ثلاثة أيام ولَم يَسْمَع أحدٌ شيئاً عَنْ هـَاري و بالرَغْمِ مِنْ ذلك لَمْ يُفكِّر أحدٌ بالبَحثِ عنه ،لا عائِلتهُ ولا أصدقائَهُ و لا حتَّى جِيسِيكَا.
كانَ يسْتَلقِي هـَاري على السَّرير بَينَمَا يَشعُرُ بالدُّوار ،البقاءُ دُونَ طعام لمدَّةِ ثلاثةَ أيام صعبٌ للغَاية ،لَمْ يرى هـَاري ألِيـسْ منذُ ذلك اليوم ،كانَ يُفكِّرُ بالهَربْ ولكن لَمْ يَقوَى جسدَهُ على الرَّكضِ مُجدداً ،كانتْ عيناهُ المُتعبة تتجوَّلُ في المكان الشاحِب ،أغمَض عيناه بينما كانَ يأخُذُ نفساً عمِيقاً راجياً أن يَكُونَ مُجرَّدَ كابوس ليفتَحَ عيناهُ مُجدداً و يجدَ نَفْسَهُ مازال مُحاصَراً في نفسِ الغرفة التي بدأ يَسْأمُ التَّأمُّلَ بِهَا.
هـَاري
السَّاعَـــة الواحِدة و النِّصف مَســاءاًصوتُ صرير الأرض الخشبيَّة من الخارج قد إجتَاحَ مَسامِعي ،ارتَفَعَ جَسدِي قلِيلاً لأنظُر إتِّجاه الباب، دخَلَتْ ألِيـسْ إلى الغُرْفة بينما كانتْ تحمِلُ بعضَ الطَّعَام ،استرخيتُ علىَ الوِسادة و أغمضتُ عيني،
مازِلتُ أشعُرُ بالألم في ذِراعِي."لقد قُمتُ بِشِراءِ بعضِ الشَّطائِرْ" لَقَدْ تحدَّثت دُونَ النَّظرِ لِي "يَجِبُ أنْ تَأكُل فأنا لمْ أنتَهِي مِنكَ بعدْ" تمتَمَتْ بينمَا تضَعُ الشَّطِيرة أمامِي "لا أرِيدْ" هَـمَسْتُ دُونَ النَّظَرِ لها ،كانتْ عَينَاي تنظُرُ إتجاهَ السَّقف دُونَ حتَّى أنْ ترمِش و كأنَّني جُثَّةٌ هامِدة ،شعرْتُ بِهَا تَقِفُ و تقتَرِبُ أكْثَرْ لِتنْحَنِي بالقُرْبِ مِنْ وجهِي "أنا أُرِيد" همَستْ في المُقابِلْ و هِيَ مازالتْ تُحدِّقُ في عَينَاي بِـ جُرأة و كأنَّها تتحدَّانِي ،إبتَلعتُ لُعابِي مُحاوِلاً إخفاءَ شعوري بالخَوفْ فَـ أنا أَعْلَمُ أنَّها لَنْ تتردَّد لِـ تَقتلِعَ رأسِي و تُزيِّنَ بِهِ منزِلها الخَشبي ،أخيراً رمشَتْ عَينَاي لتتحرَّكَ و تنظُرُ مُباشرةً في عَيناها الإثنتان ،شعُورٌ بداخِلي يخبِرُنِي أنني إلتَقيتُ بها مِنْ قبل وَلَكِنْ لمْ أستَطِعْ التَّذكُّر ،كانَتْ عيْنَيهَا زرقاء صافية ،يوجَدُ الكثيرُ مِنَ الأسرار بِـداخِلِها ولكِنَّها كانتْ كالبَحرْ لَنْ تستطِعَ أبداً أنْ تعرِفَ مالذي يحدُثُ في أعماقِها .
تحرَّكتُ مُحاوِلاً النُّهوض ليقترِبَ وجهي أكثر مِنْ ملامِحِها الصَّارِمة ،لا أذكُرُ أنني كُنتُ بالقُربِ مِنْ فتاة مِنْ قبل بِهذهِ الطَّريقة دُونَ الإنتِهاء بها تُغمِضُ عينيها لِـ تُقبلُني ،لقد كانتْ تنظُرُ لي دُونَ التَّحدُّث فقط تقذِفُ تِلكَ النَّظرات التي بدأتْ تُرسِلُ القشعريرة إلى جَسدِي ،
أرخَيتُ جسدِي على لوحة السَّرِير ثمَّ سحبتُ طرفَ الشَّطيرة ،زفَرتِ الهَواء لِتعُودَ مُجدَّداً و تجلِسُ على الكُرسِّي و تتناوَلُ شطيرتها ،فتَحتُ الغِلافَ الوَرقِي ،لقد كانتْ شطيرة لحمٍ بَقرِي بالخُضار مع القليل مِنَ الجُبنِ–يوجدُ لحمٌ بِقَرِي في الشَّطيرة أستطيعُ التَّعرُّفَ عَلَيْهِ سريعاً–في الشطيرةِ اللعينة لحمٌ بقري !!
أنت تقرأ
وردة و خنجر | H.S
Fanfictionلا أهتمُّ إلى هذه الحِبال التي تُقيدُني أو لِـ النُّدوب التي تُغطي جسدي أو لِـ تِلْكَ الرصاصة بداخِل ذراعي لا أهتمُّ إلى هذه الجدران التي اسْتَمَعَتْ إلى صرخاتي لم أكترِث إلى تِلْكَ الحروق أسفل مَعِدتي أو لِـ تلكَ الكوابيس التي تُلاحقني عـذابـك ك...