صراع اللاصراع

18.7K 493 77
                                    

كانت تجلس بالمطبخ، تضم بين يديها كوب قهوتها وتفكّر... أعمامها.. مصدر خوفها طوال حياتها كلّها.
لم يكن والدها على علاقة جيدة بهم، ولم يذكرهم أمامها إلّا لِماماً، وإن ذكرهم يشير إلى سوئهم وجشعهم.

شعرت بخطوات تتقدم منها فنظرت لها بسرعة ظنّاً أن يوسف قد عاد، ولكنها وجدت ليلى تتقدم منها وعلى وجهها تعابير عدم إعجاب.
كان شعر ليلى طويلاً، راقبته إيلياء بغيرةٍ فطريّة ونظرت الى شعرها الذي يصل الى ما بعد أكتافها بقليل..
أمالت فمها بعبوس، أيحبّ يوسف الشعر الطويل؟

تمتمت/ ويحبو! انا مالي؟! لا روحي طوّلي شعرك مثل الهبلة عشااان تعجبيه وهو ما بترك فرصة الا وبموّتك مية موتة فيهاااا...

نظرت لها ليلى وهي تعدّ لها ساندويش/ وين يوسف؟
لم تجبها بل تجاهلتها عمداً
ليلى/ بحكي معك على فكرة!!
شربت قهوتها ببرود ولم تنظر لها حتى

ليلى/ هه... ما تشوفي حالك كتييير.
هالبيت كان بيتي، ورح يضل بيتي. ويوسف؟ ما تنغرّي بحبو كثير...
حبو سوداوي! يعني... ما تنبسطي لإنو بحبك بالعكس، خااافي، ترا إذا حبّك يعني رح يتملّكك بطريقة بشعة عمرك ما تخيّلتي انك تعيشي فيها..
رح تقولي ليه خانت شيخ القرية؟
لإني ما بدي طريقتو بالحب، لقيت عند مؤيد حنان ما لمستو من يوسف، ولا رح يصير فيه، أبدا. !!!

تسمع لها وهي تحدق في كوبها فقط، سقطت دمعة من عينها لتسقط في قهوتها!
لم تعد تستطيع الاحتمال... لماذا لم يغلق الباب عليها ككلّ كرة؟ أيؤلمها هذه المرة بطريقة مختلفة؟

/ ومسألة رجوعو إلي مسألة وقت مش أكثر...
اصحي على حالك، انتي لسا صغيييرة مش فاهمة شي من اللعبة!!
يوسف عم يستغلّك بس عشان يقهرني ويخليني أغار!
بدو يذوقني من نفس الكاس!
لهيك، نصيحة مني، انسحبي... اطلبي الطلاق، اهربي! اعملي الي تعمليه قبل ما تغرقي بمستنقعو...
يوسف كهف، اذا دخلتيه ما رح تعرفي تطلعي منو!

خرجت ليلى بعد أن قالت ما تريد.
وقفت إيلياء وهي تستند على الطاولة بانهيار، دخلت غرفتها وانهارت خلف الباب تبكي من قلبها.

وقفت إيلياء وهي تستند على الطاولة بانهيار، دخلت غرفتها وانهارت خلف الباب تبكي من قلبها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
اللهيبُ في عينيه/مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن