كان عاصم يجلس خارج غرفه العمليات و هو متوتر للغايه ..
نهض و ظل يجوب الممر ذهاباً و اياباً من التوتر ..
بعد قليل من الوقت وجد فردوس تتجه ناحيته ..
عاصم ب تساؤل : انتِ ايه الي جابك بس يا امي ؟!
فردوس : مقدرش يابني .. مقدرش بنتي تبقا بتعمل عمليه زي دي و مبقاش جمبها ..
عاصم : ربنا يخليكِ ليها يا امي ..
ربطت فردوس علي ظهره قائله : و يخليك ليها انت و ابنك .. هي بس تقوملنا بالسلامه ان شاء الله ..
عاصم : ان شاء الله ..
فردوس : هي بقالها قد ايه جوا ؟!
عاصم : داخله علي الساعه جوا ..
فردوس ب تنهيده : خير .. خير ان شاء الله ...
_______________
في قصر عاصم ..
الخادمه ام ابراهيم : يا حبيبي مالك بس .. بتعيط ليه دلوقتي .. انا مش قولتلك ماما و بابا زمانهم جايين ..
كان عاصم قد استيقظ من النوم لتوه و ما لبث ان ظل يصرخ و يبكي ..
الخادمه : يا حبيبي .. قولي بس مالك !!!
عاصم ببكاء : انا حلمت حلم وحث اوي عن ماما .. انا عايث ماما ..
اخذته الخادمه ب احضانها و ظلت تهدئه قائله : بس يا حبيبي .. ده كابوس .. مش حقيقه يعني .. ماما كلها شويه و جايه هي و بابا ..
عاصم : انا عايث اكلم ماما ..
الخادمه : بص يا حبيبي .. ماما و بابا زمانهم جايين دلوقتي .. نقلقهم ليه بس ؟!
عاصم ب عبوس : مليث دعوه انا عايث اكلم ماما..
علمت الخادمه انه لن يهدأ الا ان تتصل له ب والده ..
الخادمه ب نفاذ حيله : طب بص هكلملك بابا اهو ..
علي الجانب الآخر
كان عاصم يجلس و يضع رأسه بين يديه ..
و فردوس تجلس ب جانبه و تمسك ب يدها مصحف صغير .. تقرأ لها منه بعض الآيات ..
رن هاتف عاصم ..
ابعد يديه عن وجهه .. امسك هاتفه .. زفر ب عمق و من ثم اجاب ..
عاصم : في حاجه يا ام ابراهيم ؟!
الخادمه : اه يا عاصم بيه .. عاصم باشا الصغير مش راضي يبطل عياط الا لما يكلم الهانم ..
عاصم : طب هاتيه ..
اعطت الخادمه الهاتف للطفل ..
الطفل : الو يا بابا ..
عاصم : ايه يا حبيبي مالك ؟!
الطفل : انا حلمت حلم وحث اوي عن ماما يا بابا .. عايث اكلمها ..
زفر عاصم ب قوه و من ثم اردف : بص يا حبيبي .. انا و ماما عملنلك مفاجأه .. و هنخلصهاا و نيجي .. و دلوقتي ماما نايمه ..
الطفل : ماثي بث مث تتأخروا .. انا مثتنيكوا ..
عاصم : مش هنتأخر يا حبيبي .. مش هنتأخر ..
اغلق عاصم الهاتف و هو يدعو : يارب .. اللهم اني لا اسئلك رد القضاء و لكني اسئلك اللطف فيه ..
بعد مرور ثلاث ساعات ..
وجد عاصم حركه الاطباء تزداد و هناك اطباء يدلفون و يخرجون من غرفه العمليات ..
شعر عاصم ب قلق ..
انتقل قلقه ايضاً الي فردوس ..
فردوس ب قلق : استرها يارب .. استرها يارب ..
خرج الطبيب اخيراً .. و هو يزيح الكمامه عنه ..
نهض عاصم و سئله و هو يخشي اجابه السؤال : خير يا دكتور .. سلا مالها ؟!
الطبيب : للأسف يا عاصم باشا .. المدام دخلت في غيبوبه ..
فردوس : طب .. طب هي هتفوق منها امتي يا دكتور ؟!
الطبيب : والله ده شئ في علم الغيب بس .. ممكن يوم .. يومين .. شهر .. شهرين .. سنه .. سنين ..
اغمض عاصم عينيه ب قوه و هوي علي الكرسي خلفه ..
فردوس ب دعاء : يارب .. ابنها محتاجلها يارب ..
الطبيب : احننا دلوقتي هننقلها العنايه المُركزه .. ادعلوها ..
و اتجه الطبيب الي الخارج ..
بعد عشر دقائق .. قامت بعضاً من الممرضات ب نقلها الي غرفه العنايه المُركزه ..
اراد عاصم ان يدلف اليها و لكن ..
اوقفته الممرضه قائله : ممنوع يا فندم ..
عاصم : انا جوزها عايز ادخلها ..
الممرضه : يا فندم ممنوع اي حد يخش العنايه ..
عاصم ب صراخ : لو مدخلتش دلوقتي هطربق المستشفي علي الي فيها ..
الممرضه : بس يا فندم ..
لم يستمع عاصم اليها .. و انما تركها و اتجه الي الداخل ..
وجدها عاصم موصله ب عديد من الاجهزه و غائبه عن عالمهم ذاك ..
لطالما هي كانت تحب هذا .. كانت تحب ان تترك هذا العالم و تذهب الي عالمها الخاص .. و لكن الآن لا احد يريدها ب عالمها ذاك ..
اقترب عاصم منها و الدموع تترقرق في عينيه ..
عاصم : سلا .. فوقي .. لازم تفوقي .. ابننا مستنينا .. انتِ اقوي .. لازم تفوقي عشان ابننا ..
دلف اليه الطبيب بعد ان اخبرته الممرضه ..
الطبيب : عاصم باشا .. بعد اذنك اتفضل برا ..
اغمض عاصم عينيه بقوه .. و من ثم نهض و اتجه الي الخارج ..
عاصم : يالا يا امي عشان تروحي ..
فردوس ببكاء : لا انا مش هسيب بنتي ..
عاصم : ان شاء الله سلا هتبقا كويسه .. و انا هفضل معاها ..
اتجهت فردوس معه الي الخارج ..
استقلوا السياره
عاصم : انا هاخدك و نروح علي قصري .. عشان تفضلي مع عاصم ..
فردوس : بس يا ابني .. مش عايزه اتقل عليك ..
عاصم : لا يا امي .. متقوليش كدا ..
و اتجهوا الي القصر ..
ما ان دلفوا ..
اتجه الطفل الي جدته قائلاً : تيته وحثتيني اوي ..
فردوس : و انت اكتر يا حبيبي ..
و من ثم اتجه الي والده قائلاً : اومال ماما فين يا بابا ..
شعر عاصم ب الالم و لكنه جاهد ب رسم ابتسامه كاذبه قائلاً : ماما بتحضر المفاجأه يا حبيبي ..
الطفل : ماما وحثتني اوي ..
تنهد عاصم ب حزن و من ثم اردف : هتبقا كويسه .. هتبقا كويسه ..
_____________
في المستشفي ..
كان عاصم يقف امام غرفه العنايه .. يراقب سلا من خلال الزجاج ..
عاصم : فوقي بقا .. وحشتيني اوي ..
مرت اسابيع علي هذا الحال و عاصم يذهب اليها يومياً ..
في يوم ..
ذهب اليها عاصم و جلس ب جانبها قائلاً : وحشتيني اوي يا سلا .. مش شايفه انك طولتي اوي .. طولتي اوي .. ابنك موحشكيش .. سلا انا محتجالك .. قومي بقا ..
و لكن صوت جعل قلبه يتوقف ..
صوت جهاز القلب و هو يطلق صوت صفير و خط مستقيم ...
عاصم ب صراخ : دكتور .. يا دكتور ..
جاء اليه الطبيب و رأي جهاز القلب ..
امسك الطبيب ب جهاز و يحاول ايقاظها و لكن ...
اغمض الطبيب عينيه ب اسي و من ثم وضع الملاءه البيضاء علي وجهها قائلاً : للاسف يا عاصم باشا البقاء لله ..
عاصم ب جنون : دكتور .. بلاش ونبي الهزار ده .. قولي انك بتهزر و انا خلاص مسامحك ..
الطبيب : للاسف ده مش هزار ..
عاصم ب صراخ : كذاب انت كذاب .. سلا مماتتشي .. سلا عايشه و انت بتكذب .. انا كنت مستنيها تفوق عشان اعترفلها اني بحبها ..
اقترب عاصم منها و ابعد الملاءه عنها و احتضنها قائلاً ب صراخ هستيري : سلا حبيبتي .. انا بحبك .. قومي يالا عشام نكمل حياتنا مع بعض .. سلا قومي و انا انا هعوضك عن العذاب الي شوفتيه مني و من ابوكي ..سلا سلا بقولك بحبك .. سلا انا مش هوحشك .. طب عاصم ابننا مش هيوحشك .. ده ده كان مستنيكي .. قومي يالا نروحله عشان ميزعلش..انتِ مش بتحبي الباليه انا هشتريلك قاعه بحالها .. سلا قومي بقااااااا .. ياااااارب .. ضيعتها مني انا غبي .. يااااارب رجعها و انا هعوضها ياااارب سللااااااااااااا ...
ابعده الاطباء عنها ب صعوبه و هو يحاول الوصول اليها .
عاصم ب صراخ : سللااااا قومي بقااا .. هتوحشيني ..
أنت تقرأ
لستُ مشوه القلب .....بقلمي / مايا هيثم
Romanceلحادثه صغيره ليس له دخلاًُ بها دُمرت حياته.. لُقب بالشيطان المتشوه.. نبذوه لتشوهه .. تجنبوه خوفاً.. و لا احد منهم يدرك كم حطموه.. اصبح وحيداً .. منبوذاً .. محطماً .. يكره النور .. حياه مظلمه.. و لكن.. شعاع امل يتسرب رويداً رويداً الي عالمه المُظلم...