يحكى أن رجلاً
خرج يوماً ليعمل في الحقل كما كان يفعل كل يوم
ودع زوجتهُ وأولاده وخرج يحمل فأسه لكن الرجل الذي أعتاد ان يعود كل يوم عند الغروب لم يعد في هذا اليوم
وعبثاً حاول أهلهُ والناس العثور على طريق يرشد لهُ
ولكن بعد عشرون عاماً
سمعت زوجتهُ طرقات على الباب علمت منها أن هذه الطرقات تعود لحبيبها زوجها الغائب فتحت الباب فرأت زوجها الذي غاب عنهم من عشرون عاماً
دخل الزوج بيتهُ الذي غاب عنهُ سنين طويلة وألقى بجسده المتعب على أول كرسي أمامهُ جلست الزوجه أمامهُ لتسألهُ
أين كنت يازوجي ؟
تنهد الرجل ثم سالت من عينيه دموع ليخبرها
تذكرين عندما خرجت ذلك اليوم
في ذلك اليوم رأيت رجلاً واقفاً في الطريق كأنه يبحث عن شئ أو ينتظر قدوم أحدهم
فلما رأني أقترب مني وهمس في أذني تماتم لم أفهم منها شيئاً فقلت له ماذا تقول لم أفهم شيئا ؟
ضحك الرجل ضحكة عالية وعينيه يتطاير منها الشر
ثم قال...
هذه تعويذة سحر أسود ألقيت بها في أعماق روحك
وأنت اليوم عبد لي ما دمت على قيد الحياة
وأن خالفت لي أمراً تختطفك مردة الجان فمزقت جسدك وألقت بروحك في قاع بحر العذاب المظلم حيث تبقى في عذابك ما بقي ملك الجان جالساً على عرشهُ
ثم سار بي الرجل ألى بلاد بعيدة أخدمه نهاراً وأحرسهُ ليلاً
فلما وصلنا ألى بيته الذي كان اشبه بلقبر رأيت رجالاً كثيرون مثلي يخدمونهُ نهاراً ويحرسونهُ ليلاً وكان كل واحد منهم يحمل في رقبتهُ قلادة فأذا جاء الليل دخل في سجنهُ وأغلق بلمفتاح الباب عليه ثم نام
فصرتُ أفعل مثلما يفعلون فأذا جاء الليل صرتُ أنظر للمفتاح وأتذكر وجهك الجميل وأبكي ذلك أنه ليس بيني وبينك سوى ان أفتح هذا القفل بلمفتاح الذي لدي وأتي أليكِ
ولقد رأيت من ظلم ذلك الرجل ما لم يخطر على البال فهو لا يعرف الرحمه ولا يبالي لعذاب البشر وكنت أسمع من كان معي من الرجال وكيف يبكون كالأطفال ويرجونه ان يرفع عنهم هذا السحر الأسود
كبر الرجل وهرم وشارف على الموت كنت واقفاً بجانب سريرهُ كالعادة إخدمه فسألته قائلا
ياسيدي إنتَ الآن تموت ولا نعرف كيف يكون الخلاص من هذا السحر الذي ابتلينا بهِ هلا بحت لنا بكيفية الخلاص
ضحك الرجل ضحكة ذكرتني بتلك الضحكة التي سمعتهُ يضحكها اول يوم رايتهُ
ثم قال ...
أيها الأحمق انا لا أعرف شيئاً من السحر وما تلك التماتم التي همستها في أذنك الا كذبه أخترعتها أنا
لكن نفسك الضعيفة جعلتك عبداً لي وخوفك من الهلاك جعلت روحك سجينة في زنزانة أنت تغلقها بيدك على نفسك وقد أعطاك الله عقلا كالمفتاح الذي وضعتهُ في عنقك ولولا انك رضيت لنفسك الذل والهوان لفتحت باب السجن الذي كنت تعذب نفسك بهِ وخرجت
وكنت أسمع صوت بكائك أنت ومن معك وأعجب من ضعف عقولكم وقلة حيلتكم
أسرعتُ ألى زنزانتي وأخذت الفأس لكي أقتلهُ فوجدتهُ قد فارق الحياة وها أنا عدت أليكم مسرعاً بعدما ضاع عشرون عاماً من عمريالعبرة...
هذا هو الحزن في هذه الدنيا سجن نصنعهُ بأيدينا
والمفتاح 🗝 هو الأيمان والثقة بالله
ولو توقفنا عن الشكوى والنحيب لفرج الله عنا ونفس ما بنا
ولخرجنا من عالم الظلمة ألى عالم النور 😊
الكثير منا يسجن روحهُ في سجن الخوف أو الحزن أو الكراهية أو عدم الرضا أو اليأس أو غيرها..
كلها سجون تمنعنا من ان نكون أقويا بالإيمان وبذكر الله
بيدك أنت / أنتِ المفتاح
فلنحرر أنفسنا من السجن قبل فوات الأوان 🤗