part(1):-

22 1 0
                                    

2015/2/1
الساعة السادسة و النصف صبااحاً
طق طققق طق ...
_بعد إذنك ممكن تقيف ليناا هناا ؟؟

بدأ السائق بتهدئة العربة شيئا فشيئا نظراً لكونهاا سيارة من الطراز القديم ، ففي هذه الحالة ليس بمقدورك سواء ان تتصارع مع المٍقود و دواسة الفرامل للتوقف و إلا فلك و لهم الرحمة ...
بوابة لا بل شيء اعظم ، شبيهة ببوابات القلاع على ما اظن ، منتصبة على نفسهاا مفتوحة الجانبين ، و فوقهاا  نحتت عبارة ( جامعة ال ....) ، وضعت على جانبي البوابة عدة صور تشير الى مجموعة من رموز الثورة السودانية جذبتني صورة تلك السيدة ( حواء الطقطاقة ) ، منذ ان كانت في ريعان شبابهاا ، صورة من زمن الابيض و الاسود مع انهاا قديمة لكن ظاهرة الملامح .
_بطاقتك يا شاب ؟؟
_إتفضل
_تماام ادخل
كنت اسمع اصوات متداخلة ( و الله يا باشا نسيت البطاقة ) و ( انا جديدة و ما عندي بطاقة لسع ) و ( ما سمعتا بخبر الوزارة الجديد ؟؟ ) و اصوات أُناس يعملون طرقاً و ضرباً بشواكيشهم و مطارقهم و مناجلهم و أخرين يتجادلون في ما حدث في مباراة الامس بين الهلاال و الامل العطبراوي و عن الاخطاء التحكيمية ، و الاداء المتواضع ، و ذلك السيد الوقور الجالس على كرسيه الخشبي و ممسك بصحيفة كان مكتوب عليهاا ( اخر لحظة ) ...
_يا أحمد ؟!
خفضت ليتاً و رفعت ليتاً  كوضعية من يريد ان يستمع لشيء من مكان بعيد و لكن في حالتي هذه دليل على الكسل ...
_ حركاتك دي خليهاا
_ رماذ ؟؟ اهلااا ، صباح الخير
_ صباح النور ، كيف اصبحت ؟؟
_بخير نحمد الله و انتي ازيك ؟؟ يدك كيف هسي ان شاء الله ما اثرت معاك ضربة امبارح ؟؟
_لالا كويس الحمد لله ، على فكرة المحاضرة الساعة كم ؟؟
_تقريبا الدكتور امبارح قال ح تكون سبعة و نص
_اهاا تمام
_ما تنسى البروفه الليلة
_خلااص كويس

خطوة ثم خطوة ثم خطوة ، ممر ، حديقة على جانبيه ، محاطة بسيااج من النوع الحجري ليس الكبير يحتاج خطوة واحدة لكي تتخطاه ، تتخللها ازهار ( صباح الخير ) و اشجار ( الجهنمية ) و على الجانب الشمالي البعيد كانت تصتف مجموعة من النباتات القصيرة قصر الفطر جلست على قمتهاا ورود شبيهة بورد الروزماري ، تتغازلهاا الحشرات و تُقبل راسهاا  احتراما لهاا و لتتذوق من عبيرها ، و طير ( ود الدبرك ) بلونه الرمادي المميز الذي جعله فريسة محبب للصغار ، و صوته الذي لا يخلو من العذوبة ، و رشاشات الماء التي منذ نزولي في هذا المكان لم اعرف أهي تعمل ام لا ، و تلك الاشجار الكثيف الواقفة في نهااية الممر المتشكلة على طريقة الحرس الجمهوري باوراقها الممتزجة بين الاخضر و الاصفر الجاف ، كان هنالك مجموعة من الصبايا الجالسون تحت ظلالهاا في شكل حلقة اختلست النظر بدقة كانت امامهم مجموعة من الدفاتر و الكتب انهم يتذاكرون على ما اظن ، كانت احداهن تتهامس و تهش كمن غلبه الصبر و تحالوا ان تنفر زميلاتهاا يا لها من متمردة ...

فجأة و بدون سابق إنذار إصتدمت بأحد ...

قال و في نبرة صوته شيء من الغضب : ما تشوف قدامك ياا زول .
اصبحت اعتذر عما بدر مني بكل ما اعرف من كلمات الاعتذر بما أنني انا المخطيء هذا في اعتقادي ، اصبح يصب جم غضبه علي و ينظر إلي باستهقار نظراً لانني حسسته بأنني ضعيف اعزل لا حول لي و لا قوة ، و لكن ليس من حقه اناا يتعالى علي هكذا ...
نفذ صبري ، لم اشعر الا و انا انهمر عليه باللكمات في وجهه و بطنه ...
تجمهر النااس خاصتاً ال .... رين
(احجزوا الناس ديل ) ( ياا جنابوا انت ما شايف شغلك ) ( فكوا يا زول ، بتكلم معاك اناا ، فكواا ) ارتفعت صرخات الفتيات و بالاخص اله ....... ش ، كان صراعاً كصراع الوحوش في البرية بلا قوانين عملاقان يتقاتلان فلك ان تتخيل ...

 رحلة گفااح™حيث تعيش القصص. اكتشف الآن