10 2 13
                                    

خلطت كارليندا قهوتها وهي تستمع لأماندين، تتحدث بحماسه كالعادة عن حبيبها جيسون، دوماً و لن تتوقف ابداً، اماءت إليها وابتسمت لكن شرد تفكيرها عن صديقتها، في واجب المقال لمادة الهندسة المعمارية و ولادة فن العمارة...تنظر للفراغ...ولم تلحظ ان اماندين توقفت عن الحديث.

انتبهت اماندين  لكارليندا واساءت فهمها لأمر اخر ، شعرت بالسوء تجاهها اذ ان هذا الموضوع يلاحقها منذ صغرها..

"كارليندا..لا بأس بالقلق جميعنا مثلك هذا طبيعي تماماً"

عادت كارليندا لرشدها فوراً، لكنها تظاهرت بعدم الفهم.
"ماذا تقصدين ؟"

"انتِ تعلمين جيداً ما اقصد.." تنهدت اماندين.

نعم، عن ظهر قلب، فمثلما تمتلك شعرها الٱشقر وبشرتها الحنطية، هذا الأمر لن يفارقها ابداً...المؤقت....الجميع يملك هذا المؤقت..شي لا يتجزء من حياة المرء في المجتمع فمنذ الولادة يوضع للطفل...حتى مماته، يحسب المتبقي من حياة الشخص..الجميع يمتلك حياة طويلة يستطيع عيشها بلحظاتها....لكن هي...الكل يعاملها كالميتة مسبقاً....لأن حياتها قصيرة....عندما ينظر احد لمعصمها وينصدم "ثلاثة وعشرون سنة؟!" ويرمقها بنظرات الشفقة تلك...كم تكره هذا...هي تقبلت الأمر...تقبلته جيداً...بعد كل تلك الليالي من البكاء...لكن مهما اقنعت نفسها...لازالت تشعر بالحزن....لأنه قدرها...والمضحك انه سينتهي في عيد ميلادها..لكن لم تخبر احداً ، لأنها ليست بحاجة للشفقة اكثر من ذلك.

نظرت اماندين للجالسه امامها، هي تعلم كم انها تكره هذا الموضوع وتقوم بتغييره دائماً..
"كارليندا.."

"ارجوك انتِ تعلمين ان الأمر لا يؤثر بي" نطقت كارليندا بتذمر.

"لكن يجب ان تهتمي ولو قليلاً؟ انه بعد ثمانية أشهر" ذكرت ٱماندين بحزن.

"انتِ تبدين وكأنك ترغبين مني ان استعد لوفاتي!" قالت كارليندا بأنزعاج

"لا يا عزيزتي ولكن حسناً ان رغبتِ بقول شئ تذكري انني دائماً معك" وضعت اماندين يدها على يد كارليندا بخفة.

ابتسمت كارليندا، ونظرت للساعة، الساعة التاسعة والعشرون، الوقت متأخر يجب عليها ان تعود، اخذت حقيبتها والمعطف واعادت المقعد لموضعه، بعد ان تأكدت من انها لم تفقد شيئاً وكل غرض من أغراضها موجود، القت اكياس الطعام وودعت اماندين.

خرجت كارليندا بعد ان قامت بلف الوشاح على رقبتها، هدية من والدها، فالجو بارد بمنتصف اكتوبر، الرياح تعم والاوراق تطير وتتساقط بهدوء مع سير الهواء، والعصافير تغرد، وترى في الأرجاء احباء يمسكون بأيدي بعضهم ويبتسمون، والنافورة تتصبب بأريحيه وصوت تدفق الماء يريح الأعصاب لكنها دارت لتذهب بالإتجاه الأخر..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 01, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

『Destiny Timer』حيث تعيش القصص. اكتشف الآن