1|INTRO

85 7 21
                                    

يُخبئ لنا المستقبل عما بداخله مِن أشياء تجعل أبد الدهر مثل النار مُنتظرة عنمن يشعلها بأعماقه الفاسدة .. صراخات تنبع من القاع أو ضحكات تنبع من السماء الجميلة ، الأطفال يطوفون مثل طوف الروح التائهة تبحث عن سماء الدُني الجميلة لكنها لا تجد إلا سماء الظلماتِ ..

يتشبث أكثر بدميته المحشوة و هو ينظر لفراغ الغابات أسفل نظارته السوداء وسط الصباح الباكر مُتسبب همسات ساخرة به غافلين عن ما تخلفه من جروح دامية ، خاطره الصغير تاركه يرقد في سماء الدُني الغريبة بلا هدف وهو راقدٍ أسفل القاع المُبهم يري ما تخلفه وراء نظارته السوداء .. هي أرواح فاسدة!

أصوات ضحكات الأطفال تتعالي مع تعالي الرياح القوية تصفعه مثل صفع الزمن له ، يسمع صوت أحتكاك قدمين بأوراق الأشجار المتساقطة تاركة موطنها لتصل لحافة الأرض وحدها! .. هل سيجد مَن يسقط معه؟

" لمِا ترتدي نظارة سوداء في الصباح الباكر هكذا يا أيها الصبي؟ "
صوت أجش أرتجفت جفونه له جاعل حدقتيه تتسع تنظر له بنظراتٍ مُبهمة مثل روحه.

أخفض مقلتيه نحو صدر الرجل مُتلهف لرؤية قدره مثل رؤية كف الدهر المألم ليتلقي ظلامٍ لكن هُناك المُبتغي! .. النور نحو قلبه المُنهك جاعلة من شفتيه تُخلف إبتسامة واسعة يرفع نظره أسفل غرته البُنية.

" أنتَ لستُ سعيد ، لمِا الظلام مُنتشر بك؟ لكنِ أري النور بك .. هل انت شخص صالح ولو قليلاً؟ أيها الأب..؟ "
نبرة لطيفة تعالت بأذني الرجل الطويل ذات ملابس سوداء وهو يري حدقتي الفتي تتسع مثل أتساع إبتسامته النقية .. هل يوماً ما ستتسخ هذه الإبتسامة بالبشر..؟

تجمدت أعماق الرجل لمِا سمعه من الصبي و إبتسامة تشكلت أعلي ثغرة لأعتقاد الفتي أنه قس لملابسه السوداء .. لم يكن غافلاً عن الهمسات حوله .. لم يكن غافلاً عما قاله الصبي له جاعلاً جسده يرتجف مُنتظرُ رحيق الجناتِ خلف القضبان.. هلا سيطلقُ نوره يوماً ما .. بالفتي؟

" ما رأيك بمصاحبتي لذلك النور إذن؟ أيها اللطيف "

********

أنوار مُعلقة وسط مكانٍ مُبهم .. مُشتبهاً بالقاع المُظلم يحوط أصحابه بقضبانه العسيرة تنتظر عنمن يطلق سراحه المستحيل .. لأن ما ينظرون له هي حقيقتهم المعلقة أمامهم .. أرواحهم!

صوت خطوات صدر وسط الهدوء رغم ما يُحيطه مِن بُكاءٍ و صراخات تُطالب بالعفو مُتألمين بحقيقة نفسهم يرونها تقع مِن سماء الدُني لقاع الجحيم .. لا يجدون النور بل يجدون الظلام الدامي وسط دائرة الجحيم وسط خط الزمن صاحباً إياك لمراده.

" الأقدار لا تتساوي وليسَ هُناكَ مَن يُقدر نفسك الحقيقية إلا الخالق .. أسرار النفس تُخفي مع تبر والتراب .. أنفاسكم الفاسدة المُسببة بموت الكثير تنعم الآن بالجناتِ وانتم الآن تصارعون نفسكم الذميمة غافلين عما بداخلكم من ظلامٍ "
أصواته تعالت مع خطواته البطيئة كأنها قاصدة أبواب الجحيم .. وهي أبواب مواجهة النفس! بصوته العميق وحدقتيه تُمسح الأرض بها.

تعالت أصوات البكاء والنحيب ناحيته جاعلة إبتسامة هادئة تَكمن مرادها ترتسم عليه بينما يرفع مقلتيه عن الأرض وهو يعلم عما سيلقاه من منظر أحدهم يصارع نفسه مُتألم لرؤية لوحته .. لوحة الحقيقة .. لوحة النفس!

تصادمت عينيه الزرقاء بالأنوار تسمح لها باللمعان وسط ظلام الأرجاء لعلها تضيئ روحه .. لعلها تضيئ ما خلف النفوس ..

" ستجدُ الرحمة إذا وجدتُ بصيص نور بك حتي لو خافت  .. لكن لا أتلقي غير ظلام فاسد مُلطخ بدماء نفوس بريئة ومنهم التي لم يرون بصيص الحياة بعد! .. فلتطلب المغفرة! لكن .. بالجحيم! "
أنزل رأسه خاتماً حديثة بإبتسامة تتسع ببطئ مع لمعان عينيه .. لمعة راغبة بأبد الدهر الطويل ، يري دموع تتسابق معاً بالنفس أمامه .. شعره الأشقر تُنيرة الأنوار مع عيونه اللامعة و قطب حاجبيه ، القضبان العسيرة لا تُترك إلا عِندَ دفع الثمن .. والثمن هو النفس .. أي النهاية.

" لكن تذكر! ما تراه هو كذب! لا يُمكنك معرفة النفس أبداً وإن علمتَ ستتلقي ثمن المعرفة مثلما الآن تُخمن بما ستُرسلك سماء الدُني وانت تعلم أين! ،مثل عرفتك بنفسِ! تعلم .. أنا لستُ ڨي .. أنا كيم تايهيونغ "

********

معكم يونيكورنوا🐧🌸
اوووه ما هذا!! رواية جديدةة!!^^
بعد غياب طويل اخيرا رجعت❤ انا اسفة لكل المدة دي بس بسبب ظروف بالكاد خرجت منها و لحقت اتنفس❤❤ اتمني تدعموا الفانفيك وتحبوها و اسفة لو تأخرت في التحديث اعرفوا ان دة عمروا ما كان قصدي❤❤ والتحديث هيكون مرة بالأسبوع أو مرتين إن شاء الله🌸
اتمني ان تعجبكم و رمضان كريم عليكم وعلي عائلتكم❤

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 24, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

SOSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن