لا أضع عناوين لِما أكتب.. إنني أملأ الفراغ فقط، لأستطيع النشر

12 2 3
                                    

لكم خشيتُ السقوط عن الدرج في محاولتي النوم، أو حتى السقوط من عَلِ! تلك اللحظة التي تغمض بها عينيك لتنام، ثم من دون سابق إنذار أو تنبيه، تشعر أنك سقطت، فتفتح عينيك مرة أُخرى مع شهقة عميقة من الرعب الذي دبَّ في قلبك! أنت سقطتَ فعلًا، لكن بأمرٍ من القوى المتحكمة بك، حتى لو لم تسقط ظاهريًّا.. الأمر مخيف؟ ليس تمامًا.. إنه مرعب!
ماذا؟! ما زلت على السرير مستلقيًا حتى بدوتُ و كأنني جزءٌ منه، لا أكاد أُبين؛ فلا فرق بيني و بين البطانية من حيث الارتفاع..
إذن كل ما حدث فجر البارحة، لم يكن إلا خيالًا من صنع الخلايا.. ربما الخلايا فائقة الذكاء فعلًا، أو ربما أنا الساذجة صاحبة الأفكار المجنونة؛ فتبديل حروف الخلايا يتحول خيالًا! هل لاحظتَ هذا؟
حدث هذا كله بعد جلسة طويلة من التفكير الزائد بصحبة الأرنب، حيث بقينا نحدِّق إلى السقف المظلم أملًا بالنوم..
الأفكار متشعبة و كثيرة؛ أحدها: أنَّ كلًّا منَّا يُصلِّي على ليلاه..
ماذا؟ أَلَمْ تلاحظ هذا أيضًا؟!
حسنًا، لا بأس.. فلا أحد قد يلاحظ حدوث هذا؛ لأنه يحدث و أنت مشغول أصلًا؛ بين مجموعة من الناس على سبيل المثال!
لكن هل جرَّبتَ استراق النظر إلى كل واحد منهم و هو يصلِّي؟ اجلس أمامه، فلا داعي لأن تختبئ؛ لأنه لا يعلم -ولن يعلم- بأنك تراقبه.. هههه في الواقع، يبدو أنني الوحيدة التي أراقب صلوات الآخرين 😅
منهم مَن ينظر بجميع الزوايا حوله كالبومة، و منهم من يصلِّي و كأنه دجاجة تلتقط الطعام! البعض يسافر إلى عالم الخضوع والاستسلام، و تستطيع ملاحظة ذلك بالإنصات إلى همساته بترتيل ما تيسَّر!
بالمناسبة، يوجد من يضع المصحف أمامه؛ يقرأ الفاتحة (عن غيب)، ثم يفتح المصحف و يقرأ منه صفحتين -على سبيل المثال- ثم يضعه مرة أخرى و يركع. و هكذا..
صلوات الجالسين على الكراسي، سهلة جدًا و مريحة؛ فلا فرق بين الركوع والسجود إلا بمقدار الانحناء على ما أعتقد..
لكن هل جرَّبتَ الصلاة على كرسيّ مكتب؛ يدور بك كيفما تحرَّكت؟ لا؟ أما أنا، فنعم. لكن لم تكن مريحة أبدًا، حيث توشك على السقوط على رأسك بمجرد الانحناء للسجود.. و كأنّ الكرسي يدفعك بقوة نحو الأمام..
أما بالنسبة للصلاة على السرير، قصة أُخرى تمامًا! تجلس متربِّعًا و تبدأ بتأدية حركات غريبة! صلاة السرير تسبب الخدر في الفخذين!
جرّبتُ كل هذا، و جرّبتُ الصلاة واقفة ثم إكمالها و أنا جالسة بعد السجود؛ صلاة العاجز! هكذا أسميها..
لكن، هل ستقبل جميع الصلوات؟ ذلك الذي يقرأ من المصحف، والذي يشبه الدجاجة بالتقاطها الطعام! ماذا عن الذي يدور برأسه كالبوم؟
لا أعلم.. المشكلة أن معظمهم من الكبار في السن؛ حيث لا تستطيع إخبارهم أن ما يفعلوه قد يكون خاطئًا!
-سقطتُ ضحية النوم بعد التفكير المرهق، و بعد ذلك، رأيت نفسي أسقط عن الدرج بطريقة مرعبة فشهقت!
و لم ألبث أن أغفو حتى رأيتُني أصعد درجًا آخر يقضي إلى حفل توقيع كتاب جديد.. أتعبني الصعود المستمر، و عندما وصلت، لم أجد إلا حفنة من الأطفال يرقصون، و ذويهم يجلسون وراءهم!
صعدتُ درجات المسرح الغريب، ثم بدأ شيء مجهول يجرّني للوراء حتى ظننتُ نفسي سأسقط مرة أخرى! لكن ظهر أخي الأصغر بصحبة أمي و شدّني من يدي حتى تداركتُ أمر سقوطي، و بدأ يرقص معي على إيقاع أحد الأغاني المفضلة لدي!
-و صاح المنبه؛ أيتها الكسولة، استيقظي للدوام و المحاضرات!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 05, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن