بإقتراب ذلك الرجل الذي لم اعلم من يكون و من اين اتى تراجعت خطوة متوجسة الى الوراء و قلت بعد ان اندفع الادرينالين في جسدي و شعرت انني اتلعثم " توقف مكانك ... اياك و الاقتراب فأنا امتلك الحزام الاسود في الجودو و سأحولك فى لحظات الى قطع صغيرةبحيث سيستغرق جمعك أياماً طويلة !"
أملت ان يصدقني و يشعر بالخوف و يغادر مهما كانت نواياه، لكنه لم يتزحزح من مكانه
لذا اغمضت عينيّ استجمع شجاعتي-للانقضاض على ذلك المنحرف سمعت عندها ضحكته.. لقد كانت مألوفة لي و قبل ان أدرك تكلم " انا لا اصدق هذه انتِ حقاً ! و منذ متى تعلمتِ الجودو؟! " كان يتكلم بسخرية بل بتهكم.لقد كان بيتر هو ذلك الرجل المخيف !.. لم يكن هنالك اضاءة كافية لارى ملامح وجهه و اتعرف عليه.
فى لحظات قصيرة تحول خوفي الكبيرالى سعادة اكبر . و رأيت باقترابه اكثر عينيه يتلألأن عينا بيتر اللتين افتقدتهما .
شعرت بقلبي ينبض بسرعة و قلت متوترة" ارى أنك اصبحت بخير.لقد كتبت اليك... لقد مضى وقت طويل ثم التقينا بهذه الطريقة !!-"
قاطعني صوت بيتر بصوت جاف بارد " كفى ! لماذا تفعلين هذا بي؟ هل تعتقدين بأن حياتي مدينة ملاهي تدخلينها متى اردتى و تعبثين؟!"
استغربت كثيراً لما قاله ثم شعرت بالغضب لذلك تكلمت باستياء انا الاخرى " و من قال اني هنا لاتدخل في حياتك؟ انت تبالغ حقاً! اعني كل مافعلته هو الوقوف هنا و التأمل . ماذا عنك لماذا عدت ؟"ارتبك بيتر للحظة ثم قال بلا مبالاة " جيد اذن! اياك ان تدعينى ارى وجهكِ مرة ثانية!"
جرحني حديثه لي بتلك الطريقة ،لكني لم ادع ذلك يظهر فقلت بينما لا زلت اعاند " انت أيضاً لا اريد رؤيتك مرة ثانية!"
انطلق بيتر للداخل و غادر ، لم اعلم لماذا كان لقاءنا عاصفاً و لماذا اصبح بيتر يكرهني.. جلست ارضاً و بكيت بحرقة و قلبى يعتصر ألماً .كان تبريري الوحيد هو انه على الارجح كرهني لاني تأخرت جدا عليه. جعلني لقاءه اشعر باليأس في ان نعود يوما كما كنا و غزى الحزن قلبي كتسونامي هائج.
لم اعلم لكم من الوقت بقيت هناك لكنى فى النهاية استجمعت نفسي و نزلت من ذلك المبنى المشؤوم متوجهة نحو احد الفنادق حيث بقيت افكر طوال الليل دون توقف.
ثم مع طلوع الفجر كنت قد تفهمت لماذا قام بيتر بذلك التصرف فبعد غياب دام شهوراً لابد وانه اعتقد انى تخليت عنه. كنت اشعر بالألم لكن بيتر كان و لاشك فى ذلك قد عانى أكثر منى .
قلت لنفسى ِ في الاخير انه محق و انى لا استحقه، و يكفيني انه تخلى عن قتل نفسه و اصبح يقود حياة جديدة و ان كنت لست جزءاً منها.
بعدها نمت لساعات طويلة ، كما لو كنت جسدا بلا حياة .
و مع استيقاظي قررت الرحيل من ساينتوود ما ان تنتهي مراسم زواج بيتر ،و ابارك له زواجه.****
في اليوم التالي بقيت امشي في الشوارع حتى وجدت نفسي امام البناية التي يسكن فيها بيتر ، ياللعجب !
لذلك و فى المقاعد المقابلة للبناية بقيت هناك حتى الغروب ثُم غادرت. لا اعلم لمٓ فعلت ذلك ، لكن مكوثي هناك جعلني احس انني في حال افضل.
أنت تقرأ
مــن انـت ؟ ( مكتملة )
Science Fictionتنطلق شابة في رحلة البحث عن من احبت .شخص لم تعرف عنه الكثير لكنها رغم ذلك لم تستطع ان تعيش بدونه ، في كل المدن وبلا كلل الى ان يستوقفها رجل غامض انتحاري ! عندها تتعقد خطتها البسيطة ، وتتوالى الاحداث.