لا تستسلم ابداً
بقلم : لوكلـ لا لا شيء سيكونُ مستحيلاً
كان سام هينسن يحتفل بعيد ميلاده التاسع في مُخيم صيفي . نظمَ لهُ المُرشدون والاطفال الآخرين حفلةً مع الكعكِ وهدايا قدارسلها والديهِ .
لم يكُن ولداً ذو شعبيةٍ ولم يملُك العديد من الاصدقاء . في ميلادِه الثامن اتى فقط طفلٌ واحد صغير لحفلتهِ ولم يَسمح اي احد من الآباء لأطفالهم بالذهاب لحفلة سام . لأنهم كانوا خائِفين من أنهُ سيُخيف اولادَهُم .
كان سام مُعاقاً عقلياً . لم يستطِع التكلُم او المَشي مثلَ بقيةِ الاطفال . كان يتجنَبهُ كِلا الاطفال والآباء على حدٍ سواء . لكن حفلة مولدِه التاسِع كانت مُختلفة . في المُخيم رأى ان هُناك اُناسً إهتموا بِه . فتىً واحدً بالتحديد صادَق سام . كان إسمُهُ بوبي . كان بوبي بِعُمر الثانية عشرةَ وكذلِك لم يكُن مُعاقاً ذِهنياً و كان لديهِ اخٌ اصغر . كان سام يُذكِر بوبي بأخيهِ و طوروا علاقتهم على عكسِ الآخرين .
كان بوبي يأتي الى حُجرة سام كُل صباح لمُساعدتِهِ على الإستعداد لتمريناتِهِ اليومية ولتناول الفَطور في الوقت . ىكان يُساعده في الرياضيات . اَحبَ سام البيسبول وإلتزمَ بوبي بتحدي المُحاولة لتعليم سام على ضربِ الكُرة . عملوا لِساعاتٍ وايام ولكنها بدت تقريباً مُستحيلة بأن يضِرب سام الكُرة في اي وقت . حاول المُرشِدون تعليمَ سام ايضاً ولكنَ الامرَ بدا مَيئوساً مِنه .
في ليلةٍ ما اثناء قِراءة الكِتاب المُقدس ، فكرَ بوبي بسام و قال بعض الادعية لهُ . وبعدَ الدُعاء ذهب الى حُجرةِ سام و ايقظهُ " سيمون سام ! إستيقِض ! دعنا نَذهب لضرب الكُرة !"
فتحَ سام عينيهِ . ماذا كان يفعلُ بوبي ، ايقضهُ في مُنتصف الليل ؟ سحبَهُ بوبي خارج السرير " سيستغرِقُ الامرُ لحظةً و سوفَ نعود ".
تسللَ بوبي وسام عن طريق مُستشاريهِم و ذهبوا الى فضاء موقِف السيارات . اخذَ بوبي دور اللاعِب في الضرب والكُرة و ساعدَ سام في دخولِ الموقِف لضرب الكُرة . بينما العُيون ناعِسة حاولَ سام التركيز على لكُرة . تأرجحَ مراتٍ عديدة ولكنهُ لم يستطِع ضربها .
بقيَ بوبي لم يستسلِم . قال لسام " سأرمي مرةً اُخرى واعلمُ بأنكَ ستضرِبُها هذه المرة ".
رمى بوبي الكُرة ولأول مرة على الإطلاق ابحرت الكُرة عن طريق رأسِه ! اخيراً ضربَ سام الكُرة ! بدأوا يقفِزونَ ويهتِفون بِحماس .
جاءَ صوتٌ عن طريقِ موقِف السيارات " ماذا تَفعلون ايُها الاولاد ؟"
كانَ مُرشِدهُم كرِس . اخبروا كرِس بما قد حدثَ وإعتَلت وجههُ إبتسامة . قال انتُما الإثنانِ قد تكونانِ في مُشكلةٍ حقيقية لِتسلُلِكُما من الحُجرة لكني سأترُك هذه الزلة الواحِدة . اعلمُ بأنكُما ساعدتُما بعضَكُما البعض وعمِلتُما بِجِدٍ معاً وانا فخورٌ بِكُما ".
وضعَ كرِس ذِراعهُ حول سام وقال لهُ " علِمتُ بِأنكَ ستضرِبُ الكُرة يوماً ما . الستَ مسروراً بأن بوبي لم يتخلى عَنك !" اومأ سام بِرأسهِ " نعم " وتوجهَ الثلاثُ شباب عائدينَ الى الحُجرة يداً بيد .
غطَ سام بِالنومِ تلك الليلة بإبتسامةِ إنجازٍ على وجهِهِ . تعلمَ بوبي بأن يملِك الإيمان دائِماً حتى في وسطِ الظروفِ المُستحيلة . واصلَ لعِب البيسبول في الكُلية وكان مُرشحاً لِمشاهيرِ قاعةِ المدرسة .
قال سام " في كُل ومرةٍ اذهبُ ارى بوبي يلعب البيسبول . إذا ما ضربَ او إنزعجَ من نفسِهِ ، سأقِف واهتِف ، لا تجرُأ على الإستسلام ".
بعدَ سنواتٍ لاحقاً ، طُلِب من سام ان يرمي الكُرة الإحتفالية على لعبة البيسبول الإحترافية ، وفي النهاية عاد لتعليم البيسبول في المُخيم الصيفي القديم خِلال العابِهم الاولمبية الخاصة .