خواطر وصراعات صامته

الصراع

كم هي صعبة تلك اللحضات التي تكون بها وحدك تصارع نفسك تعلم انك في الطريق الصحيح  لكنك تتالم لان طريقك لا يخلو من الاوغاد الذين سرقوا من عمرك سنين خسرتها وانت قربهم  تتمنى ان تعيد ترتيب حياتك لكن الطريق باتجاه واحد لايمكن العودة الى الوراء وكل خطوة مشيتها لايمكن ان تعيدها او تغير مسارها . تبقى الخواطر والذكريات المؤلمة محفورة في مخيلتك كلما عادت وامتزجت مع مايدور في راسك كانت كالسياط النارية التي تجلدك بلا رحمة بلا هوادة وتكون مجبرا على الصمت لانك من اختار هذا الطريق برفقة هؤلاء الاوغاد .
حين تتذكر كم عاملتهم بصدق وبطيبة اخلاق وكانوا يعاملونك بخبث وبقلي مليئ بالكذب والخداع تتمنى ان تكون مثلهم وتكون قد عاملتهم بالمثل .
هذا صراع يومي منذ ادركت اني عاجز عن رد الصاع بالصاعين او بالاقل الصاع بالصاع بل لازالوا  يعيشون حياتهم بسعادة وانا ميت وسط الاحياء كم هي الحياة ضالمة . كل يوم يمر  منذ ان اكتشفت غدر الاوغاد وانا في نفس النقطة التي تتوسط الطريق فلا انا قادر على مواصلة المسير ولا انا قادر على الرجوع او الوقوف . اسير وانا اتلفت الى الوراء  لا يهم ما سوف ياتي فهذه النهاية لمسيرة حياتي .
اقطع تفكيري لانهض من الكرسي  القريب من نافذتي واتجه الى الثلاجة لاشرب الماء احاول ان ابعد تلك الافكار من راسي فانا لست عطشان لكنني احاول الهروب من تلك الصراعات اليومية واجد نفسي مرة ثانية في نفس الدوامة ونفس الصراع .
يا اللهي الى متى هذا العناء. انهض متثاقلا تملاني الهموم ويعتصرني الالم .  تناولت قلمي وعدت الى طاولتي ومن صخب تلك الصراعات استخرج الافكار اترجمها الى احرف اجمعها في كلمات ليخطها القلم في سطور ممكن قرائتها . اشعر بارتياح كبير حين اكتب لاني احلق عاليا بين المفردات واتجول بين معانيها لابتعد عن تلك الافكار القديمة وكل الاوغاد الذين قابلتهم . لاكتب مافي داخلي . افرغ ذلك الالم الذي يثقل راسي الى ورقة بيضاء تستوعب ما اطبعه على سطورها لتعطيني جرعة من الامل  بان الطريق لاذنب له بسير الاوغاد فيه  
ارسم طريقا جديد اغير طريقي القديم . اضع قوانيني فيه ارسمه لاعيش فيه بسعادة وهناء اكتب القوانين وافكر  ماذا اريد لا اعلم ماذا اريد يصمت القلم كما صمتت انا لايستطيع اكمال مابداء بكتابته . رميت قلمي من يدي .
نهض القلم وطبع على الورقة البيضاء (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)