الجزء1

11 1 0
                                    

تتساقط الثلوج بغزارة و تهب عاصفة هوجاء تجرد الاشجار من اوراقها الخضراء و لا تدب الحرارة في جسمه كما تعودها قبل..سوف ياخذ قليلا من السخنات و يجذب نفسا من سيجارته،ثم يستعد للمشي بعض خطوات لعل ذالك يبعث فيه الحركة المفقودة . اتجه الي الشارع المحطة كي يلتقي بها هناك . بينما الثلج ينهمر علي المدينة و يظل الوادي غارق في سكون ممل ، و كانت الاشجار قد انحت فوق التلال.الثلج يوشك ان ينزل من جديد .. البارحة اغرق المدينة بازقتها و ساحاتها الشاسعة، و منازلها ذات الخشب الاحمر ، و مؤت فوقها سحب كثيفة: اتظل الثلوج تتساقط كل يوم؟
بقي ثابتا في مكانه و عيناه شاخصتان و شعره الاسود ينتفض علي راسه..و انطلق يرد عليها التحية
-صباح الخير
نظر اليها نظرو واعية:
-هل سيتساقط الثلج من جديد؟
ضحكت و اشرق وجهها و ازداد احمرارا،تالقت عيناها و احست بمتعة خاصة و ابتسمت:
-ما اجمل الثلوج حين تتساقط كحبات اللجين!
و زل يبتسم ابتسامة عريضة ؛انه يكره الثلوج ، بينما استمرت تراقب السماء مقهقهة:
- بكل تاكيد سيتساقط الثلج بغزارة
و احمر وجهه و احس بالبرد يسيطر عليه:
-الا تحسين بالبرد؟
اومات براسها و قالت؛
-لا مناص من ان اشعر به في انفي فقط
و انفرجت شفتاها بسرعة:
-لا بد انك تشعر بالفرق بين بلادنا و بلادك
-بالطبع
ثم همس في نفسه: حتما ان يكون الغريب يشعر بفوارق عديدة و تناقض ساخر..كل المنازل مصنوعة من الخشب كخير علاج لسموم الثلوج التي تتراكم فوق سطوحها و انبسطت تجاعيد وجهه و استطرد:
-رباه! ما اجمل المدينة و هي بيضاء..ليتها كانت بدون ثلوج
و قصدا مكتبة الجامعة بعد ما عرجا علي المقهي ليتزود هو بمشروب يبعث الحرارة الدفيء،بينما اكتفت هي بكاس من القهوة.كانت رقائق بيضاء تنزل فوق الساحات، و تكون طبقة من الثلج علي الارض،و اسرعل في السير.ثم مسحت انفها و قالت:
-خير ما تمتاز به بلادنا هذه الخيوط البيضاء الجميلة المتساقطة:
ثم هتفت:
-قطة سوداء يلفحها الثلج بشدة
نظر اليهى قائلا:
-ساحملها معي للمنزل
ثم حدق بها قائلا:
-الا تحبين القطط؟
قالت مشمئزة:
-السوداء منها الاخص
-لماذا
-انني اكرهها..اكره اللون الاسود..
و قهقه قائلا؛
-و لما ذلك؟
-ذالك لا اعرفه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 20, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نداء الفجر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن