هل تعرف ذلك الاحساس ؟ احساس الاختناق بالداخل ، الاحساس المؤلم الذي يعتصرك بقوه دون القدره على ابعاده ، ذلك الاحساس المرير الذي تستطعم مرورته لشدتها ، اذاً هل تعرف ماهية الدواء الذي يذهب هاته المروره ؟ لانني لم اجده يوماً .هو يبدأ ببطأ في نقطة صغيره بالداخل ، لينتشر بعدها كالسم داخل جسدك ، ينزل الى الاسفل ليفسد عمل اعضائك الداخليه ، يرتفع الى الاعلى ليملأ عيناك المسكينة بالدموع ، الى ان تفقد اجفانك السيطره على تلك الدموع ، لينتهي بك الامر مغلقاً اياها سامحاً لها بالهطول كقطرات المطر على وجنتيك ، تصاب وجنتيك بالحرقة من تلك الدموع لتتلون بالاحمر القاتم كردة فعل ضعيفة لن تغير شيئاً مما في داخلك ، لكن لربما تلك المياه الحارقة تقلل من ضيقك الداخلي .
يبدأ ذلك الاحساس بالتحول الى صوت نحيب ، نحيب يخبرك بعدة اشياء ، هو يناجيك ذلك الصوت يناجيك لتمحي كل ذلك الضيق ، لتحاول انت كتم ذلك الصوت ، لكن بدل من ذلك هو سيستمر بالاعتلاء ، هو سيعتلي الى ان تكون غير قادراً على التحكم بك .
بالنهاية ستنهار قواك لتغط في ذلك النوم العميق و الذي لطالما تمنيتاه موتك ، كيلا تبصر عيناك ذلك الضوء الكريه مرةً اخرى ، لكن و ككل مرة عيناك سترى الضوء و انت ستستيقظ لتحارب ذلك الاحساس مرةً اخرى ، ذلك الاحساس الذي بالفعل هو حصل على افضل ما بك ، او ربما هو بالفعل حصل على كل مابك .
داخل ذلك الضوء لا شخص سيفهمك و لا شخص سيحاول التخفيف عنك او حتى محاولة فهمك ، انت ستكون الملام دائماً حتى لو لم تخطأ ، لان وجودك بأكمله هو اكبر خطأ هم قاموا بإقترافه .
ذلك الخطأ الذي فقط انت من تنال عقابه .
و عقابك الوحيد ، هو ان تغرق بذلك الاحساس ، الا و هو الحزن .