الفصل الثاني قطرات أنثوية حنين أحمد (ياسمين)

7K 203 3
                                    

الفصل الثاني

"ألم تذهبي لكلّيتكِ كما أخبرتكِ

يا فتاة؟ لا أعلم مِمّن ورثتِ هذا الرأس

اليابس؟!"

قال والد مريم بحنق من ابنته التي لم

تذهب لكليتها بسبب تعبه ليلة أمس ولم

تستمع له ألّا تقلق كعادتها فهو

على ما يرام.

"ربما ورثته من والدي الحبيب الذي يخفي

عنّي مرضه حتى أتركه لجارتنا الحسناء

تعتني به في غيابي"

قالت مريم بمرح وهي تغمزه وتشير للطابق

الذي يعلو طابقهما والذي تعيش فيه

جارتهما وتهتم بهما وخاصة والدها ويبدو

أنها معجبة به..

لوى شفتيه قائلا بمرح:"وبما أنكِ تعلمين,

لماذا لم تذهبي وتتركِ الجيران لبعضهما,

يا لكِ من فتاة حقودة تمنعين عنّي الخير"

قهقهت مريم بقوة على مشاكسة والدها

المرحة والذي تعلم جيدا أنه مازال يهيم

بوالدتها رحمها الله عشقا حتى هذه

اللحظة وينتظر اللحظة التي سيجمعه الله

معها بعد عمر طويل كما ردّد دائما..

"ربما حتى لا أترك للجارة أملا صغيرا أن لها

وجود بحياتك وأنا أعلم أنه لن يحدث

فأوفّر عليها الوجع الذي ستعانيه لو ظنّت

أنك ستهتم بها يوما.. لم أعرفكَ قاسيا

يا أبي"

قالت مريم بثقة وتبعت جملتها الأخيرة

بغمزة مرحة فابتسم والدها بتعب ظهر

عليه مؤخرا وهو ما يؤلم قلبها عليه

ويخيفها, فليس لها من بعد الله سواه ولا

تعلم ماذا ستفعل بحياتها لو حدث له شيئا!

"حسنا هل أنهيتِ الغداء أم أذهب لأتناوله

عند الجارة"

سألها والدها عندما رأى شرودها بملامحه

فابتلعت غصتها وهي ترسم ابتسامة واهية

قائلة:"أنهيت الغداء ولا تحلم بطعام الجارة

لأني رفضته وعادت من حيث أتت وهي تصب

عليّ لعناتها بكل تأكيد"

نوفيلا قطرات أنثوية بقلمي حنين أحمد (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن