كانت ترتدي نظارتها الشمسية بنظرة ثابتة و وجه خالي من المشاعر
رافعة رأسها في السماء سائرة في ذلك الطريق
طريق الموت
كانت ذاهبة للموت و هي تعلم انها ذاهبة لذلك الجحيم الذي حزرها الكثير من الناس منه
كان تعلم ان الميزان لا ينعدل الا في الموت
و لكي ينعدل ميزانها كان يجب ان تري هذا العذاب المدعو بالابدي
لقد عاشت جنة الحياة بكل ما فيها من ذنوب تخلق المتعة
تخلق الاموال و السعادة و ايضا السلطة و الاستبداد
كانت تعلم ان تلك هي النهاية لذلك لم تشعر بالندم
كان اختيارها من البداية ان تسلك الطريق الصحيح لكنها اختارت الباب الواسع لا الضيق
تمشي بثقة عالمة ذنوبها تعدها واحدة تلو الاخري فلم تجد لها عدد
اكتشفت ان ذنوبها لا تحصي
فقالت في نفسها لقد كنت اعلم نهاية الطريق و اخترته
لن اندم علي اختياري فلقد كنت ثابتة عليه سنوات
لكن لو اعيدت الحياة مرة اخري و عدت لتلك البداية عندما كسرت ذلك الحاجز الذي هو بيني و بين الخطية
لما وصلت الي نهاية ذلك الطريق
ثم رأت ذلك السواد الملقب بالموت يقترب حتي تملك منها و اصبحت لا تري شيْ
اغمضت عينها ثم فتحتها لتجد نفسها في غرفتها نائمة و قد كان هذا كله حلم
استيقظت دون اي احساس تنظر نفسها في المراة لتري ما لم تره في نفسها من قلب
رأت انسان اسود عتيق افسدته الخطية حتي وصل الي ما ليس له وصف
رأت انسانا ضعيفا لم تره من قبل , فلقد كانت ضعيفة امام الخطية
رأت تلك الاساور التي تقيد حركتها
اساور الشيطان عندما تجبرك علي الخطيئة
رأت مدي السواد في قلبها
حتي اخرجها من شرودها صوت دق الباب و رجلا يقف خارج الباب صارخا ( البريد )
فتحت له الباب فأعطاهة تلك الرسالة و مضي ذاهبا في طريقه
و عندما فتحت تلك الرسالة وجدت تلك العبارة القائلة ( تعالوا الي يا جميع المتعبين و ثقيلي الاحمال و انا اريحكم )
صدمت من تلك الرسالة ثم خرجت من بيتها مسرعة لتلحق بالرجل الذي اعطاها الرسالة
حتي وصلت اليه متعبة من كثرة الرقد و سأئلته عن مصدر تلك الرسالة
فقال لها مبتمسا انها بعض الايات و الاقاويل التي احب ان انشرها بشكل عشوائي بين الناس
فطلبت منه ان يرسل لها كل يوم واحدة و بالفعل قد فعل الرجل ذلك
ففي اليوم الثاني ارسل لها ( طوبي للحزاني الان لانهم يتعزون )
و في المرة الاخيرة ارسل لها قصة الابن الضال و من تلك القصة عرفت انها ذلك الخروف التائه عن بقية القطيع فترك الراعي التسع و تسعين خروفا لكي يبحث عنه )
ثم قرأت تلك الاية التي تقول ( ادخلوا من الباب الضيق لانه واسع الرحب )
حتي قررت ان تفتح كتابه بنفسها حتي تقرأ و تعلم المزيد و ادرك عظمة تلك الكتاب
و بعد فترة للتتجاوز الستة اشهر انتظرت ذلك الرجل و عندما جاء تلك المرة طلبت منه الدخول لكي تتحدث معه
و تناقشة في قصص الكتاب المقدس و صلب السيد المسيح من اجلها
فنظرت له و قالت و لكنه لن يقبلني بسبب كثرة خطياي
فمد لها يده و قال بل فعلت و قبلت منذ ازلك
و عندما مد يده نظرت لها فوجدت ذلك الثقب
اثر المسامير
لقد كان هو من يحدثها
جاءها المصلوب بنفسه كي يقبلها
جاء راعي الخراف من اجل ذلك الخروف التائه
تقبل الاب ذلك الابن التائب
و بعد فترة لا تتجاوز عدة اشهر ادركت انها مصابة بمرض ليس له علاج
و انها ستموت خلال ايام بسبب تدهور حالتها الصحية
كانت مقيمة في المستشفي و يأتي لزيارتها اصدقاءها و اقربائها بين الحين و الاخر
حتي جاء ذلك اليوم و توقف قلبها عن النبض
و رأت نفسها في نفس هذا الطريق التي كانت فيه من قبل في الحلم
و لكن تلك المرة كانت ترتدي رداء ابيض و تاج فوق رأسها
كانت تركض مبتسمة نحو ذلك الضوء الابيض الذي طهرها
و كانت تحلق من السعادة
و لكن تلك المرة لم يكن ذلك حلم
استمرت في الرقض حتي اسلمت الروح
و وصلت للسماء لتعاين عظمة محبة الله
تلك المحبة التي ليس لها وصفكتب في مؤتمر 2018 بلا ندم