-كان أمرا صعبا علي في البداية كنت في العاشرة من عمري ، و لكنني تعودت بعد مرور خمسة عشر يوما منذ انتقلنا إلى هذا البيت الجديد ، في الحقيقة كان جميلا و هادئا لدرجة أنني أحببت النوم كثيرا و في أي وقت . لا سيما و أنها العطلة الصيفية
.
.
.
و لكن بعدة مدة بدأت تراودني كوابيس كثيرة ، فمثلا كنت أرى نفسي واقفة فوق بركة كبيرة مليئة بدماء و أطياف مرعبة تنظر لي بشكل غريب و هي تردد : " لقد قتلوه ، قتلوه "
كنت استيقظ خائفة ليلا أذهب مسرعة للحمام لغسل وجهي الذي غرق في العرق ، و لا أعلم ما يحصل لي فقط تلك الكلمات تجول ذهني لقد قتلوه ، لم أجد لها تفسيرا حقا .
.
.
.
في أحد الايام ليلا عندما كان الكل نائما بطبيعة الحال ، نهضت من السرير و قد احتل الجوع بطني و قليل من العطش ، توجهت إلى المطبخ و أشعلت ذلك الضوء الخافت الذي يبعث بالهدوء و الدفع، فتحت الثلاجة أبحث عن شيء يؤكل ، لم أجد سوى شطيرة جبنة و كوب من عصير التفاح , جلست في الارض فأنا من عادتي الجلوس هكذا بدلا من الجلوس على الطاولة ، و شرحت في الأكل بشكل مضحك و كأنني عاما لم أرى طعاما و بعض لحظات أحسست بشيء تحت الطاولة أمامي ! رفعت بصري ببطئ و قلبي يخفت و يكاد يسقط من مكانه ، كان كيانا جالسا يضم رجليه إليه و يلعب بيديه بثوثر ، لم أصرخ و لم أهرب بل حبس صوتي داخل فمي و خرجت عينايا من الدهشة ، و بتلعت ريقي بصوت يسمع .
.
.
.
تقدم إلي لكي أراه بوضوح ، كان طفلا يبدو في الخامسة من عمره شعره فحمي و عيناه ذات اللون العسلي و أنف صغير اسفله فم بنفسجي قاتم ، كان ذا بشرة بيضاء جدا أشبه بمصاصين الدماء اللذين نروهم في تلك الافلام ، يملأ وجهه خدوش كثيرة مبعثرة تبدو حديثة ، كان يرتدي بيجاما زرقاء فاتحة مخططة باللون الاسود . كان يبتسم لي و هو يخرج لسانه . لم أشعر بنفسي إلا و أنا ابتسم له أيضا و ألوح بيدي اليمنى له .
.
.
.
تقدمت بدوري له و قلت بخفوت :" من أنت ؟ " ، رد و قد تغيرت ملامح وجهه لتصبح كئيبة : " قتلوني يا صديقتي "
°★°★°★°★°انتهى !