شعر عاصم و كأن صاعقه قد وقعت عليه ..
عاصم و هو ما زال تحت تأثير الصدمه : ايه بتقول ايه ؟!
الطبيب : بهزر معاك يا راجل .. الورم الحمدلله طلع حميد ..
نظر له عاصم نظره قاتله و ود وقتها لو انه امسك ب رأس ذاك الطبيب المعتوه و ضربها ب الحائط ..
عاصم و هو يجذ علي اسنانه : و هو ده هزار يا دكتور !!
الطبيب ب بعض الحرج : انا اسف والله .. بس مكنتش اعرف انك هتبقا كدا ..
عاصم علي مضض : طيب .. اقدر دلوقتي اخد مراتي و امشي .. و لا لسه هتعملوا اشعه تاني ؟
الطبيب : لا اتفضل .. كدا خلصنا .. و احنا هنحدد ميعاد العمليه و نقول لحضرتك ..
عاصم : طب هو انهي افضل تعمل العمليه هنا و لا تسافر تعملها برا ؟!
الطبيب : هو اكيد طبعاً برا افضل .. بس هنا برضوا احنا عندنا المُعدات متقلقش حضرتك ..
عاصم و هو ينهض : طيب يا دكتور متشكر .. و متشكر برضوا علي هزار حضرتك اللطيف ده ..
الطبيب ب قهقه : قلبك ابيض يا عاصم باشا ..
اتجه عاصم الي الخارج وجد سلا تجلس و تضع وجهها بين يديها ..
نزل عاصم علي ركبتيه و من امسك ب يد سلا و طبع قبله رقيقه علي كفها ..
رفعت سلا وجهها .. وجد الدموع تترقرق في عينيها ..
عاصم : مالك ..
سلا ب اختناق : عشان كدا معاملتك معايا اتغيرت ..
نظر لها عاصم ب استغراب ..
تابعت ب ابتسامه حزينه قائله : عشان مفضليش ايام كتير في الدنيا ..
جلس عاصم ب جانبها و جذبها الي احضانه ..
و كأن سلا كانت تنتظره يفعل ذلك لتنفجر باكيه ..
شدد عاصم من احتضانها قائلاً ب حنو : ان شاء الله هتعيشي .. هتعيشي عشان ننسي الي فات و نبدأ حياتنا سوا .. هتعيشي عشان نربي ابننا سوا .. هتعيشي عشان انا .. انا ..
نهضت سلا من حضنه و من ثم نظرت له قائله : عشان ايه يا عاصم ؟!
كاد عاصم ان يقول لها لانني احُبكِ .. لا بل اعشقكِ ..
و لكنه اردف ب ابتسامه : عشان انا عايز جمبي ..
كانت سلا تنتظر منه ان يقول انا احبكِ .. و لكنها ابتسمت قائله : انا عايزه اروح لماما يا عاصم ..
عاصم و هو ينهض و ينهضها معه : طب تعالي .. هنروحلها ..
نهضت سلا و ذهبت معه ..
استقلوا السياره .. وضعت هي رأسها علي النافذه و ذهبت الي عالم آخر ..
اخذت تفكر في كل ما مرت به ..
بدأت حياتها مع اب لا يعرف للأبوبه معني .. سلب منها ما تحب و ما تريده .. قسي عليها و اذاقها واقع مؤلم .. و من ثم جاء اليها مُنقذها .. و لكن ليس من حقها ان تسعد فقد سُلب منها هو الاَخر .. و عندما عاد اليها مره اخري و ظنت انهم ب استطاعتهم بناء حياتهم مره اخري .. اكتشفت انها مريضه .. و لا تعلم ما ان كانت حياتها سوف تدوم ام لا ..
تنهدت سلا ب عمق و من ثم ..
امسك عاصم يدها و طبع قبله عليها قائلاً : سيبي كله علي ربنا بس ..
شددت سلا من امساكها له و اراحت رأسها علي كتفه ..
بعد فتره ..
عاصم : وصلنا .. يالا انزلي ..
سلا : انت مش هتدخل معايا ؟!
عاصم : لا .. ورايا شغل مهم هخلصه و ارجع اخدك ..
سلا : طيب ..
و كادت ان تتجه الي الخارج لولا ..
امسك عاصم يدها و طبع عليها قبله صغيره قائلاً : خدي بالك من نفسك ..
سلا ب ابتسامه صغيره : حاضر ..
اتجهت الي حيثُ باب البيت ..
رنت الجرس و من ثم .. وقفت تنتظر ..
فتحت فردوس الباب ..
فردوس ب ابتسامه واسعه : نورتي يا حبيبتي .. اومال فين عاصم ابنك ..وحشني اوي ..
فردوس ب استغراب : مالك يابنتي .. و مال وشك ؟!
كانت سلا وجهها شاحب و الحزن بادي عليها ..
سلا ب حزن : انا تعبانه اوي يا ماما ..
فردوس ب قلق : لا دي في حاجه كبيره .. ادخلي يا ضنايا ادخلي ..
دلفت سلا الي الداخل
ارتمت سلا علي اقرب اريكه رأتها ..
جلست فردوس ب جانبها قائله : مالك يا سلا يابنتي !!؟
ارتمت سلا في احضانها و قصت لها كل شئ و هي تبكي ..
ظلت فردوس تربط علي ظهرها لكي تهدأ : اهدي بس يابنتي .. اهدي .
سلا ببكاء : تعبت يا امي .. تعبت و الدنيا جت عليا ب زياده اوي اوي ..
انهضتها فردوس و من ثم اردفت : ميصحش الي انتِ بتقوليه ده يا سلا .. لو كل واحد ربنا ابتلاه عمل الي انتِ بتعمليه ده .. كل الناس هتبقا حاطه ايديها علي خدها و مستنيه قضاها .. سلا حبيبتي انتِ دلوقتي في ابتلاء .. تحمدي ربنا و تستغفريه لغايت اما ربنا يهدي الحال و لا تعيطي و تندبي حظك و تسقطي في الاختبار الي ربنا حاطك فيه .. ان شاء الله يا حبيبتي ربنا يشفيكِ يا قلبي و تبقي احسن و تعيشي حياتك الي اتعذبتي فيها دي بقا ..
سلا ب تنهيده ارتياح : متعرفيش يا ماما كلامك ده ريحني قد ايه .. ربنا يخليكِ ليا يا حبيبتي و يطول في عمرك ..
______________
علي الجانب الآخر ..
كان عاصم يقف و يتأمل المكان من حوله ..
جاء اليه رجلاً ما : عاصم باشا كله بقا تمام ..
نظر اليه عاصم قائلاً : ماشي ..
و اخرج من جيبه مبلغاً من المال و اعطاه له ..
الرجل : شكراً يا عاصم باشا..
عاصم : زي ما اتفقنا كام ساعه و هسلمك المكان تاني ..
الرجل : براحتك يا باشا ..
____________
بعد ساعه ..
اتجه عاصم الي سلا ..
طرق الباب ..
فتحت له سلا ب ابتسامه صافيه ..
عاصم و هو يبادلها نفس الابتسامه : جاهزه عشان نمشي ..
سلا : جاهزه .. يالا ..
عاصم : يالا..
استقلوا السياره و من ثم ..
عاصم : عاملك مفاجأه ..
سلا : مفاجأه ايه ؟!
عاصم : و هو انا لو قولتهالك هتبقا مفاجأه ازاي !!
سلا : اه صح ..
و من ثم تابعت ب لهفه : اقولك طيب قولي و انا لما اشوف المفاجأه هعمل ان انا اتفاجأت ايه رأيك ؟!
قهقه عاصم علي جملتها تلك و من ثم اردف : بجد !!
سلا : بجد ..
عاصم : طب انا عندي حل احلي ..
سلا : ايه هو ؟!
عاصم : ايه رأيك تسكتي لغايت اما نوصل..
سلا ب عبوث مصطنع : كدا يا عاصم .. انا زعلت منك ..
عاصم ب خبث : بس انا متأكد انك اول ما تشوفي المفاجأه .. هتصلحيني ..
سلا : ده عند ام وانيس بتاعت الفوانيس ..
عاصم : فوانيس ايه و وانيس ايه .. اسكتي يا سلا لغايت اما نوصل ..
بعد فتره قصيره وصلوا الي مكان ..
كان هذا المكان ما هو الا قاعه باليه ..
سلا و عينيها تلتمع من الفرحه : دي دي قاعه الباليه ..!!
عاصم و هو يبقف خلفها : ايوا عجبتك المفاجأه ..
سلا : جداً جداً ..
عاصم : بس لسه المفاجأه مخلصتش ..
سلا : بجد .. في ايه تاني ؟!
عاصم : تعالي ندخل و نشوف ..
دلفت سلا الي الداخل و هي تمسك ب يد عاصم ..
انبهرت سلا مما رأت فقد رأت ..
رأت المكان مُزين ب اروع الطرق ..
و المكان فارغ و مسرح الباليه .. ارضيته مليئه بالزهور الحمراء ..
اشعل عاصم موسيقي هادئه و مد يده لها قائلاً ب طريقه دراميه : هل انتِ جاهزه يا سمو الملكه ..
سلا ب ضحك : جاهزه يا مولاي ..
بدأت سلا و عاصم بالرقص ..
نظرت سلا في عينيه و علي وجهها ابتسامه رائعه ...
بادلها عاصم الابتسامه قائلاً : مبسوطه يا سلا ؟!
سلا : جداً جداً ..
و من ثم تابعت : انت عملت كدا عشان اتبسط في اخر ايامي .. مش كدا ؟!
عاصم : متقوليش كدا يا سلا .. هتعيشي و هتبقي احسن من الاول و هنعوض ايامنا الي معشنهاش ..
سلا : اوعدني يا عاصم لو حصلي حاجه تاخد بالك من ابننا و متنسنيش ..
عاصم : سلا متقوليش كدا
سلا : اوعدني يا عاصم ..
عاصم : اوعدك يا سلا ..
___________
مر اسبوع و جاء موعد عمليه سلا ..
كانت سلا ممده علي السرير المتنقل و علي وشك دخول العمليات ..
كان هناك طبيبان يحركان السرير ..
و من ثم توقف امام عاصم ..
عاصم : هتقومي بالسلامه يا سلا ..
سلا : خد بالك من ابننا يا عاصم ..
عاصم : شش هتقومي و هناخد بالنا منه ..
سلا : عاصم انا حاسه اني هدخد و مش هخرج .. عايزه اعترفلك ب حاجه .. عاصم انا بحبك ..
و اغمضت عينيها ..
نقلوها الي غرفه العمليات و من ثم ..
دلف الاطباء الي غرفه العمليات ..
أنت تقرأ
لستُ مشوه القلب .....بقلمي / مايا هيثم
Romanceلحادثه صغيره ليس له دخلاًُ بها دُمرت حياته.. لُقب بالشيطان المتشوه.. نبذوه لتشوهه .. تجنبوه خوفاً.. و لا احد منهم يدرك كم حطموه.. اصبح وحيداً .. منبوذاً .. محطماً .. يكره النور .. حياه مظلمه.. و لكن.. شعاع امل يتسرب رويداً رويداً الي عالمه المُظلم...