الفَصل الأوَل.

13.2K 500 189
                                    

فرَنسـا، نوڤَمبِـر ١٩٤٩.

المَساء.
لَقد كان لِصَقيع الشِتاء نحيبًا لطيفًا بالسماءِ،البُكيّ المُنهمِر يُغرِق الحَي الهادِئ مُعطيًا لمسةً بارِدةً لِأُمسية رَقيقة لِلَيلة السَبت الهادِئة.

تنعزِف المُوسيقى بهُدوءٍ خلَف جُدران المَنزل الكَبير،موسيقى رَقيقة،حَزينة الِايقاع،تُزينّها عَقدٍ من الكلِمات الفَرنسية الناعِمة الَتي تنطُق بمّا يضمُر بقلبِ هذهِ السَيدة المُغنية وصوتِها يُحلِق بسَقفِ المكان معطيًا روحًا خفيفةً راقَت نِفوس الحاضِرين.

سقَط مُكعبيّ الثَلچِ داخل كأسَه الزُجاچي ممتزِچة مع مشروبَه الذَهبي الذي آخذ يحتسيّه بهدوءٍ،منصتًا لصَدى الحَفل مِن حولَه وهِو يندمِج مع الكثيرِ من الأحاديثِ المُتباينة.

شَعر بربتةٍ لطيفةٍ على كِتفه؛ليتنبَه مستديرًا لمواجهة قُزحيتيّ صَديقه الخضراء وهِى تومِض ضد زرقاوتيّه المُتسائلتين. "إنَه هنا،لِوي."صرَح رفيقَه بخُفوتٍ،مشيرًا نحو بابِ المنزِل برأسَه.

إرتفَعت زوايا شِفتيه ببسمةٍ صغيرةٍ،رَيثما يُفلِت كأسه فوق المَشرب ويتوجَه برِفقة صديقَه نحو الرجُل الَذي ولَج إلى المنزِل ببذلتِه الفَخمة،شارِبه الكَثيف وهآلةً مِن الوَقار تُحيط هيئتَه العريضة ونظرتَه الجادَة،تُرافِقه إمرأةً بثوبٍ كلاسيكيٍ لائَم چسدِها النَحيل.

"سَيد خورِيه،كَم مِن الرائِع تلبيتَك لدَعوتي."بادَر صديقَه بسعادةٍ مُفتعلةٍ إعتاد على إنتهاجِها،رَيثما يمُد يدَه بودٍ للرَجل الذي إبتَسم بتحفُظٍ مصافحًا إياه.

"مرحبًا،هارِي."صوتَه الأجِش الرَخيم تخلخَل مسامِعه المُنصتِة،وهو يقَف عاقدًا أصابِعه في ترقُبٍ ليُقدِمه صديقَه-هارِي-لضَيفه المُميز لِلغاية.

ربَت هارِي على كتفَه برفقٍ،وأشرَقت أساريرَه ببشاشةٍ.
"سيّدي،هَذا صديقِي المُقرب لِوي توملينسون."

"تسُرني رؤيتَك أخيرًا،سيّدي القاضِي."أردَف لِوي بهدوءٍ،رَغم نظراتِه البارِدة.

"آه،المُحامِي المَشهِور."علَق خوريّه ببسمةٍ جانبيةٍ كامِشًا آنفه عاليًا،ليبتَسِم لوي ببهوتٍ مصافحًا الرجُل عَريضِ المنكَبين بغُلظةٍ.
"عليّ الِاعتراف بأن مُرافعتك الأخيرة بمُحاكمة مُغتصب القاصِرات كانت مُبهِرة،أحسَنت صنيعًا."

"شكرًا لكَ،سيدي."

"لِوي،هذهِ السَيدة ماتيلدا ڤولِيه،زوچة السَيد خوريه."أشارَ هارِي نحو السَيدة الَتي تعلَقت بذراعِ السَيد خوريه وثغرَها يحمِل بسمةً لطيفةً جذَبت إنتباهَه الَذي إرتكَز عليها بدقةٍ كصَقرٍ متربصٍ.

لَيـالي آوبلَڤـلِت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن