ما كنت اتمناه

48 2 4
                                    

عندما تجد فتاه لا تستطيع ان تعبر عن رأيها او توصل مشاعرها بطريقة صحيحة فاعلم ان هذا ما حصل لها اعلم انها لم تجد حضن دافئ يحتويها .....
لم تجد احد يسمع آنّات قلبها المحطم ........
اعلم انها وحيدة حتي وان كان يحيط بها الكثيرون والكثيرون ممن تري في اعينهم نظرة الشفقة لحالها ولاكنهم يقفون امام معذبها مكتوفوا الايدي ...
يريدون مساعتها ولاكنهم لا يستطيعوا لانهم خائفون منه ربما وربما ايضاً لانهم يعيشون نفس حالها ولا يستطيعوا التعبير عن انفسهم ايضا فكيف عن غيرهم .....
تتسائلون ما الذي اوصلها الي هذا الحد من التدمير نعم التدمير فهي تدمر نفسها ومن حولها ولاكن دون اي قصد
هو ...
هو من اوصلها لهذا الحد ...
هو من استمر بالضغط علي احاسيسها ، علي مشاعرها الي ان بقيت جسد بحطام روح بل ببقايا حطام روح ......
لقد استنفذها بكل الطرق استنفذ روحها حتي اصبحت كالقماش البالي الرث لا لون زهيّ فيه ولا يستطيع مقاومة اي حركة حوله ،
استنفذها ويطالب بالمذيد بلا رحمة ولا ادني احساس بالشفقة تجاهها هل هي حقا تعني له شئ ......
لا الجواب بازغ بزوغ الشمس .
.
.
.
.
استمرت في جهادها تجاه مشاعرها تلك ظناً منها انه من العيب ان تبوح له بما يؤرق راحة بالها ... أرادت وبشدة ان تحكي له ما يؤلم قلبها ولاكن في المقابل لم تجد اي رغبه عنده في سماعها فالتزمت الصمت ظناً منها ايضاً ان هذا هو الحل الامثل لمشكلاتها هو التكتم عليها وعدم اخبارها لأحد بما يجري لها .....
.
.
.
.
.

في يوم حين الح عليها عقلها بأنها لابد الآن ان تضع حد لهذا الوضع فأرادت ان تتكلم معه في ما يحدث في دواخلها اتتها منه الاجابة وهي
انها ليس من حقها انه يعطي لها من وقته لكي يسمعها ................
فضعفت ووهن وفتر قلبها لحديثه القاسي معها ولن يكفيه هذا بل استمر بالضغط عليها وتهديدها بانه سيتركها وحيدة ، بأنها
لابد ان تفعل كل ما يطلب منها حتي وان كانت علي فراش الموت ...........

وعندما امتلأ الكوب عن آخره بدا بالفيضان وكان الفيضان عنيف عنيف جداً لدرجة انه هز كيانه وعصف بقلبه مثلما كان يفعل بها ، وحينها استمر بالقاء التهم عليها انها هي من اذنبت بحقه وانها هي من لم يتم تربيتها جيداً من البداية واتهمها ايضا بالانحلال والتسيب والانحراف الخلقي .......
وحين تحطم قلبها كليا لفظها كالكلب الاجرب اللي يخاف صاحبه ان تنتشر عدواه في ارجاء المكان .........
هي لم تكن تريد كل هذا بل فقط ارادت ان يعلم انها لها شخصية مستقلة عن شخصيته وانها قوية بما يكفي لتعبر عن نفسها بحرية تامة وبوضوح تام وانها من حقها ان تجده بجوارها يسمعها .........

كانت تريد فقط ان تشتكي له منه وان يكون قاضٍ نفسه يحكم عليها ما يشاء ولم تُحَكِّمْ عليه من يظلمه ويجور علي حقوقه مثلما فعل بها ....

هي فقط ارادت ان يحنو عليها مثلما يحنو الانسان علي حيوان ضعيف بلا مأوي ينتمي اليه هي فقط احتاجت لهذا الشعور احتاجت يد تمسح دموعها الي حضن يأويها ويواريها عن عيون الناس في لحظات ضعفها تلك .....

احتاجت لمن يسمعها بصدق ولا يتأفف من ان يفعل ذلك لحظة واحدة .......

وهذا ما كانت تتمناه .....

وهل هذا بالكثير عليها !!!!!!!!!!!

*******

ما كنت اتمناه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن