رساله

14 3 3
                                    

اما بعد ياحبيبي .
فهذا العالم بدأ يخنقني وانتِ بعيدة عني، يكاد أن يتناسب الأوكسجين طردياً مع اقترابكِ مني، كذلك السكينة فشعور الخوف المفرط يسري في جسمي ككائن على وشك الهلاك حين ابتعادكِ، فالجنة انتِ حيث ما كنت بقربي، والنار انتِ حيث ما ابتعدتِ .
إن اكون معكِ حيث انا، ذلك الكائن الذي ولد منذ زمن بعيد لا لشيء سوى لكي يلقاكِ، لكي يفني عمره في حبكِ، لكي ليذوب حبا بكِ، لكي ليهيم بعينيكِ، لكي يثمل بصوتكِ، لكي يترنح حين يذكركِ، ان لا يكون العالم بكفة وانتِ بكفة بل لتكونين انتِ في الكفتين، وللعالم اللامبلاة، أن تكوني مستقره ومستودعه، ان تكوني دليله بعد تيهه، وحبل نجاته، أن تكون الضوء والطريق، أن تتجلي بكل الاشياء، فلا يرى سواكِ، أن يحفر رسمكِ بجفن عينيه ليراكِ حين يرمش، أن يضمحل ويتلاشى امامكِ، أن يتبع خطواتكِ الى اين ما سارت، أن يؤمن بكِ فيلحد بالبقية، أن يهرب منك اليك، أن يلتاذ بكِ، أن تكوني قدره المحتم، وجوهر وجوده .

هلوساتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن