استيقظت سلا من غفوتها تلك ..
سلا و هي تنهض : اعوذُ بالله من الشيطان الرجيم .. ايه الي انا شوفته ده ..معقول ممكن يقولي كدا في يوم من الايام !!
كان كل ذلك ما هو الي حُلم هي لم تقدم له زهور و هو لم يحضر لها مفاجاءه .. و لكن كل هذا كان من صُنع خيالها و عقلها الباطل ..
ابتسمت سلا ابتسامه خفيفه و من ثم اردفت : معقول احبه و هو يحبني في يوم !!
و من ثم نفضت تلك الافكار من رأسها قائله : ايه الي انا بفكر فيه ده ..!! عييييب ! ..
و من ثم نهضت و اتجهت الي الحمام ..
________________
في بيت عاصم ..
بعد ان شاهد ذاك الحُلم و هو يشعر بنشاط شديد .. و لا يعلم لماذا !!
هو لا يعرف من تلك التي شاهدها و لكن ملامحها مألوفه قليلاً .. ايمكن ان يكون رأها من قبل ..!
تنهد عاصم بقوه و من ثم دلف ليرتدي ملابسه كي يذهب الي عمله ..
________________
في القصر
دلفت الخادمه الي غرفه سلا
كانت سلا تمسك كتاب بيدها و تقرأ فيه اردفت : في حاجه يا داده ؟؟
الخادمه : اسماعيل باشا طالب حضرتك تحت في الصالون يا هانم ..
سلا ب استغراب : متعرفيش عايز ايه يا داده ؟!!
الخادمه : لا يا هانم ..
سلا ب تساؤل : طب في حد معاه تحت ؟!!
الخادمه : اه يا هانم ..
سلا بقلق : طب روحي يا داده و انا نازله ..
الخادمه : تؤمري يا هانم ..
و اتجهت الي الخارج بينما اتجهت سلا لترتدي ملابسها و تتجه الي الاسفل مع بعض القلق الذي يتسرب الي قلبها ..
ارتدت سلا ملابس بسيطه و عقصت شعرها كحكه و من ثم اتجهت الي الاسفل..
كان اسماعيل يجلس مع رجل في اواخر عقده الرابع و يبدو عليه الشيب ..
منصور : طب افرض هي موافقتش..؟!!
اسماعيل بثقه : هي اصلاً متقدرش تعترض علي قرار انا اخدته متقلقش..
دلفت سلا اليهم..
نهض منصور علي الفور و قبل يدها قائلاً ب ابتسامه واسعه : اهلاً اهلاً انستي الجميله ..
اومئت له سلا ب امتعاض و لم تجب ..
اردف اسماعيل : سلا ده منصور باشا رجل اعمال و صديقي من زمان و كمان .. طالب ايدك ..
نظرت له سلا بصدمه بينما تابع اسماعيل ببرود : و انا موافق .. هسيبكوا تتعرفوا ..
و اتجه الي الخارج بكل برود كأنه لم يفعل شئ .. كيف يزوجها برجلاً يكادُ يكون بعمره !! كيف يزوجها دون علمها !! و بعد كل هذا يذهب بكل برود و كأنه لم يقل شئ ..
وقف منصور امامها قائلاً و هو يتفحصها ب جرأه : ابوكي باعك كدا بالساهل .. تعرفي انا لو كان عندي بنت زيك كدا كنت خبيتها بس للاسف كلهم ولاد..
نظرت له سلا ب صدمه متزوج !! و عنده اولاد ايضاً !!
و من ثم ابتسمت بسخريه و هي تقول بنفسها واحداً بعمره اكيد سيكون متزوج ..
مد منصور يده و ضعها علي خصر سلا ..
ازاحت سلا يده بعيداً عنها بتقزز قائله بتقزز و خوف : بتعمل ايه !! ابعد ايدك دي عني ..
ابتسم لها منصور ب خبث قائلاً : و ماله هبعد ايدي دلوقتي كلها اسبوع و محدش هيبعدني عنك و لا انتِ نفسك ..
و اتجه الي الخارج ..
بينما..
هوت سلا علي الاريكه تبكي قهراً علي حالها و علي اباها الذي لا يُبالي بما تريده او تحتاجه ..!
نهضت و مسحت دموعها و عزمت علي ان تحادث اباها و ترفض رفضاً قاطعاً لهذا الزواج ..
____________________
كان عاصم في طريقه الي الفيلا ..و من ثم جاءه اتصالاً..
عاصم بجديه : الوو
اشرف : الو ازيك يا عاصم ..
( اشرف هو المحامي الخاص ب عاصم الذي كان يساعده قبل الحصول علي الوظيفه علي استعاده امواله التي تركها له والده )
عاصم : بخير الحمدلله .. حضرتك كنت عايز حاجه ؟!!
اشرف : كان عندي ليك خبر حلو ..
عاصم : و ايه هو ؟!!
اشرف : الحربايه الي اسمها رجاء دي..
عاصم ب استغراب : مالها ؟!!
اشرف : ماتت..
عاصم : طب و ده يخصني ب ايه ؟!
اشرف : ده يخصك جداً .. الست دي كانت هي العقل المُدبر لوالدها .. بعد ما ماتت العقل ده مات .. يعني ببساطه من غيرها هيقعوا .. و تقدر ترجع حقك و تعمل العمليه و تعيش حياتك طبيعي.. بس بالذكاء ..!
عاصم : ازاي ؟!
اشرف : انا عندي خطه ..
_______________________
في القصر ..
سلا ب قوه مصطنعه : مش هتجوزه .. هو لو كان عنده بنات مكنش هيرضي يرميهم الرميه دي اشمعنه انت تعمل معايا كدا !! هو انا مش بنتك ..!!
اسماعيل بثبات : و عشان بنتي انا عيزلك الخير .. و ده هيسعدك ..
سلا ب انهيار : ازاي واحد قد ابويا هيسعدني ..!!
اسماعيل بجمود : ده الي عندي ..
سلا ببكاء و انهيار : انت ليه بتعمل فيا كدا !! انت ليه عايزني اكرهك اكتر ما انا كرهاك ..!!انت ظااالم ..
في ثواني كان كف اسماعيل مستقر علي وجه سلا ..
اسماعيل بغضب : حسك عينك صوتك يعلي عليا تاني انتِ فاهمه !! و انا قولت هتتجوزيه يعني هتتجوزيه و انتهي الموضوع ..
و تركها و اتجه الي الخارج و تركها منهاره و تبكي بحرقه ..
بعد ذهابه كان عاصم قد وصل الي القصر ..
دلف الي الداخل وجد سلا متكوره علي نفسها في الارض و فاقده للوعي و اثار الدموع علي وجهها ..
نزل عاصم لمستواها و ظل يضرب علي وجهها بخفه لعلها تفيق و لكن لا حياه لمن تنادي ..
بسرعه حملها عاصم و اتجه الي سيارته و وضعها بالخلف و اتجه بها الي المستشفي ..
بعد نصف ساعه في المستشفي ..
كان عاصم يجلس مع الطبيب
عاصم بقلق قليل : مالها يا دكتور ؟!!
الطبيب : هي كان عندها انهيار عصبي و انا ادتها حقنه مهدئه .. و هي زمانها فاقت دلوقتي ..
عاصم : طب و هتخرج امتي ؟!!
الطبيب : تقدر تروح معاك دلوقتي .. بس اهم حاجه تبعدها عن اي ضغوطات نفسيه ..
عاصم بتنهيده : طيب يا دكتور ..
و اتجه الي غرفه سلا ..
وجدها قد استفاقت و تبكي ..
عاصم : حمدالله علي السلامه .. بتعيطي ليه ؟!!
سلا ببكاء : بابا عايز يجوزني واحد قده يا عاصم..
عاصم : لا حول و لا قوه الا بالله .. طب و ليه كل ده !!
سلا : معرفش ..
و من ثم تابعت بلهفه و هي تمسح دموعها : عاصم انا عيزاك تساعدني ..
عاصم بتساؤل : و انا في ايدي ايه اساعدك بيه ؟!!
سلا ب امل : هقولك ..
_______________________
في تمام العاشره مساءً..
كان اسماعيل يمسك هاتفه و يطلب سلا عدة مرات و لكن هاتفها كان مغلق ..
القي اسماعيل الهاتف في الارض بغضب قائلاً : اختفت فين دي بس ياربي !!
دلفت اليه الخادمه قائله و هي تحني رأسها احتراماً : الانسه سلا جت برا يا باشا...
نهض اسماعيل و اتجه الي الخارج ..
وجد سلا تقف و ورائها عاصم ..
اسماعيل بجمود : كنتِ فين لغايت دلوقتي يا هانم ..؟!!
سلا بثبات : انا مش هتجوز يا بابا ..
اسماعيل : شوفي انا بتكلم في ايه و انتِ بتتكلمي في ايه .. و بعدين مفيش نقاش انا قولت هتتجوزيه يعني هتتجوزيه !!
سلا : هيبقا باطل مينفعش واحده متجوزه و جوزها عايش تتجوز تاني ..
اسماعيل بصدمه : متجوزه !!
سلا بثبات : ايوا يا بابا انا و عاصم اتجوزنا ..!
أنت تقرأ
لستُ مشوه القلب .....بقلمي / مايا هيثم
Roman d'amourلحادثه صغيره ليس له دخلاًُ بها دُمرت حياته.. لُقب بالشيطان المتشوه.. نبذوه لتشوهه .. تجنبوه خوفاً.. و لا احد منهم يدرك كم حطموه.. اصبح وحيداً .. منبوذاً .. محطماً .. يكره النور .. حياه مظلمه.. و لكن.. شعاع امل يتسرب رويداً رويداً الي عالمه المُظلم...