١

80.5K 909 21
                                    


.. بحبه ... ولكن

ريناد.. فتاه في العشرون من عمرها .. طالبه في عامها الجامعي الثالث .. جميله تشبه نجمات هوليود في أربعينيات القرن الماضي .. تمتلك شعرا طويلا يجتاز خصرها .. له لون البندق المحلى بالعسل .. عيناها الخضراوان بلون اخضرار الحقول في الربيع  و رثتهما عن أمها اللبنانية
لها ضحكه جذابة ... ضحكتها تأخد العقل مثلما كانت والدتها تقول لها على الدوام .. الابنة الوحيدة لأبويها .. ورغم غناء والدها الفاحش و كونها الابنة الوحيدة وريثة الملايين ؛ إلا أنها كانت جادة و تتمتع بأخلاق عاليه .. و مستوى تعليمي رفيع
ماتت والدتها منذ عامان بسبب السرطان و لا تزال عيونها الحزينه تحمل حزنا على فراق والدتها رغم روحها المرحة التي تمتعت بها طوال عمرها ..ريناد فتاه يشهد الجميع بجمالها خلقا و خلقا .. تتصف بالمرح و الرومانسية الشديدة .

و فى الجامعة .....
'' رينوو ازيك يا قمر وحشانى مووت ''
قبلت سلمى صديقتها ريناد و قبلتها .. فسلمى و ريناد أصدقاء منذ الطفولة .. بل يكادا أن تكون كلا منهما الصديقة الوحيدة للأخرى .
سلمى ابنة جراح كبير .. و تشبه ريناد كثيرا في الطباع فكلتاهما تمتلك جمال الخلق و الخلقة و تشتركان في صفه التواضع و المرح و الطيبة الشديدة .
قبلت ريناد صديقتها و هتفت : ازيك انتى يا لوما يا قمر .. انتى كمان وحشانى قااااد الفيل .
ضحكت سلمى : قااد الفيل ؟! .. الله يكرمك .. انتى بتتريقى على علشان زايده حبتين .. طيب أحقد عليكى و أقول إيه بس .. ما انتى ما شاء الله عليكى بتاكلى زيي بالظبط و مبتزيديش .. أنا مبحسدش .. أنا بقر بس .
ضحكت ريناد : ابدآ والله .. انتى ظلمانى كده دايما ..
و قرصت خدود سلمى في مرح .. وقالت : دا انتى لوما حبيبتى اللى
مبحبش غيرها .
ضحكت سلمى : ماشى ماشى
.. انتى علطول كده بتثبتينى
..بس اعمل إيه .. صاحبتي الوحيدة
.. مضطرة ما ازعلش منك
.. لسه هدور على صاحبه جديدة .. أمري لله بقى .
ضربتها ريناد  على ذراعها : اه يا رخمه ..مصاحبانى بس عشان
معندكيش أصحاب غيري تصدقي انى خلاص هغير رأيى ..
ولا هحبك ولا هصاحبك بعد النهارده .. يلا امشى من قدامى
بدل ما اعملها معاكى .
سلمى : انا بهزر يا رينو .. بس انتى بتكدبى عليا .
. هو أنا بس اللي بتحبينى .. امال طارق يبقى إيه .. فازه مثلا .. ده بيموت
فيكى يا بنتي .
تنهدت ريناد فى عمق : والله ما أنا عارفه يا سلمى ..بعزه آه مقدرش أنكر
إنما بحبه .. مش عارفه .
سلمى : يعنى إيه مش عارفه ..
الواد هيموت عليكى يا بنتي
انتى ما بتشوفيش بيبقى هياكلك بعنيه ازاى ..
ولا لما حد من الشباب بيقرب منك .
. ده انا خايفه ليرتكب فى حد فيهم جنايه
بسببك .
ضحكت ريناد : مش شايفه انك أفورتى الموضوع شويه
.. مش للدرجادى يعنى .
سلمى : لا يا حبيبتى دا للدرجادى واكتر من الدرجادى كمان .. ربنا يوعدنى بواحد يحبني زى ما بيحبك طارق كده .. دا أنا تبقى أمي داعيالى يا بنتي و الله .
حثتها ريناد على السير و هي تقول  : طيب يا اختى .. يالا قدامى على المحاضرة .. دى محاضره دكتور مروان وأنا مبحبش افوتها .
سرحت سلمى و قالت و هي تتنهد : دكتووور .. مروان .
نظرت لها ريناد فى دهشه من طريقتها الحالمه فى لفظ اسم الدكتور مروان و حركت يدها فى سخريه أمام عيني سلمى الشاردة
و هتفت ريناد : الله .. الله .. ادينى كده واحده تانيه من دكتور مروان دى
.. انتى سهمتى كده ليه يا سلمى .. لأ .. لأ .. ما احبش ابقى زى الأطرش ف الزفه .. ايه حكايتك يا بت انتى .. انتى طبيتى ولا ايه .
ارتبكت سلمى و قالت : طبيت ايه يا بنتي .. يالا .. يالا قدامى .. اهو انتى اللى هتأخرينا اهوه .. قال طبيت قال .
نظرت لها ريناد فى مرح و هتفت : بصى .. هعديها .. مؤقتا بس علشان المحاضرة .. بس لينا كلام تانى مع بعض .. هااا .
في المحاضرة كان هناك اثنان شاردان و يخفق قلباهما بفعل الحب .
سلمى التى تحمر و جنتاها خجلا و تخفض عينيها في حياء كلما التقت عينا الدكتور مروان بها بالصدفة ..
و طارق الذي لم يخفض عينيه عن ريناد طوال المحاضرة .. رنا كانت تعلم أن طارق يحبها .. بل و يحبها جدا .. بل إنها كانت تحاول الهروب منه حتى لا يعلنها أمامها صراحة .. انه يلمح و يلمح و ريناد تتجنب أن يعلنها بصراحة ... لا لشيء إلا لأنها لا تدرى ما ستفعله معه .. رغم أن طارق شاب ممتاز.. طويل القامة .. رياضي البنية .. يمتلك بشره فاتحه اللون و عينان عسليتان جذابتان .. وسيم بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. و جدي ووقور و شديد التهذيب .. من أسره غنية .. والده لواء في الشرطة و والدته إحدى نساء المجتمع المخملي .. و مع كل تلك الصفات الأكثر من رائعة غارق في حبها حتى أذنيه .
و رغم كل تلك الصفات التي تجعله حبيب مثالي لكل الفتيات إلا أنها لا تشعر تجاهه بأي شيء .. و كثيرا ما تنهر نفسها لكونها حمقاء فأي فتاه في مكانها كانت لتكون أسعد الفتيات بحب شاب كطارق لها .. لكنها و لسبب مجهول لا تفعل .. حاولت إقناع نفسها به .. إلا أن طبيعتها الرومانسية الحالمة تأبى الاقتناع .. طبيعتها تلك تقنعها بأنها ستجد فارس أحلامها .. ذلك الرجل الذي بإمكانه أن يطيح بها عن قدميها و يسلبها لبها .. ذلك الرجل الذي تشعر بوجوده من تسارع نبضها و دقات قلب ينبئها باقترابه .. ذلك الرجل الذي تكون الحياة معه قصه حب من أولئك الذين تدمن قراءتهم .
" خايف مره أحب و عارف ليه أنا قلبي خايف
شفت الحب بيبكي ملو عيون و شفايف
بس لو ألاقى اللي أحبه .. اللي قلبي يروح لقلبه
اللي ترتاح روحي جمبه يومها عمري ما أبقي خايف "
أغلقت الام بى ثرى و لازال صوت عبد الحليم حافظ يدغدغ أحاسيسها
تنهدت و عيناها تطالعان سقف حجرتها ..
و هتفت لنفسها :  أنا عارفه إن طارق شخصيه روعه .. بس قلبي لسه مدقش ..
أغمضت عيناها و استسلمت لنوم تحلم فيه بفارس لا تدري إن كانت ستجده أم لا .. فارس يخطف قلبها ...

نهاية الفصل الأول

خطف قلبى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن