الحياة المزيفة

فقرٌ | Poverty

بدأ اليوم الدراسي .. ، النفسُ تتكلم : أصبحتُ يا أماه في السنة الخامسة من عمري ، أذهب الى روضتي ، أصدقائي لايريدون التحدث معي ، أانا قذرة ؟ ،، نعم فأنا قذرة ، تبًا ماهذا بحق الجحيم؟ أيعرفون أنني من ملجأ؟ أيعرفون أنني بلا أم او أب؟ ، يحسرتاه .. ستتشوه سمعتي ، سيزدادون كراهيةً لي ، فلماذا فعلتوا ذاك فِي يا ابوَي؟ ، أاستحقق كل ما يحدث معي؟ ، أتمني فورًا ان أموت وأرتاح من تلك الحياة البائسة .. فماذا تريدون من وطن اصبح الصغير فيه مكتئب وبائس من حياته؟ .. منذ نعومة اظافري وأنا بائسة ، دق الجرس معلنًا بداية الحصة الاولى ... كان يوجد في صفي  بنت تُدعى : سما .. همست في أذني قائله : ما هذه الثياب المتسخه ؟ ، أتعلمين أين انتِ؟ أنتِ في الروضة لستِ في الشارع .. ومن بعد هذه الكلمات تعالت ضحكات صفي عليّ ، أولاد وبنات .. هيئتي كانت قذرة ، ملابسي متسخة ، أ ألوم أمي وأبي أم ألوم المرأة تلك التي اخذتني وربتني؟ ، الأفضل لي أن الوم نفسي على مجيئي لهذه الحياة ، لهؤلاء الناس الذين بلا رحمة ، أيغرهم المال والجاه والسلطة؟ ... نعم فكل هم هذه الدنيا ان تنهش في لحم بعضها ، لقد عِشتُ بائسه ، ظلام الفقر والجهل يناديني بصوتٍ عالٍ .. كيف أمحو تلك السمعة التي شوهتني؟ ، سأجتهد ، نعم سأجتهد في دراستي لا لأرفع رأس أحد بعلمي فقط ، العلم سيكون لنفسي ، سأتعلم ، نعم سأتعلم .. مهما كانت ظروفي من فقر ومرض الا أنني سأجتهد ، الاحترام يكون بالمال والجاه والسلطة اضافةً الى التعليم ، سأثبت للدنيا بأكملها أنني لستُ كما يعتقدون ، أنني بغير قليله ، بعد تفوهي بتلك الكلمات سمعتُ صوت ضربات قلبي التي تنبض بالإجتهاد ، عفويتي التي سأستخدمها سلاحًا لي في مواجهة أعدائي ، أجل فالدنيا كلها أصبحت عدوة لي..