الفصل الاول

520 23 0
                                    


الفصل الأول. ..

كانت (غصون) مُستلقيه فوق العشب تستمتع بالهواء وهو يعبث بخصلات شعرها ..... قاطع هذة اللحظات التى تقدر بالذهب صديقتها الوحيدة (انجى)
قائلة :- يلا يا غصون لازم نروح البيت بسرعة قبل ما ماما ترجع. ...

أردت غصون بضجر:- والله انا ما عرفة انتى ازاى مستحملة مامتك دى؟!

_ اعمل ايه يعنى. .. معلش يا غصون لازم نستحملها فى الاول والاخر هيه اللى بتهتم بينا. ...

_ انتى مصدقة نفسك الأول عشان تخليني اصدق... هيه باللى بتعملوا فينا دا أسمو اهتمام. .. حرام عليكى .. انا صحيح مش شايفة نفسى عاملة ازاى بس انا متأكدة انو جسمى كلو جروح بسبب ضربها فيا. ..

اشفقت انجى على حال صديقتها العمياء فهى أعز ما تملك ورغم ذلك لا تستطيع مساعدتها بشئ. .... فأنها شديدة وقاسية عليها إلى أبعد الحدود. .....

****
دخلوا المنزل بهدوء حتى لا تراهم عمتهم ( مفيدة ) وهى امرأة سيئة الخُلق وقاسية جداً مع غصون ... لدرجة أنها تُعاقبها أشد عقاب وقامت أيضا بحرقها حتى لا يستطيع أحد النظر إليها أو أن يُعجب بها. .... دلفوا إلى غرفتهم الصغيرة واستلقوا على سريرهم القديم..

قاطع شرود غصون صوت انجى قائلة:-
_ بتفكرى يا غصون زى فى فتى احلامك؟!

_ هتصدقينى لو قولتلك عمرى ما فكرت فيه .... مين هيقبل ببنت يتيمة وعمية ومشوهة! !

_ انتى ليه دايما بتفضلى تفكرى نفسك انك وحشة ومش تليقى بحد؟ !
ليه مش تفكرى انك بجد طيبة وقلبك نضيف ومش يليق بالعالم اللى احنا عايشين فيه؟ !

_ وانا استفدت ايه من كل اللى انتى قولتيه؟! يا انجى الناس دايما بيفكروا بالمظهر. .. وأنا مظهرى يخلى الناس تخاف فأزاى هيعرفوا انى طيبة؟ ! الحاجات دى بتتعرف مع المعاملة بس حاولى تفهمى دا. ....

_ على فكرة انتى كئيبة اووى. ....

_ انا مش كئيبة ولا حاجة بس انا بتكلم بالمنطق....

_ طيب. .. طيب. . انا هنام عشان فى شغل كتير بكرا. ..

_ تصبحى على خير. ..

_ وانتى بخير. ...

بعدما نامت انجى وتركت غصون بمفردها فقررت هى بقراءة كتابها المفضل. ...... هذا الكتاب مكتوب خصيصاً للمكفوفين وهو لجدها الأكبر كتب به قصة حياته كامله. .. كان جدها رجلا كفيفا فكتبه بطريقة برايل. ....

بدأت هى بلمس تلك الثقوب التى على الكتاب وبدأت بالقراءة وهى متأثرة بشكل فظيع. .... فالقصة تدور حول خلافات أبناء ذلك الجد. ... ويحكى عندما احبت ابنته شابا ًرفضه ، لأنه لديه اخت واخوها كان يحبها فلم يقبل بذلك الشاب زوجا ًلأبنته خوفاً من المشاكل...

ولكن ابنته كانت معروفة بسوء الطباع فهى لم تقبل بترك أخيها سعيداً فقامت بالذهاب إلى أحد الدجالين وقام بعمل لعنة على كل الأجيال التى تأتى بعد أخيها وتنتهى تلك اللعنة مع موت اخر فرد من عائلته. ......

كانت غصون مصدومة من تصرف الأخت فكيف لها أن تدمر سعادة أخيها بكل برود وبدون شفقة ؟! انزعجت غصون كثيرا من القصة فأغلقت الكتاب ونامت بجوار انجى. .......

****

استيقظت غصون على صوت تلك الساحرة وهى وتصرخ وغير ذلك قامت بسكب المياة المثلجة فوقها.......

_ قومى يا حلوة هو انتى هتفضلى نايمة وطلبات البيت لسه مجتش.....

استيقظت انجى على صوت صراخ مفيدة وحتى تنهى الموقف دون مشاكل سحبت غصون خلفها واسرعت إلى الباب هاربة من هذة الشيطانة...

بدأت غصون فى البكاء بحرارة ... فأردفت انجى بأشفاق على حالتها :-
_ أهدى يا غصون معلش لازم نستحملها

_ انا معملتش حاجة غلط كفاية انى بساعدها فى شغل البيت وبشتغل كمان مع العمال وكمان مش بشوف. .. يعنى تحترمتى شويه بس ازاى؟!

_ خلاص تعالى بس نروح السوق واهو منها نغير جو. ...

انطلقوا الى السوق واشتروا كل الأغراض للمنزل. ... وفى حين عودتهم أعجبت انجى بفستان أخضر اللون فدخلت إلى المحل بسرعة لتشتريه على عكس غصون التى جلست على أحد الكراسى ساكنة لا تتحرك ابدا. . من يُبصرها يظن انها بالستين من عمرها وليست بالعشرين .... مثلها مثل اى فتاة تحلم بالتسوق والحب والسعادة .... ولكن أين هم مع امرأة تخاف منها الشيطان مثل مفيدة. ......

عندما خرجوا من محل الملابس انطلقوا مسرعين إلى المنزل. .. وفى هذا الوقت اتجه نحوهم شاب وهو يلفظ بأبشع الالفاظ ويحاول التقرب منهم .....

كانت انجى خائفة جدا وكادت أن تبكى،،أما غصون فكانت شجاعة ولم تخافه. ... فأردت بصراخ:-
_ أبعد عننا. ..

فأردف ذلك الشاب بنبرة ساخرة :-
_ وهو انا اصلا قربت منك .... انا بس بتكلم مع الآنسة. .. بس مش عارف هيه خايفة كدا ليه؟ !

صدقت غصون كلامه فمن المؤكد انه لن ينظر إليها. ... فهى ليست بمقدار جمال أنجى التى تمتلك العيون الخضراء والشعر الأشقر. ....

لم تتمتالك غصون نفسها فضربته بقوة وبعدها سحبت أنجى وأخذوا يركضون بالطرقات.....

استندوا على حائط ما وهما يلهثان من شدة التعب....

أنجى : انا خايفة أووى ليكون بيجرى ورانا. ..

أردت غصون وهى تُطمئنها قائلة :-
_ مش تخافى. ... بس يلا بسرعة خلينا نروح. ...

_ تمام. ..

****

مساءً. ...
جلست غصون بمفردها قرب المنزل بجانب البحيرة. ... وأخذت تبكى بقوة. .فهى ليست مثل باقى الفتيات اللواتي حصلن على الرعاية والحب والاهتمام .... فعالمها عبارة عن صديقتها وابنه عمها أنجى. ... ومفيدة. ..

تمنت لو كانت أنجى معها بهذة اللحظات فقد كانت خففت عنها الألم. .. ولكنها ذهبت إلى بيت خالتها المريضة. ...

مسحت دموعها بكفيها ومسكت كتابها المفضل لتُكمل القصة...... وقد وصلت بها أحداث القصة. .. الى ان هناك أمرأة شريرة كانت تحاول قتل البطلة؟ !

الشئ العجيب بالأمر. ... انا لم تستطيع أن تلمس اى ثقوب اخرى موجودة بالكتاب! !!!

_ معقول القصة خلصت على كدا. .. طب ايه اللى هيحصل للبطلة؟ !

لم تستطيع أن تُكمل حديثها بسبب انقضاض أحد الأشخاص عليها وهو يمسكها بقوة. ... شعرت بشئ يغرس بداخل صدرها. ... وكانت هذة اخر مراحل تنفسها. .. وهى تصارع الحياة! !

يتبع. ....
#هديل_هلال

أرض اللعنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن