الفصل 1

18 0 0
                                    


ارتدى مصطفى بذلته العسكرية بفخر ، لطالما كان ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ، سنتين من الجد ، سنتين من التدريبات القاسية ، سنتين من العمل المضني و العيش النكد ، هي معاناة ، لكنها جعلت منه رجلا بحق ، قامة طويلة ، جسد مفتول العضلات ، نظرات حادّة مشتعلة ، أوقدتهما قدّاحة الثأر ، الثأر ممن أسقط الطائرة في تلك الرحلة المشؤومة .

ملأ خزّان مسدسه و ضعه بجانبه الأيمن في المكان المخصص له ، و وضع خنجره مغمودا في الحزام وراء ظهره ، كما لم ينسى قبعته الحمراء التي تدل على أنه فرد من القوات الخاصة أو المغاوير ، سمع جرس الاستدعاء ، فخرج مسرعا فقد تعوّد على ذلك ، السرعة هي القانون رقم واحد في العسكرية .

كانت الساحة كبيرة جدا ، اصطف الجنود أمام سارية العلم كل حسب ربته ، فرقة الضباط ، فرقة ضباط الصف و هكذا ... فيما وقف العميد علي حيدر بجانب سارية العلم ، بشموخ رافعا رأسه إلى الأعلى ، كان طويل القامة ، حاد النظرات ، ممتلئ الجسد ، ومن التجاعيد الظاهرة في وجهه بدا في الخمسين من عمره ، قال بصوت مرتفع تكسوه الهبة و الوقار : استريح . اهتزت الأرضه من تحته كأن زلزالا قد هزها ، فقد فتح جميع الجنود فراغا بين قدميهم في وقت واحد دقيق . ثم قال : استعد . فضم جميع الجنود أقدامهم اليسرى إلى اليمنى ، فاهتزت الأرض مرة أخرى مع صوت ارتطام الأقدام بالأرض كدوي الرعد .

ـ السلام عليكم .

ـ فأجاب الجميع بصوت واحد : وعليكم السلام ورحمة الله تعالى و بركاته .

ـ أيها الجنود ، أيها الشجعان .... لقد أمضيتم سنتين من العمل الجاد و التدريبات القاسية ، ولابد من ظهور ثمار هذه التدريبات ، لكن لا تنسوا أن التهاون أو التوقف عن التدريبات قد يؤدي إلى إرهاقكم مستقبلا ، فالآلة إذا توقفت عن العمل مدة طويلة قد تصدأ ، و تتخرب محركاتها ، لذلك عليكم بمواصلة التدريبات مهما كان الحال ، فالعسكرية قتال نظام و عمل .

ـ أيها الجنود ، قبل سنتين من الآن أثبتت الاستخبرات وجود تنظيم إرهابي يحاول السيطرة على المناطق الحدودية للبلاد مدعيا أنها ملك له ، هذا التنظيم قد قام بالكثير من التفجيرات و آخرتها الطائرة العسكرية قبل سنتين من الآن ، كما يحاول ترهيب الناس في المدن الكبرى ، لكي يثور الشعب على النظام الحاكم في البلاد ، لذلك قرّرت القيادة العامة انشاء فريق خاص من القوات الخاصة ، تتكون من 13 شخص ، 6 منهم في الاحتياط ، هذا الفريق له مهمة واحدة هي تتبع أثر هذا التنظيم و القضاء عليه ، كما نحيطكم علما أن هذا الفريق قد اخترناه حسب ما بذلتموه في العامين السابقين ، و الآن كل من يسمع اسمه يتقدم إلى الامام ، قدام سارية العلم .

ـ الرقيب رياض حسيني ـ حاضر سيدي .

ـ الرقيب عبد القادر كمال . حاضر سيدي .

ـ الرقيب الأول يوسف ربيعي . حاضر سيدي .

ـ الرقيب الأول جمال فرحات . حاضر سيدي .

ـ الملازم حافظ رداوي . حاضر سيدي .

ـ الملازم عبد الكريم فضيل . حاضر سيدي .

ـ وقائدهم : الملازم الأول مصطفى خليلي . حاضر سيدي .

ـ و الآن نمر إلى قائمة الاحتياط لن يكونوا هنا الآن لأنهم تحت تدريب مخصص سيأتون بعد أيام ، وهذه قائمة أسماءهم : ـ العريف محمد سهيلي .

ـ العريف جابر بن عثمان .

ـ الرقيب سالم حلمي .

ـ الرقيب عز الدين عبد الغاني .

ـ الملازم صلاح الدين بوقرة

ـ الملازم أحمد حسام الدين .

اصطف الجنود الذين سمعوا أسماءهم في المقدمة كما أمرهم العميد ، ثم رددوا وراءه العهد و الميثاق العسكري ثم قال : أيها الشجعان ، أنتم من الآن تدعون فريق السيف ، كلكم صغار السن ، يجب أن تحافظوا على حياكم ، ليكن شعاركم في هذه الحياة لأجلك عشت ، عليكم من الآن أن تصبحوا إخوة في الدم ، مصيركم واحد و هدفكم واحد ، لا تتركوا أحدا خلفكم مهما حصل فأنتم عائلة واحدة ، يجب أن تتماسكوا وتتحدوا ... والآن تعانقوا واذهبوا فاستريحوا قليلا إلى إشعار آخر . 

لأجلك عشتWhere stories live. Discover now