1_ بيرسيوس ورأس ميدوسا..
نبدأ هنا روايتنا ونرويها من أحد مقاطعات اليونان
الساحرة وهي مقاطعة ارغوس ..
كانت ارغوس مقاطعة جميلة غير أن سكانها لم
يكونوا سعداء .
فقد حكمها اميران حاقدان كان الواحد منهما يكره
الآخر .
وكان أسماهما : اكريسيوس وبروتس .
وقد كان لأكريسيوس ابنة جميلة اسمها دانيا ولم
يكن له أولاد ذكور ولما كان اكريسيوس يرغب في أن
يكون له ولد ذكر يحكم مقاطعة ارغوس فقد ذهب
إلى أحد الحكماء ليستشيره في أمره بعد أن طفح كيله.
فقال الرجل الحكيم له : ان الآلهة غاضبة عليك لأنك
تكره أخاك ، ولهذا ، فلن يكون لك ولد ذكر وسيكون
لأبنتك دانيا ولد ذكر قوي شديد البأس وستقتل على يديه.
أغضب كلام الحكيم أكريسيوس وأشعره بالخوف
والعجز أيضا فحلمه في أن يكون له ولد ذكر لن
يتحقق وفوق هذا سيقتل على يد مولود ابنته الوحيدة
فكر أكريسيوس في أمر دانيا التي سترزق بولد
وعزم على عزل ابنته عن العالم المحيط بها لكي لا
تتحقق النبوءة ولكن إن شائت الآلهة فهو سيحصل بالتأكيد.
قام أكريسيوس بحبس ابنته دانيا في غرفة ذات
جدران حجرية ضخمة تكاد تكون مغلقة إلا من منفذ
صغير يدخل من خلاله الضوء والهواء .
وقال في نفسه : الآن لن يكون لدنيا ولد ذكر ولن
يتحقق أيا من كلام ذلك العجوز الخرف .
ولكن كان أي إنسان لا يستطيع أن يقل ضد إرادة الآلهة ..
فقد زار الإله العضيم زيوس الأنسة الجميلة دانيا
إذ أنه دخل عليها من المنفذ الصغير على شكل
حزمة من الضياء الذهبي .
وبعد مرور شهور ، كان لدانيا طفل جميل أسمته : بيرسيوس .
كان هذا الأمر صدمة لأكريسيوس حيث أنه لم يشعر
بها طوال هذه الشهور ولم يكن يعلم فكيف لها أن
تنجب طفلا وهو كان قد عزلها عن العالم ..
لكن لم يهتم كثيرا لهذا الأمر كما كان قد انصب
اهتمامه على أن حياته ستنتهي على يد هذا الطفل .
فقال أكريسيوس في نفسه : إذا أصبح هذا الطفل
رجلا فسوف يقتلني .. ولذلك يجب أن يموت هو
وأمه كي لا تنجب طفلا آخر ويكون نقمة أخرى بحياتي .
ولما لم تكن لدى أكريسيوس الجرأة على أن يقتل
ابنته .. عمد إلى وضعها مع ابنها في صندوق خشبي
كبير ونرمى الصندوق في البحر .
ثم قال في نفسه : لن أراهما بعد الآن .
.... يتبع
