فَتاةُ الرَبيعِ

رِسالةٌ إلى فَتاةُ الرَبيعِ.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد،
إلى، شخصي المفضل، فتاة الربيع، سوسن.

أتمنى لك أجمل الأيام والسنوات يا أعز الناس علي، شكرا لتواجدك في حياتي، هل تعلمين أنني كتبت أغلبية هذه الرسالة قبل عام؟ ولم تتغير مشاعري لك بل كلما تصبح أقوى، أحبك يا شخصي المفضل، يا فتاة الربيع.
ولا تخافين وأخيرا سأذكرُ لكِ لمَ لقبتكِ باسم كعكتي المفضلة.

هل تذكرين أين جمعنا القدر معا؟ في مسرح صغير عُقِدَ لأجل مسابقة كان الكل يتنهدون منها، أشطبِ على كلمة القدر وضعِ كلمة الإهتمامات، فتذكرت ان القدر كان يمازحنا كثيرا حتى تقابلنا.

كرة السلة هي كانت سبب تحدثكِ لي أو ربما صراخي، فكانت الإمراة تسأل كل فصلٍ سؤال ولا يسمح للفصل الاخر بالجواب، وعندما رن جرس ذاكرتي كان  السؤال ليس لي.
لكنني لم أتوقف هنا فلن أدع فرصتي تذهب، فصرخت الإجابة لكنها لم تبدي لي أي اهتمام، لكنكِ فعلتِ، وهكذا تقابلنا وأصبحنا أصدقاء يلصق الصمغ أيدينا معا

أنتِ شخص خجول، فعندما تذكرت أنكِ من تحدث معي أولا تفاجئت، كنا الصاحب المثالي لكل واحد منا، ووجدت أنكِ ربما كنتِ توأمي الضائع من محادثاتي معك، وربما أختي التي لم أحظى على وقت لمقابلتها

دائما ما تتحدثين عن كونك شخص لا يستطيع التعبير عن مشاعره، وتضعين الجروح على قلبي بكل سهولة، لا أريد شيء آخر منك غير أن تبيقين معي، في هذا الوقت الذي لم أعد أعلم فيه إذا كان قلبي يدق أم لا، فأنا لا زلت أفضل بقائي معك في صمت غريب عوضا عن بقائي مع الاخرين.

أنتِ سبب سعادتي في إكتئابي، إحدى سبب إستيقاظي من النوم بعد يوم حزين، سبب لأن أضحك حتى عندما لا أمتلك غير الأفكار السلبية في عقلي، القهوة تلك التي تشعرني بالقشعريرة وتدخلني لعالم الراحة، تذكرينني أن لا زال هناك مشاعرعديدة لن أشعر بها إلا بوجودك معي، تشعرينني أن قوس القزح سيأتي حتما لبيتي بعد مطر كثيف.

لكنكِ إحد أسباب حزني المؤقت أيضا، نحن نتعارك كثيرا ونبقى متباعدات عن بعضنا البعض حتى يكرهنا الوقت، هل لا زالت تحبيني لأنني لا زالت أحبك، رسائلك دائما تحتوي على سمفونية حزينة أسمعها في كل واحدة أهديتيها لي، لذلك لقد أتعبتك من تذكيري بأنك تحبيني، لأنني اراك كشخص مختلف، شخص أريد التشبث به، لماذا الأمر يزداد صعوبة؟

كانت الفتاة صاحبة الرداء الوردي المائل للون الفراولة بالحليب، إبتسامة أشع من الشمس وأشعتها وخيوطها، هل إقتبستي كل ملامح القمر التي تدع الكل يمدحونه، لذلك أنا أفعل بك هذا؟ ماذا كان بها حقا، كيف لها أن تتركني ألاحقها كما لو كانت تلك القطعة التي تزين السماء كل يوم بعد وداع تلك الكرة الحارقة؟ أو هي من كانت تلاحقني وأنا أدور حول طيف خيالها فقط.

إن أردتني أن أحدثك عن ما تتميز بها، كانت لديها شخصية كالغيوم، ناعمة تبدو رقيقة مصنوعة من القطن، أتسائل أحيانا إن كانت عيناها التي تبتسم كلما ذكر أحد من حولنا نكتة لم تبدو مضحكة حتى، مليئة بالعديد من النجوم الساطعة، تلمع حقا يا لها من فتاة، ولكنها فتاة ربيعي، فتاة الورود والنسمات الباردة، فتاة الخبز الطازج البني المقرمش والشاي الحار الأسود بالخوخ.

تعلمت منك المحبة، ما هو هذا الشعور الذي لم أتمكن من فهمه مهما مر الوقت، عن طريق لطافة حديثك، انتقاء أبهى الكلمات الخارجة من صميم قلبك كلما تمنيت تهويدة لقلبي المجروح، ابسط الأفعال من العناق الدافئ الذي كان يكفي عن سطور من الكلام، وإن كنت فتاة ربيع لا تحب العناق المستمر، لكن أثرك سيبقى كما لو صنعت تمثال في قلبي يحكيني عن كل ذكرى، قصة، سيناريو كان معك.

كل رسالة منك كتبت كما لو سمعتي كل ما أتألم منه لتبحثي في أعماق البحار عن كنز الكلمات التي احتجتها فحقا تجدينها بكل سهولة فأتعجب من كونك تحملين مفتاح يبدو كما لو أنه سيفتح كل قفل زنزانة وجدتني بداخله، فكيف لك يا فتاتي أن تكوني منقذتي؟ هل أنت ملاكي الحارس؟

حتى لا أنسى، هل تذكرين أول لقب أو اسمك في كل مكان أحفظه به؟ ريد فيلفت، ألا يذكرك بتلك الفرقة التي كانت تتميز بجانبها الأحمر المليئ بالحيوية والمرح وكل ما هو لذيذ، وجانبها المخملي الهادئ الذي يوازي الأبيض بالأحمر ليكون هو الأسود له، كنت حقا تذكرينني بهم، ولا أنسى حقيقة انها كعكتي المفضلة التي مهما تناولتها لن أمل منها.
إبقي فتاة الربيع حتى نهاية الزمن، إزهري في كل مكان وانشري معك بذور سعادة، وأجعلي الأمل يطفو، كوني فتاة الربيع دائما، فتاة ربيعي.

من: فتاة الصيف.