XXV

171 18 19
                                    


{ شدة الوضوح أحيانًا نوعٌ من الغموض }
--------------------

ركضت بسرعة لكي تلتقطَ هاتفهَا من يدهِ ، تحدثت بسرعة و كأنهَا تعدو في سباقِ المئةِ متر

-" إيزابيتا عزيزتي ، هل أنتِ بخير ؟ كيفَ حالكِ ؟ هل اقتربَ منكِ أيُ رجل ؟ هم خائنون ، لعينون ، كاذبون ، و حقيرون ... "

توقفتْ بعدَ أن استوعبت أنّها في غرفةٍ بها ثلاثةُ شبانٍ ينظرونَ لها ببرود تامّ . لعنتْ نفسهَا على الموقفِ المحرج التي وضعت نفسهَا به .

إعتاد يوجين و جوفاني على الحماقةِ التي تتفوهُ بهَا دائمًا فخَرَجا من غرفةِ فرانس دُونَ أن ينطقا بحرف .


نظرَ لَهَا فرانس ببرود ثمّ تلحفَ بلحافهِ مدعيّاً النوم ، أكملت حديثهَا مَعَ إيزابيتا و هي تجلسُ على طرفِ سريرهِ .

أخذتا ثثرثران و فرانس كانَ ضالَّ الذهن ، تائه التفكير ، حائرٌ بكلماتِ لوكا . هو على يقين أنّهُ يقصدُ بحديثهِ شقيقتهُ لكن مَّا أثارَ حيرتهُ ، كيفَ عَلَّمَ لوكا بكلِ ذلك !



لقد سَمِعَ أنّ الزعيمَ غريغوري كانَ يستشيرُ لوكا في أبسطِ الأمور لكنَهُ كانَ و كانَ فعلٌ ماضٍ فزعيمُ البحرِ لم يعدْ كَمَا كان ، فالثابتُ الوحيدُ في هَذِهِ الحياة هو التغير .



اختفى صوتهَا فجأةً فالتفت لَهَا و نظر إليها و ظهرهَا مقابلٌ لَهُ . استنكرَ صمتهَا المفاجأ و زادهُ نهوضهَا و خروجهَا من غرفتهِ بسرعة .




مَّا إن وصلتْ إلى غرفتهَا حتى سمعت إيزابيتا نبرةً حازمة لم تحلمٌ في يومٍ مَّا أن تنطلقَ من شفتيّ ليلي

" سلمي الهاتفَ لـ ماريسا "



مَهْمَا كَانَتْ غاضبة لم تلفظ ليلي  اسم ماريسا قط ، كَانَتْ تتكتفي بـ " ماري "

فسارعت إلى تسلمِ هاتفهَا لـ ماري الخائفة فقد قطعتْ صلتهَا بأخيهَا و جميعِ أفرادِ عائلتهِ .



وضعت سماعة الهاتفِ في أُذنِها مترقبةً أمرًا يخففُ توترهَا ، أمرت ليلي بصوتٍ باردٍ و قاتلٍ

" أجيبِ عليهِ ، أريدُ أن أسمعَ ما سيقول "



في خضمِ هذا الجوِ المشبعِ بالخوفِ و التوتر خرجتْ إيزابيتا لكِي تمنحهما بعضًا من الخصوصية و لكنهَا ستقفُ بالقربِ من الباب في حَال سَاءَت الْأُمُور .



ضغطتْ بأصابعهَا المرتعشة على شاشةِ الهَاتف فصدحَ صوتهُ العالي بسببِ مكبرِ الصوت

" ماريسا ، عَلَيْكِ الحضورُ إلى منزلِ العائلة "



أرادتْ الصراخَ و الرفضَ و قبل أن تتفوهَ بشيء سمعت ما جمدهَا من فمًّ ليلي

" إذهبي "

  وجه البوكر || Poker face  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن