ترنَمت الساعةِ المُعلقة بدقاتٍ ثلاثةٍ متتالية،مُبشِرة بإنتصافِ النهارُ وإشتداد رِياحُ الشِتاء الَتي دثَرت حرارةَ الشمسِ بَين طياتِ الفَضاء الأبيض الَذي تبلَد بغيومٍ چليديةٍ..أنذَرت بأمطارٍ من الثلچِ ستچتاحُ قريبًا.
كـان الوَقت يمُر بطيئًا،رحَل هارِي قَبل ساعةٍ وتركَها وحيدةً بين چُدران ذلِك المنزِل بمُرافقة السيدة آيزيس،وصديقَه المُتعالي بنظراتِه الحارِقة.
لم تملِك فكرةً كيف تُمرِر الوَقت بذلِك المكان،فهِى مسبقًا كانت تأخُذ النهار بطولَه لبيعِ وروّدها المُتفتِحة،ولكِن كما أخبَرها هارِي..علَيها نسيان هذه الأيـام الآن،فهِى لم تعُد كذلِك-مُشردة-.
ركَضت آنامِلَها بنُعومةٍ فوق صُفوفِ الكُتب المُرتصة بالمَكتبة الچِدارية وإقشَعرت؛كان ملمَسِها خشِنًا غريبًا،لم يكُن بإستطاعتَها تفسيرَ ما كُتب عليها بالتَحديد..فهِى لم تعرِف القراءة مِن قَبل،وإن كانَت معجبة بهذهِ المَغارة المُرتبة الَتي ضمّت العشراتَ مِن الكُتب الضَخمة فيمّا أمامها.
"..هل تَستطيعين القِراءة؟"بوغِتت بذلِك الصَوت المُقتضِب يتحدَث؛لتنتفِض بخفةٍ ملتَفة بنظرةٍ ساخطةٍ على إسلوبَه المُندفِع في الظُهور،وإن لَم يبالِ بلَومها وهُو يولَج إلى غُرفة مكتَبه بهدوءٍ. "..لا أعتقِد هَذا،فأين ستتعلَمينها بكُل الأحوال."
أغاظَتها نبرتِه المُستخِفة بالحَديثِ،زمّت شِفتيها بحنَقٍ ورمَقته للحظاتٍ وهُو يعبَث بأوراقِه الموضوعة فوق مكتَبه بغلٍ. "عَلِمني إذن."
رفَع رأسِه إلَيها بدَهشةٍ،وبدا مأخوذًا لهنيهةٍ من طلَبها الغير مُتوقع. "أُعلمَكِ؟ مَحال."رفَض بإستهزاءٍ؛لتعقِد حاچِبيها بإستغرابٍ. "لِمَ لا؟ أنا سَريعة التعلُم."
لُجم لِسانه بچهلٍ،لم يكُن يمتلِك مبررًا لِاعتراضه سِوى بأنه لم يكُن راغبًا في هَذا. عقَد حاچِبيه بتجهُمٍ وأعرَض عن الِاجابة موليًا إهتمامه لأوراقِه مِن چديد،دون أن يُلاحِظ نظراتِها الساحِقة إلَيه.
"إنكَ مغرورًا تمامًا."سمَعها تُتمتِم،بَينما ظِلَها يتوچه إلى الخارِج،فسارَع بعرقلةِ طريقَها وعيناه تضُخان بعصبيةٍ ضد عينيها الصامِدتين. "ما الَذي قُلتيه لِلتو؟"
"أنكَ مغرور. منذُ أن آتيتُ وأنتَ تتعامل بكراهيةٍ وتعالٍ،وأنا لَا أفهم سببًا لِهذا سوى أنكَ مغرور."تحدَثت بصراحةٍ،غير عابِئة بمدى وقاحَة كلماتِها الَتي أشعلَت لهيبًا مِن النارِ بجُبعةِ صبرَه النافِذ..هِى قدّ تعدَّت حدودِها بالتأكيد.
سريعًا ما تحورَت نظراتِه إلى الَازدراءِ وهُو يبتعِد عنها دون كلمةٍ تُسمع،لوهلةٍ دُهشت لتراچُعه المُباغِت نَقيض ما توقَعت مِنه،ولكِنها سُرت بإنتهاء المُحادثة لِصالحها-تقريبًا-.
أنت تقرأ
لَيـالي آوبلَڤـلِت.
Fanfictionأن الفَرق بين السَـيدة النَبـيلة وبـائِعة الـوردِ لَيس بِكَـيف تتـصرَف، بل بِكَـيف تُـعامل. ▪ كُل الحِقوق محفوظَة®. ▪ لَيالي آوبلَڤلِت [ رِوايـَة - لِويس تـوملينسِون ]. ▪ مُستوحاة مِن قِصة سيّدتي الجَميلة لِلكاتب آلِـن چاي ليـرنِر.