في صباح اليوم التالي ..
تتسلل اشعة الشمس الي الغرفه التي كانت لا يدلف اليها ضوء مطلقاً من قبل..
تُداعب الشمس ب خيوطها الذهبيه وجه تلك المُستكينه ب سلام ..
فتحت جفونها ب ثقل .. فتحتهم و اغلقتهم اكثر من مره حتي تعتاد علي الضوء..
مدت يدها تتحسس المكان ب جانبها .. وجدته فارغ ..
فتحت سلا عيونها ب سرعه لتري ان المكان بجانبها فارغ بالفعل ..
نهضت من علي الفراش بسرعه و امسكت ب هاتفها ..
لم يكن هناك اية ارقام سوي رقمه هو فقط ..
كان اسمه يُزين الشاشه .. ضغطت سلا علي زر الاتصال ..
علي الجانب الاخر ..
كان عاصم يجلس في الشركه الرئيسيه من الخمس الشركات الذي كان يمتلكها والده و استلمها هو من بعده بعد نزاع طويل مع تلك العقربه المتوفاه.. و اخيراً استلمها ..
كان يتحدث في هاتفه مع احدي شُركاء والده قديماً...
رحيم : متعرفش انا مبسوط قد ايه انك اخيراً استلمت اداره الشركه .. بصراحه انا مكنتش بقبل الي اسمها رجاء دي .. و انا خلاص بعد وفاتها كنت هفض الشراكه مع سعد ابنها و كنت ناويله علي شر .. ده خسرني اكبر شُحنه في حياتي ..
عاصم : ان شاء الله نعوض كل ده .. و اكون عند حُسن ظنك ..
رحيم : انا متأكد من ده .. كفايه انك ابن المرحوم الغالي .. ده كان صديق عمري .. الف رحمه و نور عليه ..
عاصم بحزن طفيف : الله يرحمه ..
رحيم : امين يارب ..
عاصم بجديه : ان شاء الله من بكرا هنبدأ الشغل ..
رحيم : تمام .. بكرا الساعه ١٠ بالدقيقه هكون موجود ..
عاصم : تمام ..
انهي عاصم المكالمه مع رحيم و هو يتنهد ..
عاصم بشرود : شكلها بدأت تفتح في وشي ..
ثواني و كان هاتقه يرن معلناً عن وصول اتصال من صغيرته سلا..
ابتسم عاصم عندما وجد اسمها يزين شاشه هاتفه ..
عاصم : الوو
سلا : انت روحت فين ؟!!
عاصم ب خبث : انا وحشتك و لا ايه ؟!!
سلا بتوتر : احم احم .. لا انا بس صحيت ملقتكش موجود ..
عاصم و هو ينظر في الاوراق التي امامه : اه ... انا في الشغل ..
سلا : طب هتيجي امتي ؟!!
نظر عاصم في ساعة يده و من ثم اردف : مش عارف .. يعني علي بليل كدا ..
سلا : طيب .. سلام عشان معطلكش ..
عاصم : سلام ..
اغلقت سلا الهاتف ..
و من ثم وقفت في الصاله تنظر الي الجُدران ب تفكير ..
و من ثم اردفت لنفسها بعد تفكير : البيت الكئيب ده محتاج اعادة تجديد .. و محتاج حجات كتير ..
اتجهت الي غرفتها و ارتدت الفستان الذي احضره لها عاصم و وجدت مبلغاً من المال كان قد تركه لها ..
و اتجهت الي الاسفل ..
_______________________
في بيت المرحوم محمود الدمنهوري..
كان اسعد يجلس و يغلي غضباً
اسعد بغضب جم : شوفت الزفت الي اسمه عاصم ده عمل ايه ؟!!
سعد بلامبلاه : شوفت ...
اسعد : و احنا هنسيبه يتمتع بكل الي هو فيه ده ؟!!
سعد ب ابتسامه خبيثه تحمل الكثير من الشر في داخلها : و من امتي انا بتنازل عن حاجه ليا ..
اسعد : يعني هتعمل ايه ؟!!
سعد : كتير بس مش لوحدي !!..
_______________________
احضرت سلا بعضاً من الادوات لتزيين المنزل .. مثل البويا .. شرائط التزين .. ورق حائط ..
و دلفت الي البيت ..
بدلت ملابسها الي تلك العباءه التي كانت قد اعطتها لها الخادمه عندما كانت ب البيت الذي كان يسمي بيتها ..
و عقصت شعرها كحكه و قامت ب اخراج البويا و اشعلت الاغنيه التي تفضلها ..
بدأت ب الصالون و بدأت في طلاء الجدران و هي تدندن كلمات الاغنيه : كان يا مكان ..
كان في عصفور ..
_______________________
في شركه من سلسله شركات عاصم
كان عاصم يتجول في الشركه ..
وجد..
وجد الكثير من المكاتب ليس عليها اي موظفين ..
و الموظفين المتواجدين ب مكاتبهم نائمون او الموظفات يجلسون و يتهامسون .. و لا احد يلاحظ وجوده ..
اتجه عاصم الي مكتبه و من ثم جلس و هو يزفر ب ضيق ..
دلف اليه المحامي اشرف و علي وجهه ابتسامه عريضه قائلاً : الشركات نورت يا عاصم..
عاصم : نورت ايه بس .. انت مش شايف الشركه عامله ازاي مفيش شغل مفيش نظام .. مفيش حد موجود اصلاً..
اشرف و هو يحرك رأسه موافقاً له و من ثم اردف : ده الحال من يوم ما رجاء مسكت الشغل و يوم ما ماتت .. زاد ..مكنش في حد بيبقا متواجد في الشركه هنا .. عشان كدا كانت سايبه .. كانت الشركه الرئيسيه بس هو الي كان فيها نظام ..
عاصم بجديه و حزم : لا الكلام ده معدش ينفع .. انا هخلي الكل يشتغل زي النحل .. الدلع ده مش عندي هنا ..
و من ثم اتجه الي الخارج ..
قائلاً للجميع : بصوا بقا .. الدلع بتاع زمان ده مينفعنيش .. بعد كدا الي هيتأخر دقيقه واحده عن الشغل ملهوش مكان عندي .. الي مش هيشوف شغله ملهوش مكان عندي .. الي هيتغيب تاني يخليه في بيته برضوا ملهوش مكان عندي .. و الحاضر يبلغ الغايب .. مفهوم !!!!
احني الجميع رأسهم خوفاً و احتراماً في انً واحد قائلين : مفهوم يا فندم ..
اتجه الجميع الي عمله و منهم من يتصل ب المتغيبين ليعلموهم عن ما حدث ..
_______________________
في بيت عاصم ..
كانت سلا قد انهت طلاء المنزل ب اكمله..
قامت ب طلاء غرفه عاصم ب اللونين البنفسجي و الابيض و وضعت بعضاً من رسوماتها الرقيقه علي الحائط ..
و قامت ب طلاء غرفتها ب اللونين الاخضر و اللون السماوي فهي تعشق هذاين اللونين و قامت ب طلاء الصالون ب اللون الازرق ..
وقفت سلا تتأمل صنع يديها .. و من ثم امسكت الشرائط .. و همت ب وضعهم لولا ان ..
جرن جرس الباب ..
تسائلت سلا عن الطارق لكن لم يجب .. فتحت الباب ..
صُدمت مما رأته ..
اسماعيل ب ابتسامه خبيثه : مش هدخلي ابوكي يا سلا هانم ..
أنت تقرأ
لستُ مشوه القلب .....بقلمي / مايا هيثم
Romanceلحادثه صغيره ليس له دخلاًُ بها دُمرت حياته.. لُقب بالشيطان المتشوه.. نبذوه لتشوهه .. تجنبوه خوفاً.. و لا احد منهم يدرك كم حطموه.. اصبح وحيداً .. منبوذاً .. محطماً .. يكره النور .. حياه مظلمه.. و لكن.. شعاع امل يتسرب رويداً رويداً الي عالمه المُظلم...