعد ان تراءت له هذه الصورة فاطلق شتيمة من بين انفاسه المتقطعة. لسوء الحظ ان تابى لم تتمتع بأى مرونة : فأما ان يتبع شروطها و إما ان يلجأ إلى الاستحمام بالماء البارد. ما من حلول وسط, و ما من مخارج, إما ان تحصل على كل شئ و إما لا شئ و هو يعلم انه لا يستطيع, لا يستطيع ان يسير في هذه الدروب و ان يغير نفسه ليناسب شروطها في حين انه يعلم ان ما من مستقبل لهما معاً. لن يكون منصفاً معها و سيظلمها.
في ذلك المساء أختارت تابى ثوبا ازرق رائع التفصيل من خزانة ملابسها. ارتدت ثوبا مختلفا لكل يوم من ايام الأسبوع المنصرم, معتبرة ان الملابس موجودة و لا فائدة من تركها معلقة حيث هى. على أي حال, من السخافة و الغباء ان تختار ارتداء سروال من الجينز و قميص في مثل هذا الطقس الحار, و هى الملابس الوحيدة التى بقيت من ملابسها القديمة منذ ان بدأت حياتها تتغير و مشاكلها تُحل بعد ان خسرت منزلها الخاص. حينذاك, اضطرت لأن تتخلى عن الكثير من مقتنياتها, و ان تترك ما لديها من ملابس و احذية و اغراض لتكتفى فقط بما هو ضرورى و ما يمكنها حمله.
وضعت الثوب بعناية على السرير و اخرجت مستحضرات التجميل لتضع القليل منها ثم سرّحت شعرها. و ذكرت نفسها بأن آشرون ليس السبب الذى دفعها لأن تتأنق بل فعلت هذا من اجل احترامها لذاتها و لأنها تعلم ان التصرف كـ عروس ثرية في شهر عسلها جزء من دورها, على الاقل خارجياً. و بعد ان ارتدت ملابسها, انتعلت صندلاً عالى الكعبين إلى حد خطير و راحت تتأمل نفسها فىالمرآة متمنية لو كانت اطول و اكثر امتلاءاً و اكثر جاذبية.... مثل كازما؟ كازما التى لم يأتِ آشرون يوماً على ذكرها؟ لكن ما شأنها بـ كازما و ما علاقتها بالأمر؟ فالغضب العارم الذى تملكها حين اكتشفت ان آشرون سيستفيد بقدرها من زواجهما بقدرها قد خبا. على اى حال, لم تتزوج آشرون إلا لسبب واحد و هو ان تتبنى امبير و جل ما عليها ان تفعله هو ان تركز على هدفها كى تخرج من هذه المسرحية عند انتهائها بنعومة و بأقل قدر ممكن من الألم. إن القلق بشأن امور اخرى, و الرغبة ف الحصول على اشياء اخرى تصرّف سخيف و غبى و متعب.
كان آشرون يجتاز البهو حين وصلت تابى إلى اعلى السلالم الرخامية, و دفعتها غريزتها إلى رفع رأسها و كتفيها رغم انها شعرت بالعرق ينصب من مسام جلدها كلها. ها هو ممشوق القوام, وسيم بشكل مذهل, و انيق حتى في سروال الجينز و القميص المفتوح عند العنق. راح قلبها يدق بسرعة كقرع الطبول فتمسكت بالدرابزين الحديدى المشغول بيد مرتعشة و خطت خطوتها الأولى نزولاً. و من سوء حظها ان قدما نزلت لكنها لم تطأ الدرجة بل وطأت الفرااغ فتعثرت و هوت مطلقة صرخة فزع فيما انزلقت يدها عن الحديد, و تلوى جسمها كله فيما هى تحاول ان توقف سقوطها فارتطم وركها بطرف الدرجة الرخامية القاسية و التوى كاحلها تحتها. منتديات ليلاس
صاح آشرون "امسكت بكِ!"
سجل عقل تابى انها لم تعد تسقط لكن الألم امتد من وركها وصولاً إلى ساقها.... لا, لا, ليس ساقها, بل كاحلها. حاولت ان تستقيم فيما رفعها آشرون بين ذراعيه بكثير من الحماسة فتأرجحت ساقها بقوة مما جعلها عاجزة عن كبت صرخة الألم التى خرجت من بين شفتيها "كاحلى....."
قال آشرون بخشونة فاجأتها فيما هو يتوجه عائداً إلى البهو و قد لف ذراعيه حول جسدها النحيل "يا إلهى.... كان من الممكن ان تُقتلى على هذه السلالم!"
نادى باللغة اليونانية حتى ظهر احد اعضاء فريق الأمن مسرعاً ثم اصدر اوامر موجزة.
استطاعت ان تشعر بدقات قلبه السريعة على خدها و لم يفاجئها هذا لأنه تحرك بسرعة تفوق سرعة الضوء ليلتقطها و يمنع سقوطها نحو الأسفل. و احست باضطراب شديد حين ادركت انها كانت لتسقط حتى اسفل السلالم الرخامية و تدق عنقها او ضلع او ضلعين على الأقل لولا تدخله الذى جاء في الوقت المناسب. و تسلل إليها الارتياح لأن اصابتها اقتصرت على إلتواء في كاحلها و بعض الرضوض في جسمها.
"أنا بخير..... من حسن الحظ انك امسكت بىّ في الوقت المناسب."
وضعها آشرون بعناية مبالغ فيها على الاريكة و جلس القرفصاء إلى جانبها قبل ان يسألها و عيناه اللامعتان المظللتان برموش كثيفة, تتأملان وجهها
"هل شعرت بأحدهم يدفعك؟"
اذهلتها نبرة السؤال و حدته فحملقت فيه بعينيها البنفسجيتين و سألته بصوت مرتجف "و لِمَ سيحاول احدهم دفعة لأسقط؟ فقدت توازنى و تعثرت!"
عبس آشرون و قال "هل انت واثقة؟ ظننت اننى رأيت شخص ما يمر بجانبك قبل ان تسقطى."
"لم أرّ و لم اسمع احداً."
قطبت تابي و اسبلت رموشها تخفى عينيها فيما محت حرارة الارتباك شحوبها لأنها ادركت تماماً لما تعثرت إلا انها لن تعترف له بالحقيقة مهما كلف الأمر "نعم, انا واثقة تماماً."
و راحت تابى تفكر بحزن عميق و مؤلم أنها لو لم تكن منشغلة جداً بتأمل آشرون و بمحاولة ان تبدو في افضل مظهر من اجله, حالها في ذلك حال اى مراهقة سخيفة, لما زلت قدمها و لانتهبت إلى موطئ قدمها.
قال لها آشرون و هو يدس يديه تحت جسمها "اخشي ان علىّ ان احركك مجدداً.... سأحاول ألا اوذيك إنما ينبغى ان احملك إلى السيارة كى ننقلك إلى المستشفى ليفصحك الطبيب."
ردت تابى التى تعاظم شعورها بالارتباك و الاحراج
"ارجوك, لا احتاج إلى طبيب!"
إلا انها خضعت في الساعات التى تلت إلى كافة انواع الفحوصات الطبية في اقرب مستشفى. حاولت ان تثنى آشرون إنما بدا و كأنها تتحدث إلى جدار إذ رفض ان يستمع إلى اى كلمة تقولها. و بدلاً من ان يتصرف كرجل هادئ و متحفظ كما اعتادت ان تراه, بدا اشرون شديد التأثر و إن لم تعرف سبب تأثره هذا. راح يذرع أرض الغرفة خلف الستارة حيث تخضع هى للفحص ذهاباً و إياباً, و يتحدث إليها ليطمئن إلى حالها و يتأكد من انها بخير, و اصرّ على ان تخضع لصورة اشعة متجاهلاً تقريباً الطبيب الذى اكد له ان اصابتها ليست خطيرة و انها تعانى من مجرد التواء في الكاحل و بعض الرضوض الطفيفة. و لعل المحرج اكثر هو انه فريقه الأمنى انتشر من حوله في جهوزية تامة كمن ينتظر هجوماً صاروخياً قريباً على قسم الطوارئ.
ضحك الطبيب المتوسط العمر الذى يجها حقيقة الوضع و قال
" آهـ... زوج محب و قلق."
لو ان هذا لارجل يعلم كم هو مخطئ! خطرت هذه الفكرة لـ تابى التى شعرت انها مصدر إزعاج و كأنها شخص متمارض يحظى برعاية طبية قيمة في حين انه لا يعانى من اى خطب.
لو ماتت تابى لكان الذنب ذنبه. راح آشرون يجتر هذه الفكرة بكآبة و غضب و شعور بالذنب. و اجتاحته هذه المشاعر التى لم يختبرها قط من قبل كموجات تكتسح ما عداها. لكنه لم يكن يوماً مسؤلاً عن حياة شخص آخر و هو يرى ان سلامة زوجتخ هى مسؤوليته و إن كان يتمنى لو ان يفكر بطريقة مختلفة. ارعبته طبعا فكرة ان شخصاً ما يعمل لديه قد حاول ان يلحق الاذى بزوجته. بعد ان رأى الرسالة الفظيعة التى تُركت على مرآة غرفة نومها, لم يتأثر بقناعتها بأن المسألة مجرد حادث. لعل تابى لم تلاحظ ان احدهم دفعها قليلاً في اللحظات الخاطفة التى فقدت فيها توازنها و تعثرت.
و زاد من إحباطه ان الفريق الأمنى الذى يعمل لديه لم يجد اى شئ مريب بشأن اى شخص من الموظفين في الفيللا.
و لوى آشرون فمه. لسوء الحظ انه نادراً ما يستعمل فيللا توسكانا, و بما انه تم تجديدها العام الماضى و توظيف فريق عمل جديد, فسيكون الوقت وحده كفيلاً بحسم مسألة البقاء بقاء هؤلاء الموظفين او تغييرهم. اصبحت عيناه اللامعتان أكثر قساوة كما اطبق فمه ليتحول إلى خط قوى من التصميم. إن سلامة تابى اساسية لكنه يأبى ان يخيفها بشكوكه, و تقضى الاستراتيجية الأكثر حكمه بـأن يخلى الفيللا على الفور و ان يبحث عن مكان أكثر امانا منتديات ليلاس. بعد ان توصل لهذا القرار, اعطى آشرون اوامره رافضاً ان يتراجع حتى عندما اشار رئيس فريقه الأمنى إلى ان هذه الخطوة تعنى اخراج الطفلة من سريرها ايضاً. بغض النظر عن سلبيات خطته, بالكاد استطاع آشرون ان ينتظر حتى يُبعد تابى و الطفلة عن فيللا توسكانا التى اصبحت بنظره مكانناً موبوءاً. راقب الطبيب و هو يضع الرابط على كاحلها المتورم فيما لا يزال الانزعاج يتملكه لأنه لم يتمكن من ان يحول دون إصابتها بالأذى.
تنهدت تابى في السيارة الليموزين بعد ان غادروا المستشفى و قالت
"أنا آسفة على هذا كله."
"عندما تتعرضين لحادث فلا حاجة لأن تعتذرى. كيف حالك؟"
ردت تابى بابتسامة "اشعر ببعض الانزعاج و الالم.... لكن ما من شئ لا يمكن ان اُشفى منه سريعاً. سيعلمنى هذا ان اكون اكثر حرصاً من الآن فصاعداً عندما انزل السلالم."
جوابها هذا فاجأه فما من امرأة يعرفها يمكن ان تهمل هذه الفرصة لتبالغ في وصف آلمها و اصابتها مطالبة إياه بإظهار التعاطف و الاهتمام. إلا ان تابى قللت من اهمية المسألة و لم تطالبه بشئ, مما زاد من انزعاجه الكبير من الوضع.
سألته تابى و هو يرفعها من سيارة الليموزين و يضعها في الكرسي المتحرك الذى ينتظرها "إلى اين نحن ذاهبون؟ هل هذا المطار؟"
اجابها آشرون بنبرة عادية "نعم, سنسافر إلى سردينيا."شددت تابى غير مصدّقة "حقاً؟ اعنى الآن؟ إنها الساعة العاشرة ليلاً."
اعترف آشرون "امبير و مربيتها موجودتان على متن طائرة الهليكوبتر, و كذلك امتعتك."
ثمة الكثير من الأمور لا يمكن ان تقولها لكنها تواجه ذقناً مصممة كما انها تعلمت ان تفكر مرتين قبل ان تبوح بما تفكر فيه امام آشرو. اطبقت شفتيها بحزم و افترضت انه شعر بالملل في الفيللا و قرر ان يغير المكان الذى يتواجد فيه مما دفعه للتصرف بهذه الطريقة المندفعة. فهو لم يُخرج امبير من سريرها و حسب بل اجبر تابى على السفر و هى التى تشعر بإنهاك شديد و بألم في قدمها. و راحت تفكر في انه انانى و لا يراعى مشاعر الآخرين لكنها افترضت انه تصرف طبيعى من رجل لم يعتد التفكير إلا في نفسه و في حاجاته الخاصة.
كانت الطائرة الهليكوبتر تُصدر ضجيجاً قوياً و شعرت تابى التى لم تتناول الطعام منذ الغداء بجوع شديد وصل إلى حد الغثيان. اصرت على ان تأخذ امبير من ماليندا و راحت تُهدئ الطفلة المتعبة ايضاً. و تفاجأت حين حمل آشرون الطفلة الناعسة من بين ذراعيها و وضعها في حجره. رفعت امبير نظرها إليه و اعادت وضع إبهامها في فمها ثم اغمضت عينيها و قد بدت سعيدة بهذا التبديل. و لا بد ان تابى غفت عند هذه النقطة لأنها استيقظت مشوشة بفعل الضوء الساطع على وجهها و الألم في كاحلها فيما كان آشرون يحملها إلى المنزل.
سألها مجدداً و نظراته المذهلة تتأمل وجهها الصغير الشاحب
"كـــيـــف حـــالـــك؟"
"ســأكــون بـــخــيـر"
عارضها بصبر فارغ "لا تتصرفى على هذا النحو... تبدين و كأنك على عتبة الموت. ستذهبين مباشرة إلى السرير و سأرتب مسألة تأمين الطعام لكِ."
في تلك اللحظة, بدت فكرة السرير و الطعام جذابة جداً بالنسبة إلى تابى. صعد سلماً ولامست نسمة عليلة وجهها. رفعت جفنيها لترى نافذة كبيرة تغطيها ستائر ناعمة فيما وضعها آشرون بنعومة على سرير ضخم و عريض و راح يربت الوسادات خلفها. لاحظت انها المرة الأولى التى يتصرف فيها بهذا القدر من اللطف مما جعلها تتوتر.
سالته بشكل مفاجئ "لما تتصرف معى بهذا القدر من اللطف فجأة؟"
هذا السؤال البسيط كشف اموراً كثيرة لم يشأ آشرون ان يسمعها في هذا الوقت بالذات مما جعله يتأفف معبراً عن إحباطه بصوت عالى, و خطر له ان تصرفات تابى فريدة. وحدها تابى تقول ما لا يجرؤ احد على قوله لـ آشرون ديميتراكوس. أخذ نفساً عميقاً و بطيئاً ثم اجاب "أنتِ مصابة."
فقالت له تابى رافعة ذقنها في حركة تحدٍ "انت لا تخضع للقواعد و الشروط و انا لا احتمل الشفقة."
"أنتِ زوجتى."
"هذا ليس حقيقياً."
عارضها آشرون بنبرة تكاد تكون فظة "انتِ زوجتى بما يكفى كى ارغب بان اعاملك كزوجة."
اعمى عدم الفهم عيني تابى و تملكتها رغبة شديدة في ان توجه صفعة إلى وجهه الوسيم. كان ينبغى ان يترافق هذا الرجل مع معجم او كتيب استخدام يتضمن ارشادات و شرح حول كيفية عمله لأنها وجدت نفسها مجدداً ذاهلة تماماً أمام طريقة تفكيره المعقدة و المثيرة للسخط.
أعلن آشرون "اريد ان اجعلك تشعرين انك بحال افضل."
"رجاءاً, لا اريد اى شفقة."
همهم آشرون بنبرة خشنة عكست انزعاجه "اعترف بأننى لم اُحسن التصرف و انا احاول هنا ان اعوض عليكِ."
فقالت له تابى التى لم يزحزحها كلامه عن موقفها "الشفقة هى الشفقة."
جلس آشرون على جانب السرير. ظهر شئ بري غير مروض في بريق هاتين العينين اللتين تلمع فيهما شرارات ذهبية حين امسك بنعومة شعرها الذهبى و قبلها. و ارسل شحنة من الجوع المتوحش في جسمها كله مما جعلها تجمد في رعب لذيذ.
دمدم "هل يبدو لك هذا كشفقة؟"
لم تُعلق تابى على كلامه لأنها بالكاد استطاعت ان تتنفس.
ارادته ان يعيد الكره و لفترة اطول و بالكاد استطاعت ان تُبعد يديها عن هذا الجسم النحيل و القوى القريب منها لأول مرة منذ اسبوع. لمسة واحدة منه جعلتها تشعر و كأنها مدمنة مستعدة لأن تفقد السيطرة على نفسها تماماً. و حاولت ان تتراجع فأخفضت رأسها. و في هذه اللحظة, و رحمة بها, قاطعهما دخول امرأة تحمل صينية.
قال آشرون "يجب ان تأكلى."منتديات ليلاس
ساعدها لتسند ظهرها إلى الوسادات قبل ان ترفع السكين و الشوكة. لم تجرؤ تابى على النظر إليه مجدداً إذ لم تعد تثق بنفسها فهى تعلم انها لا تستطيع ان تخاطر بإطفاء تلك الرغبة الحارقة و الرهيبة التى تتآكالها في حضوره. و على الرغم من انها كانت جائعة جداً إلا انها اضطرت لأن تجبر نفسها على ان تأكل لأن معدل التوتر العالى الذى قبض معدتها قضى على شهيتها .
أكلت في صمت فيما راح آشرون يذرع الغرفة الكبيرة لافتاً نظرها باستمرار حتى تذكرت انها لا تستطيع ان تتحمل نتائج النظر إليه و انها مضطرة أن تنسي وجوده كى تتمكن من السيطرة على نفسها. و ما الذى يعكسه هذا من شخصيتها؟ هل هى ضعيفة إلى هذا الحد بحيث لا يمكنها ان تواجهه؟ هذا الرجل الذى تجاهلها كلياً على مدى الأسبوع الماضى؟ هو الرجل نفسه الذى اقام معها علاقة ثم انسحب بسرعة قياسية تكاد تفوق سرعة الصوت؟ اعتراها الشعور بالخزى مما زاد التعب الذى جاهدت كى تحتويه.
اُزيات الصينية من حجرها. و اطبق جفناها, و ثقلت عيناها بحيث عجزت عن إبقائها مفتوحتين.
"يجب ان تنامى."
و شعرت لأول مرة انها مستعدة لأن تطيع اوامره.
استيقظت تابى على حاجة مُلحة لدخول الحمام, ففتحت عيناها في الظلام و قد تملكها شعور بالضياع. كافحت لتجلس في السرير و آنت من الألم الذى احست به في كاحلها فيما هى تمد يدها للبحث عن الضوء قرب السرير. و من حُسن حظها انها وجدت مفتاحاً يتصل بسلك مُعلق, و اضاءت نور الغرفة لأقل من لحظة قبل ان ينتصب الرجل المستلقى على الأريكة قرب الجدار.
همست غير مصدقة "آش؟ ما الذى تفعله هنا؟"
كان آشرون عارى الصدر و حافى القدمين و قد اكتفى بارتداء سروال جينز. علقت نظراتها المذهولة على صدره العريض, المفتول العضلات الذى اكتسي سمرة رائعة و من ثم ارتفعت إلى اعلى لتلاحظ الظل الاسود الذى كسا ذقنه و الحدة في نظرة عينيه اللتين التمعتا بألماس اسود في النور الخافت.
"ما كنت لأتركك وحدك هنا."
"لِمَ لا؟"
طرحت تابى هذا السؤال و قد احمر وجهها اكثر من النار المضطرمة و اجبرت نفسها على ان تدير وركيها و تنزل ساقها السليمة من طرف السرير . و تابعت تقول "لِمَ نمت على الاريكة من اجلى؟"
سالها آشرون و هو يقطع المسافة الفاصلة بينهما على عجل "ما الذى تفعلينه؟"
فاجابته من بين اسنانها المطبقة "احتاج لأن ادخل الحمام." و اجتاحها الألم كـ موجة كاسحة.
اعترف بنفاد صبر و هو يدفع بالعصا الموضوعة قرب السرير إلى يدها
"انت عنيدة جدا عزيزتى. حالياً انتٍ تحتاجين للمساعدة و لم اشأ ان اضع شخصاً غريب في الغرفة معك."
ثم رفعها لتستقيم قبل ان يضيف "و الآن, تقدمى ببطء و إلا ستؤذين نفسك."
إلا ان تابى كانت قد اكتشفت انها لا تستطيع ان تحرك ساقها من دون اتشعر بألم في كاحلها فصرفت باسنانها و اطاعت امره فيما الدموع تملأ عينيها و هى تسير بشكل اخرق نحو الباب الذى فتحه لها. همهم آشرون شيئاً ما باللغة اليونانية و رفعها بحرص و عناية بين ذراعيه ليحملها إلى الحمام و يضعها بنعومة على المرحاض. قال متنبئاً "يزداد الألم سوءاً في الليل إنما ستشعرين بتحسن غداً. نادينى حين تصبحين جاهزة للعودة إلى سريرك."
افترضت تابى انه من سابع المستحيلات ان تطلب مساعدته و هى تتأمل مرعوبة صورتها في المرآة. كانت الزينة التى وضعتها قبل ان تنزل لتناول العشاء لا تزال على وجهها, و قد احاط السواد المخيف بعينيها و غضن النوم خديها كما شعث شعرها. كيف يمكن ان يبدو هو رائعاً في منتصف الليل فيما تبدو هى كعروس دراكولا؟
التفتت نحو الأسفل ولامست باصابعها ثوب النوم الذى ترتديه قبل ان تبتلع غصة. لابد ان آشرون نزع ثيابها. و ماذا في ذلك؟ لقد رآها من قبل عارية مما يعنى انه لم يرى اى شئ جديد و ان السخافة ان تشعر بالاحراج لهذا. استقامت تابى ثم حاولت ان تنظفف نفسها قدر ما استطاعت. و بعد ان شعرت بشئ من الانتعاش, و إن بقيت شاحبة اللون متيبسة بسبب الألم المبرح الذى تشعر به مع كل حركة تقوم بها, شقت طريقها نحو غرفة النوم.
كان آشرون بانتظارها ليرفعها بين ذراعيه و يضعها برفق على السرير. قالت بضعف و العرق يتصبب من جبينها "مازلت لا افهم مال الذى تفعله هنا معى؟"
شرح لها آشرون بصراحة "البيت الرئيسي لا يحتوى إلا على ثلاثة غرف نوم. و اعلم انك لا تريد ان تكون امبير بعيدة عنك في الجزء المخصص للعاملين هنا فخصصت الغرفة الثالثة لـ ماليندا."
علقت تابى بانذهال "ثلاثة غرف نوم فقط؟ يبدو انك لم تخطط لهذه النقلة بشكل جيد, أليس كذلك؟"
قيمها آشرون بنظراته في صمت ثم اجاب "إنها الثالثة صباحاً.... دعينا نناقش الأمر في الغد."
راقبته تابى و هو يتراجع نحو الاريكة فاطلقت زفيراً تحول إلى تنهيدة قبل ان تقول "آوهـ, بحق الله, شاركينى السرير.... إنه كبير بقدر ملعب كرة قدم. انا واثقة من اننا سنتمكن من تجنب بعضنا."
استدار آشرون نحوها من دون ان يخفى دهشته لكنه لم ينطق باى كلمة. أطفأ النور و استلقت جامدة في الظلام تستمع إلى صوت سرواله الجينز و هو يخلعه. تحرك الغطاء و انخفض الفراش فاجبرت نفسها على الاسترخاء, و راحت تقول في سرها إنها آمنة تماماً معه فـ آشرون لا تسيره العاطفة أو الشغف بل يسيره العقل و المنطق. و هو يعلم انهما مختلفان تماماً.
كان الفجر قد حل عندما استيقظت تابى مجدداً. باغتها الألم و التيبس مع اول حركة لا ارادية قامت به فتشنج وجهها في شكوى صامتة. ادارت رأسها لتتسارع انفاسها عند رؤية آشرون غارقاً في النوم على بعد سنتيمترات منها. بدا شعره الأسود المجعد متناقضاً مع بياض الوسادة الناصع, و رموشه الطويلة و الكثيفة كمروحتين حريريتين تزنيان أعلى وجنتيه, كما بدا فمه الواسع و المغوى ممتلئا و مسترخيا. لم تستطيع ان تتوقف عن التحديق فيه. كان الغطاء الرقيق ملتفاً على وركيه, و عضلات صدره مكشوفة على غرار ساقيه الطويلتين و القويتين و المكسوتين بالشعر. جمال جسده المنحوت جعل حنجرتها تنقبض و جسمها ينتفض فيما اكتسحتها حرارة عجزت عن السيطرة عليها. ارادت ان تلمسه, ارادت ان تلمسه إلى حدّ آلمها و جعلها غير قادرة على الإنكار.
ارتفعت رموشه و تمطى ببطء و كسل فارتسمت عضلاته المشدودة كـ الحبال تحت بشرته السمراء الناعمة ثم تمتم شيئاً ما باليونانية.
رفعت تابى حاجبها و سألته "ما معنى كلامك هذا؟"
ترجم آشرون و التسلية تضئ عينيه الداكنتين "صباح الخير يا زوجتى انا"
اجابته تابى لاهثة على الفور "أنا لست لك."
ارتفعت يد سمراء نحيلة و تغلغلت ببطء و عناية في شعرها الاشقر المنسدل, و شعرت بعينيه اللامعتين حارتين كـ العسل الساخن على بشرتها.
"ما هى الصفة الأخرى التى يمكن ان تطلقها على نفسك؟ تزوجتينى و مارسنا معاً الحب. ألا تعتقدين ان هذا يعنى اننا اتممنا زواجنا؟"
تشنجت تابى التى شعرت بالألم و الآسي و التشوش و قالت "انا..... أنا....."
راح يتذوق شفتيها الممتلئتين بإثارة الاستكشاف. انتفض جسمها متفاعلاً معه و تكونت في لحظات موجة من الجوع و التوق و الرغبة في داخلها, موجة اطاحت بنواياها الحسنة كلها. وجدت تابى نفسها عاجزة امام هذا الهجوم الحسي فبادلته التقبيل.
همست حين حررها بما يكفى لتلتقط انفاسها "آش؟"
اخفض بصره ليحدق فيها بفراغ صبر و التوتر يشد كل عضلة من عضلات وجهه "لتذهب قواعدك و شروطك إلى الجحيم."
و اضاف بنبرة تصميم "سألعب وفقاً لقواعدى انا ."
بقيت هذه الكلمات تتردد في اذنيها عندما رفعها ببطء ليضعها على جنبها فسألته لاهثة "ما الذى تفعله؟"
"بما انم وضعك لا يسمح لك بأن تهربى فيمكنك ان تصرخى عالياً إذا اردتِ ان ترفضى."
فتحت عينيها البنفسجيتين على اتساعهما و نظرت إلى الاريكة التى احتلها اللية الماضية. هى من دعته إلى السرير في بادئ الامر. هل افترض ان جسمها جزء من العرض؟ ام انه عالق مثلها في التفاعل الذى يجذب احدهما الآخر؟ هذا التفسير الأخير اعجبها اكثر بالطبع.
تذوق آشرون البشرة الناعمة البيضاء عنقها فاسرته رائحتها اللذيذة فشدها إليه و التصقت به.
اشتدت كل عضلة من عضلاتها و هى ترتجف. اجتاحتها رغبة عارمة كسهام حادة فانتفضت و صدر عنها صوت آلم و انزعاج بعد ان حركت كاحلها من غير انتباه.
دعاها آشرون قائلاً "استلقى من حركة. لا حاجة لأن تتحركى."
لم تحلم يوماً بأن قبلة و بضع لمسات حميمية يمكن ان تجعل حرارتها ترتفع إلى حد الغليان و ادركت انها تفهم السبب الأساسى الذى جعله حبيبها الأول. احرقها كلمعة برق و صحّى فيها جوعاً قضى على دفعاتها.
"انت واثق من نفسك فعلاً."
وافقها آشرون الرأى قائلاً "نعم, بين الاغطية."
"قيل لك إنك رائع؟"
اجابها بنبرة باردة لا تخلو من السخرية "مرات عدة. أنا ثرى للغاية. إن قالت إن قالت لىّ احداهن إنى فاشل في السرير..... حتى و ان كان هذا صحيحاً... فلن تستفيد بشئ."
قالت تابى عاجزة "أنا لا اريد مالك, اريد جسدك فقط!"
ساد الصمت للحظات و اغمضت عينيها بشدة مرتعبة. لم اقل هذا, لا يمكن ان اكون قد تلفظت بهذه الكلمات!
قال آشرون بصوت آجش "لا اعتراض لدىّ على هذا الهدف. إنه عملى و صادق....لِمَ لا؟"
لمسها مجدداً و غرق جمودها في بحر من التجاوب المرتجف. همس في اذنها بجوع "بقيت احلم بهذا لأيام."
كررت كلامه كـ الببغاء "ايام؟"
اعترف آشرون فيما اصابعه تشتد على خصرها النحيل "كل ليلة منذ تلك الليلة الأولى, و كلما رأيتك في ثوب السباحة الصغير ذاك."
خرجت من حنجرة تابى صرخة فهمس آشرون بصوت خفيض "هل كل شئ على ما يرام؟"
اعترفت تابى بصوت مرتجف فيما قلبها يقرع كـ الطبول في صدرها و دمها يسرى في عروقها سريعاً و جسدها يرتعش "حسناً, لا اريد منك ان تجيب على هاتفك الآن!"
صر أسنانه بقوة و قال "ما من حواجز! ما من حواجز بيننا!"
لم تستطيع ان تفكر, لم تستطيع ان تتكلم لشدة الاحاسيس التى اثارها فيها.
كانت النشوة لا تزال تترقرق في جسمها عندما لف ذراعيه حولها و ابقاها ملتصقة به.
قال لها بصوت آجش "انتِ مذهلة."
همست "أنت ايضاً!"
و اعلن آشرون بثقة "و سنفعل هذا مراراً و تكراراً. ما من استحمام بالمياه الباردة, ما من سريرين منفصلين, ما من استلقاء باثواب سباحة صغيرة لا يمكن لىّ ان امزقها ."
قالت بنبرة اعتذار "اشعر بنعاس شديد."
فأجاب "نامى..... ستحتاجين إلى طاقتك كلها."
أنت تقرأ
أكثر من حلم أقل من حب روايات عبير للكاتبة لين غراهام
Romanceتابى كلوفر, الفتاة العنيدة و السليطة اللسان مستعدة ان تفعل اى شئ كى تجعل البليونير اليونانى آشرون ديميتراكوس يدعم طلبها لتبنى ابنة قريبه الصغيرة, لكن آخر ما تتوقعه هو عرض الزواج! لم يكن امامها من خيار سوى القبول.... حتى لو لم يتوقف الثرى المتعجرف عن...